أثار بيان اتحاد الكتاب التونسيين الرافض للتطبيع والذي اتهم الإمارات بطعن العرب في ظهرهم، حالة من الجدل، حيث رحب به العديد من المثقفين العرب، فيما عبرت أبوظبي عن غضبها منه.
وهاجم الاتحاد في بيانه الذي نشره بـ”فيسبوك”، دولة الإمارات، وقال: “طالعتنا أنباء العرب المستعربة بالحجاز بخبر ارتماء ما يُعرف بدولة الإمارات العربية في حضن الحلف الصهيوأمريكي، بإعلان عزمها توقيع اتفاق سلام مع ما يعرف بدولة إسرائيل، طاعنةً بذلك من خلفٍ ظهور العرب المتمسكين بمبدأ الحرية لفلسطين”.
وأشار الاتحاد إلى أنه لم يفاجأ بهذا الموقف من أنظمة قال إنها “صارت عنوانا للرجعية والعمالة”، داعياً “القوى الوطنية في بلادنا من أحزاب ومنظمات إلى رفض هذه الفعلة النكراء وإدانتها والتصدي لكل مسارات التطبيع مع العدو. كما ندعو اتحادات الكتاب الشقيقة والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى إدانة هذه الخطوة التطبيعية الخطيرة”.
وأثار البيان جدلا عربيا واسعا، حيث رحب به عدد كبير من المثقفين التونسيين، وعلق “محمد البدوي” الرئيس السابق للاتحاد بقوله: “بيان مشرّف، يصدر في وقته”.
ودوّن الباحث وعضو الاتحاد “عبدالسلام الشعيبي”: “هذا ما ننتظره من مفكري ومثقفي الأمة لا أن تشتري بعض الدويلات ذممهم بأموالها القذرة وتحت مسميات متعددة (مهرجان الشارقة للكتاب مثلا) شكرا للأستاذ صلاح الدين الحمادي (رئيس الاتحاد)، وإلى كل من والاه من أدبائنا الأحرار”.
وأعاد “الشعيبي” نشر البيان، وعلق بقوله:
“إذا كنت ضد التطبيع مع العدو الصهيوني، انسخ البيان على حسابك. وأضف اسمك. كتَّاب ومثقَّفون ضد التَّطبيع. فلسطين عنوان كرامة الأُمَّة”.
وفي الوقت نفسه، أثار البيان حالة من الغضب لدى صناع القرار داخل الإمارات، حيث دوّن “علي بن تميم”، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأحد المقربين من ولي عهد أبوظبي، على حسابه في موقع تويتر: “أصدر اتحاد الكتاب التونسيين بيانا بشأن المعاهدة بين الإمارات إسرائيل”.
وأضاف: “يلحظ بأن عقلية من أصدره لم تتجاوز حرب البسوس، وأن الصراع بين بكر وتغلب تحكم مفرداته، وأن ثمة غيابا لأية رؤية ثقافية حديثة في العلاقات بين الدول والصراع بينها. إنشاء فارغ ومبتذل، أين موقف اتحاد كتاب الإمارات!”.
وقبل أيام، أعلنت الروائية التونسية “أماني بن علي” انسحابها من مسابقة “تحدي القراءة العربي” التي تنظمها الإمارات، كما دعت جميع المشتركين للانسحاب من هذه المسابقة، كرد فعل على اتفاقية التطبيع.
الخليج الجديد