وأخيرا انتفض شباب طرابلس بعد معاناة مع حكومة الوصاية التي امهلها الوقت الكافي للقيام ببعض الاعمال التي من شانها التخفيف من الاعباء المعيشية التي لم يعد يطيقها، ناهيك عن الوضع الامني المتردي وحالة عدم الاستقرار.
احرقت الاطارات في مختلف مناطق العاصمة وجابت الجماهير ساحة الشهداء، جابهتها ميليشيات الرئاسي بالقوة المفرطة واحتجاز البعض واعتبر السلطات ان هناك “مندسين” بين المتظاهرين، ولو طلبت الجماهير ترخيصا من الداخلية(وزارة الميليشيات) بالتظاهر لعملت على تامين التظاهرة، كلنا يعلم ان السلطات لن تمنح تصريحا للتظاهرة وفي احسن الاحوال ستزج بهم في ركن غير معلوم لدى العامة ووسائل الاعلام، فيبقوا محاصرين مستهدفين بوسائل اعلام الحكومة، يكونون عرضة للملاحقة والمساءلة.
السراج وجماعته يسعون الى افراغ التظاهرات من محتواها والمتمثلة في :
كفى سرقة ونهبا للمال العام، كفى محاباة وتعيين الاقارب والأصحاب وذوي النفوذ والمستشارين وما اكثرهم الذين احاط نفسه بهم(دولة عظمى!؟)، في مراكز حساسة بالدولة، بل جعلهم سفراء ودبلوماسيين يتقاضون رواتبهم بالعملة الصعبة وهم بعيدون كل البعد عن السلك السياسي ولا يمتّون اليه بصلة.كفى الضحك على ذقون العامة التي تدرك مدى فظاعة جرائم السراج وزبانيته، لقد بلغ السيل الزبى، وآن للطغمة الحاكمة الرحيل ومن ثم المساءلة والمحاسبة على ما اقترفته في حق الشعب.
تحدث السراج في كلمة متلفزة الى الجماهير بأنه لا يسيطر على كافة مناطق الدولة،
نقول نعم لان حكومته لم تنل ثقة البرلمان المنتخب وبالتالي فهي فاقدة للشرعية وكان عليه الرحيل حينها، وتعتبر الحكومة المؤقتة حكومة تصريف اعمال الى حين تشكيل حكومة تنال ثقة البرلمان او انتخاب برلمان جديد، ورغم ذلك فالسراج كان يسيطر على اقليمي طرابلس وفزان على مدى اربعة اعوام، وكان النفط يضخ بكامل طاقته حتى وصل 2 مليون برميل يوميا، وان عائداته لدى البنك المركزي بطرابلس يتصرف بها السراج بشكل مطلق بلا حسيب او رقيب، اما عن التيار الكهربائي الذي صرفت المليارات في سبيل النهوض به فقال بأنه يسعى(استجداء زعماء الميليشيات) جاهدا الى العدالة في طرح الاحمال بين المناطق، ما جعله مسخرة بصفحات رواد التواصل الاجتماعي .
اين ذهبت الاموال خلال حكمه الميمون؟لماذا لم يقم بأي عمل للصالح العام يحسب له؟ شبكة الكهرباء بالغرب الليبي وجنوبه طالها التخريب والتدمير على عهده ولم يحرك ساكنا، منظومة النهر الصناعي طالها ايضا التخريب، عدد الابار في تناقص، المعدات تتآكل ولا يتم صيانتها او تجديدها، المنظومة ستتوقف عن العمل نهائيا ان استمر الحال على هذا المنوال، ويبقى الغرب الليبي بدون ماء شرب، لقد جيء بهذه الزمرة الفاسدة المفسدة لتنفيذ اجندات خارجية، هدفها تقسيم البلد ونهب خيراته، ويدعون زورا وبهتانا الوطنية!.
ان يستقدم حاكم ما مرتزقة مدفوعين الاجر لقتل شعبه، اضافة الى اقتطاع جزء من رواتب الموظفين بالقطاع العام لسداد رواتب المرتزقة بعد توقف تصدير النفط، فذاك يعني انه قد تجرد من كافة القيم الانسانية والوطنية، وفقد كل مبررات وجوده على راس الدولة.
السراج متمسك بالشرعية الدولية التي اتت به مغتصبا للسلطة، موظفا اياها في قمع التظاهرات الشعبية ذات المطالب المحقة، متهما المتظاهرين بان بينهم افراد تغذيهم اطراف محلية معادية وأخرى خارجية لزعزعة الامن والاستقرار، وبالتالي فهو يشرعن استخدام القوة ضد المتظاهرين، على مرأى ومسمع العالم الذي يدعي حرية الرأي والتعبير واكتفى بعبارات الشجب والاستنكار، انها الشرعية الدولية التي يعول عليها البسطاء وضعاف النفوس طمعا في تحقيق الامن والاستقرار واستغلال مقدرات البلد لأجل النهوض بسكانه .
بحجة تفشي فيروس كورونا الرهيب في البلاد، وعدم انحساره رغم تخصيص المبالغ الطائلة اعلن السراج حظر التجول والهدف بالتأكيد منع التظاهر، لأنه يرى في المتظاهرين ضده اجساما اشبه بكورونا ولكنها مرئية ستقضي على حكمه سيء الصيت.
نؤكد للسيد الذي نصّب رئيسا للبلاد بتواطؤ دولي واقليمي، بان الشعب هو مصدر كل السلطات وصاحب المصلحة الحقيقة وان الاحتماء بالخارج لن يطول وعندما ينتهي دوره سيرمى به جانبا تاركينه لمصيره المشئوم ، نتمنى ان تستمر المظاهرات وبوتيرة متسارعة ليتم اسقاط من يدينون بالولاء للخارج، وان العملاء والخونة وعباد الكراسي الى زوال.