ساتطرق في هذا المقال الى الحالة التي وصل اليها العالم العربي، في ظل هذه التغيرات الدولية، وهذا كوني أعيش في الغرب والى حد ما تعرفت على طبيعة التفكير الغربي وعقلية الناس في هذه المجتمعات الكبيرة، المليئة بالتعدديات العرقية والدينية والاثنية والثقافية.
من الذي يدمر العالم العربي؟ من الذي يهدم المجتمع العربي، من الذي يتسبب في نسف وتدمير للانسان والثقافة، وهذا التراث العربي؟
إنني أرى بأن هناك جملة من العناصر التي أجتمعت لتؤدي إلى هذه الازمة وحالة الصراع والتراجع بالعالم العربي وهي تتمثل في الاتي:
أولاً: النخب غير الوطنية، تلك النخب التي ارتبطت منذ زمن بعيد بالاستعمار، تقوم بأدواره وتعمل لصالحه ومستعدة لتدمير الوطن والمجتمع من أجل خدمة مصالحها ومصالح الاستعمار ، وهي ليست مقصورة على فئة محددة ، بل تبدأ من رتبة رئيس دولة إلى صحافي صغير مرورا برجل “الدين” ، وهنا لا اقصد الدين، بل من يدعي التدين الذي يقتات من خلال فتاوي أو كما أُسميها شعوذات لا علاقة لها بالدين ، بل وبالخرافات وبفتاوي تحمل في طياتها خطورة اكبر من رجل الحرب ، فتاوي منها السياسية ومنها الاجتماعية ، وأخرى اقتصادية ، تمدح وتبجل المستعمر وكانه المخلص ، وتعطي الضوء الاخضر تحت مسميات الفتوى الدينية بقصف دولة أو تدمير مجتمع وثقافة من خلال أمر حاكم أو أمير أو رئيس أو زعيم أو أو …، والحبل عالجرار .
ثانياً: ثقافة الخرافات والشعوذات وغياب العلم: حيث ان العلم اصبح في حالة يرثى لها ، في حالة من التراجع والتخلف لم تشهده العصور السابقة، العلم في العالم العربي ليس بمستوى التطور والتقدم الذي يحصل عند الغرب والعالم عموما، بل هناك دول صغيرة اصبحت متقدمة علميا وتكنلوجيا اكثر من أغنى الدول العربية، وهنا أشير الى اختفاء “العالم، والعلماء” من المشهد في الوطن العربي، وان وجد، فانه يهرب للعالم الغربي الذي يتبناه ويستوعبه ويقدم له الفرصة تلو الاخرى، والاهم احترام كرامة العلماء وحقوق الانسان. فقد اختفى في العالم العربي عالم السياسة، وعالم الادارة، وعالم التربية، وعالم الاقتصاد، وعالم الاجتماع، وعالم النفس، وعالم الانسان، وعالم التاريخ، وعالم الجغرافيا، وعالم الطب، وعالم الهندسة، وغيرهم، لقد اختفى المؤرخ والباحث والمكتشف، لقد اختفوا علماء آخرون في العديد من الاختصاصات، الذين تميزوا في مختلف المجالات على فترات متعاقبة من الزمن، كل على حسب اهتماماته سواء كانت علمية تطبيقية أو دينية أو لغوية أو فلسفية أو اجتماعية.
وبدأ يحل محلهم من يسموا “بالنخب” السياسية، والدينية، الذين ارتبطوا بحقبة الطفرة النفطية منذ فترة السبعينيات، وبالجانب الاخر بدأ يحل ويسطر على وسائل الاعلام، والثقافة، ويكفيك ان ترى ما يسمى بالاعلامين المطبلين للحاكم، ابواق النظام، وهم كثر في هذا الزمن ممن يحتلون المشهد بدون منازع، وللاسف منهم الكثير من يستخدم الدين ويخلط الحابل بالنابل من اجل خدمة مصالح النخب الحاكمة، هؤلاء ما أسميهم بالاعلاميين، و “مشايخ الحاكم والسلطان”، الفهلويين، اعلامين خدمة رجل الحكم، والمستعمر .
لقد أختفى فكر ابن خلدون، وابن رشد وابن سيناء، والجازري، والزهراوي، والكواكبي، وابن بطوطة، وابن فرناس، وابن حيان، الجواهري، وابن الهيثم، والخوارزمي، والادريسي، وايضا اختفى الاصلاحين والمجددين من أمثال عبدو، والافغاني، ورضا، وغيرهم الكثير الذين تمت ترجمة مؤلفاتهم إلى الاتينية واللغات الأجنبية الأخرى. وقد كان هنالك من هم رعاة للعلم والعلماء، وغيرهم من الذين عملوا على دعم العلماء في علومهم. اما النخب العلمية الحقيقية فقد همشتها السلطة أولا وانزوت هي ثانيا في ندوات ومؤتمرات علمية نادرة ومعزولة ولم تقدر على مخاطبة العامة لصعوبة استيعاب الخطاب العلمي أولا ولعدم اجتهادها هي ثانيا.
وهنا أتساءل كم دورية علمية مختصة ومؤثرة (على مستوى علمي نظري، وتطبيقي)، مثلا في علم الاجتماع وعلم النفس، وفي علم الاقتصاد، والسياسة وغيره تنشر في الوطن العربي ذات مدلولات علمية وتطبيقية وبمستوى التطور العالمي، والثورة المعرفية والتقدم التكنلوجي السريع في مجال البحث والدراسات؟ مقابل موجة كبيرة من قنوات الفضائيات التي منها ما هو مبتذل لا علاقة له لا بالفن ولا بالتراث، ولا بالثقافة العربية الاصيلة، بل منها قنوات تبجل وتمجد وتعظم في الحاكم والسلطان، واخرى فضائيات الدعاة من الشيوخ، ومطبوعات من الكتب ومن المواقع الإلكترونية الكهنوتية الممولة من نفس الجهات التي تريد الثأر من كل ما هو علمي مبدع.
لقد قطعت الثورة الفرنسية رؤوس كهنة الكنيسة التي كانت فاسدة كما قطعت رؤوس الملوك والأمراء الفاسدين، وأنهت على نظام الظلم والفساد والاستغلال لأنهم كانوا سبباً في دعم الدكتاتورية وفي انتشار الجهل وفي محاربة العلم والتقدم، كما طاردت الثورة الفرنسية كل كاهن يبيع “صكوك الغفران” للبسطاء الفقراء السذج من الناس ليدخلوا بها الجنة مثلما يفعل بعض ممن يدعي التدين ويعطي الفتاوي تقريبا مثل حالنا اليوم، بل ويهدد “بالموت وقطع الرؤوس، والتكفير، اعطاء الاحكام بعيدة كل البعد عن الدين والقواعد الاساسية له، تحت ذريعة تفسيرات دينية ليس لها علاقة بالدين نفسه وبعبادة الخالق، بل وينشرون الشعوذة والخرافات التي اصبحت تدق باب كل انسان كالمرض المزمن الذي لا يمكن علاجه، بل ينشرون الشعوذات والخرافات التي من اجلها ينتفعون من طبقة الحكام، واصحاب المصالح، ويمنعون التقدم والتطور العلمي وبناء الانسان وتحريره من الظلم والظلام. هؤلاء اخطر من الاسلحة المدمرة الفتاكة على الانسان والبشرية ، وخصوصا مع المجتمع العربي الذي له خصائصه المميزة منها: تأثير دور العادات والتقاليد، ودور العائلة، والعامل الديني الاصيل فيه.
ثالثاً: الشركات الدولية العملاقة ذات الاقتصاديات الرأسمالية الكبرى: منذ أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر سنة 2007 والتي إعتبرها البعض أشد من أزمة سنة 1929، حيث تعاني مجموعة من الشركات الدولية العملاقة أزمة صعبة، بل انها خانقة. أزمة بحاجة إلى كثير من العقود التجارية لإنعاش نفسها، وأوضاعها الدخلية. وكما تم حل أزمة سنة 1929 بحرب عالمية ثانية ما بين سنة 1939 إلى سنة 1945 فإن هذه الأزمة الجديدة يتطلب حسب الرؤية العالمية حلها في العالم العربي، ومن خلال العرب وعلى أراضيهم. الحروب تدمر كل شيئ فيحدث بعدها البناء، أي عقود ضخمة. إن مشهد تدمير مدن ، وبلدان، تدمير بنى تحتية، تدمير اقتصاد، تدمير حضارة، تدمير خطوط الاتصالات والجسور والمصانع وكل مايفيد من أجل ترتيب وصمان المزيد من العقود التجارية للشركات العملاقة العابرة للقارات. إن ما يحدث من تخريب وغيره من اشكال التدمير والدمار، على سبيل المثال تدمير المطارات وخطوط الهواتف والاتصالات والكهرباء، والجسور والمصانع في دول مثل العراق، وليبيا، وسوريا، اليمن، كله ياتي بالنفع على هذه الشركات العملاقة. ان تدمير ما يقارب عن ال 20 طائرة بطرابلس، يبين لنا على أن شركتي “بوينغ” و”ايرباص” هما المستفيدان أولا وأخيرا. وبالجانب الاخر لهذا المشهد، هو استخدام المشاريع السياسية المسماه، “مشاريع التسوية والسلام واصلاح الحكم، وتعزيز الديموقراطية والدفتع عن حقوق الانسان والاقليات” هي ايضا جزء من الاستمرار في نفس المخطط الذي بدور في استمرار سيطرة النخب من خلال الدول والمؤسسات وبمسميات متنوعة ليبقى الانسان والمجتمع والارض والمصادر بالعالم العربي تحت السيطرة والهيمنة الراسمالية العالمية. ولا يستبعد استخدام وسائل اخرى من نشر للامراض والاوبئة المخطط لها من قبل هذا النظام غير الانساني من اجل الاستمرار بمخططاتها الاستعمارية، وخلق الوفوضى الخلاقة بكل الوسائل المتنوعة .
رابعاً: هناك من يقوم بتخطيط من خلال اجندات داخلية وخارجية، او من خلال الجهل في استغلال الشباب العربي صغير السن، حيث يتم التلاعب بهم وبعقولهم، من اجل استخدامهم لتنفيذ مصالح خاصة، ومن اجل ان يكونوا اداه من ادوات القتل والتدمير والعنف والخراب والحروب الطاحنة التي تاكل الاخضر واليابس، وهذا تحت مسميات متنوعة، ومن خلال تغذية النعرات تارة منها الدينية/المذهبية بين شيعي وسني أو مسلم ومسيحي وتارة اخرى اثنية: كردي/عربي، أو عربي/أمازيغي، او عربي/افريقي،… وتارة اخرى الى نعرات مناطقية/جغرافية: شمال/جنوب أو ساحل/داخل…وغيرها، بمعنى آخر أي شيئ يغذي الاختلاف يتم النفخ فيه حتى تصبح ناراً ملتهبة تأكل الجميع… وهنا اشير على ان هذه الاختلافات موجودة في كندا، و أوروبا وفي أمريكيا واستراليا وبلدان كثيرة من العالم، ولكنها أصبحت مصدرا للتنوع والقوة الثقافية ، وليس للتناقض والاقتتال والتدمير الداخلي مثلما يحدث الآن في العالم العربي.
إن ما تقوم به القوى العظمى وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية يشكل تحول في ادارة المعركة مع العالم العربي…فقد انتهت القوى العظمى من حربها الباردة بين الغرب والمعسكر الاشتراكي بزعامة روسيا، انتهت من هذا العدو الاخر مايسمى الحرب على الشيوعية، واختلقت عدو آخر، جديد يسمى “الاسلام” والارهاب الاسلامي، والاسلام السياسي وفتحت حربها عليه، وخصوصا في ظل تغذية وتحريض اعلامي ممنهج، بدءا بحربها على مايسمى بالارهاب ومنظمة القاعدة التي اعلن عن انتهاء دورها التاريخي وظهور فجائي وسريع لتنظيم جديد اسمه “داعش”على المسرح الدولي، حيث ان ما يحدث ليس من باب الصدفة، فان أجهزة الاستخبارات الدولية الكبرى لا تعمل او تعيش على الصدف، وإنما تعمل بشكل منهجي وتستشرف المستقبل وتخطط له، بل وتصل خطة التنفيذ على مستويات متنوعة، منها الداخلي واخرى الخارجي، لدرجة انها اصبحت وسيلة من وسائل التحريض والاعلان والدعاية الانتخابية في كثير من بلدان العالم الغربي، وما يقوم به المرشح الامريكي للرئاسة دونالد ترمب مثال واضح على ذلك.
وبالجانب الاخر هو العلاقة المتزاوجة/المتناقضة بين التطور الهائل بتكنلوجبا المعلومات وبين الثورة المعرفية.
ان حالة التغيير الحاصلة بالنظام العالمي وانعكاساته على العالم العربي ينبئ الى مرحلة جديدة في طياتها الخطورة وان اخذت الاشكال الايجابية ومدى تاثير ذلك على المجتمعات الانسانية وتحديدا علاقة الثورة المعرفية مع التطور التكنلوجي، والذي يراه البعض بالتزاوج، الا انني رغم الاتفاق مع هذا التصور، الا انني اعتقد بانه قد يحدث لفترات معينة، وبعد ذلك من المتوقع ان يصطدم بمجموعة من العقبات وبالتالي قد يحدث الطلاق.
وكما يعلم الكثير، بان الانسان بالمجتمعات الحديثة يعي تماما دور وأهمية الثورة المعرفية في عملية التطور والنمو ، الا ان ماآلت الية الاوضاع الحالية في المجتمع الانساني الاكبر للاسف هو الاستمرار في استغلال الاقوياء للضعفاء وهذا بالطبع مما يحد له ارضية خصبة في المجتمع العربي للاسباب سابقة الذكر، فمازالت النخب غير الوطنية هي التي تتحكم في المصادر وتسيطر على شعوبها بالحديد والنار ، وان اختلفت الوجوه وتغيرت المواقع، وكأن اليوم هو نفسه أمس، ولكن بأشكال وشخوص جديدة واستخدام لتطبيقات جديدة مختلفة ومتواكبة مع هذا التطور الهائل وكمية المعلومات المتنوعة، والواقع أن المعرفة والعلم بحد ذاتهما ليس من الذي يثير مثل هذا الاهتمام البالغ بالقدر الذي تثيره إمكانيات التطبيق وما تؤول اليه من نتائج في مجالات الإنتاج ، ويبقى الاخطر هنا من الذي يتحكم في هذه المصادر ، ان كان منها المعلوماتية او البشرية في العالم لعربي ، وبالتالي عملية تجيرها لصالح هذه النخب الحاكمة و استخدام الطاقات المتوفرة واستثارة الكامنة منها وفق خطط وبرامج تتواكب مع مرجعيات واجندة خارجية رأسمالية ٠
وبهذه المكانة الجديدة التي تبوأتها الثورة المعرفية في المجتمع تعرض الانسان بالمجتمع العربي هو نفسه للتغير متخطيا الحدود التقليدية المعروفة للمعرفة، تخطيا مذهلا، وفي الوقت ذاته أخذت تتشكل سلسلة كاملة من فروع المعرفة المتمازجة والمتناقضة في مستويات مختلفة ومنها تكنلوجيا المعلومات والامن المعلوماتي، وتكنلوجيا المعلومات الحربية، ووسائل المراقبة والتنصت الاستخباراتي، ووسائل الفتك والقتل التكنلوجي والبيولوجي (استخدام تكنلوجيا الفيروسات والجراثيم والامراض) الحديثة التي تعتمد كليا على التكنلوحيا وثورة المعرفة، حيث اننا نشهد اليوم ايضا ولادة علوم جديدة غير تقليدية، اكثر دقيقة وتخصصية، ومندمجة ومتكاملة، بل سريعة التطور وغير قادرة على التوقف، وبالتالي تضع الانسان امام تحديات من نوع اخر.
نعم، يمكن القول ان الثورة المعرفية، وعلاقتها بهذا الكم الهائل من التطور التكنلوجي تشكل عنصرا هاما واساسيا في صنع الحركة التقدمية للشعوب والدول والأمم وبناء التاريخ الإيجابي، الا انها تبقى على قاعدة القوي دوما يحاول استغلال الضعيف، فالحكام والنخب الحاكمة بالمجتمعات العربية للاسف مازالت كما هي ، بل على اسوأ من سابقتها، واستطاع الغرب الاستعماري ان يسيطر من خلال الفكر الراسمالي ومكوناتة، وتطبيقاته وما آل اليه الان ، لان الإنسان بتميزه التكويني يعتمد أساسا على التشكل المعرفي لبناء شخصيته واكتساب ثقافته ونموه العلمي لإشباع حاجاته المادية والمعنوية، حيث يمثل إنتاجه الفكري واستنتاجاته العقلية وسيلة سلوكية للتعامل مع الواقع الخارجي وفهم المحيط الذي يعيشه لاكتساب المزيد من الخبرات والتجارب وإيجاد حالة التأقلم مع الظروف الخارجية لصنع حياة افضل بالنسبة له. ومن هنا ومن اجل ان نحدث تغييرا جذريا في مسار البشر والتاريخ الانساني لابد نستوعب عناصر التغيير الفعال وخصوصا التي تؤسس طريق المستقبل وبشكل أخص العناصر المستحدثة، وإلا فان العنصر قد ينقلب إلى أزمة حقيقية ان لم يفهم ويتعامل معها اي كان من البشر، ومن هذه التحديات التاريخية الجديدة ظاهرة المعلوماتية التي فرضت نفسها كعنصر حاسم في صراع الأمم وصياغة المستقبل وامتلاك الغد، وهذه الظاهرة سوف تستأصلنا ان لم نستوعبها وننتزع مخالبها، كما أنها يمكن ان تكون عنصر تغيير بناء للمستقبل ان استفدنا من جوانبه الإيجابية.
هناك الكثير من التساؤلات عما يحدث بالعالم العربي الذي يتطلب منا التفكير فيها بعيدا عن نظرية وضع اللوم على الاخرين.
إن الحالة العربية تختلف في المضمون والجوهر والشكل عن غيرها، وما حدث باوروبا وامريكيا والعالم الغربي يختلف عما يحدث بالعالم العربي…
حيث ان حاملات الطائرات واساطيل البحر والبر لا تتحرك من أجل سواد عيون العرب او من اجل نشر الديموقراطية والحرية و الكرامة او الرفاهية والتقدم والاستقلال للعالم العربي، بل من أجل مصالح الشركات العالمية الكبرى، ومن اجل الحفاظ على امن مصالح النخب الاقتصادية ومن اجل حماية مشروع العالم الغربي بالمنطقة العربية.
لقد عاشت أوروبا حالة الصراعات والعنف والحروب الاهلية من خلال سلاح هي التي صنعته، هذا السلاح قد ساهم في تقدمها من طائرات إلى وسائل اتصالات… أما العالم العربي فهو يقاتل من خلال السلاح المستورد، هذا السلاح الذي يدفع ثمنه من الموارد والمدخرات الطبيعية من مواد خام وبترول وغاز، وايضا ان مصير العالم العربي ليس بأيديه وخصوصا في استمرار منهجية التدخل الخارجي في شئونه مما يفقده السيادة على بلدانه.
* استاذ علم الاجتماع، كلية كينج الجامعية، جامعة وسترن، لندن، اونتاريو، كندا، رئيس المعهد الكندي لدراسات الشرق الاوسط.