مفارقات عجيبة تلك التي تقر بها “الأمم المتحدة” في تقاريرها المتعاقبة حول مجريات الاحداث في اليمن، ملوحين بتمسكهم بالملف الإنساني ذات الغريزة الحيوانية, وبين كل ذلك نلتمس النفاق بين تلك السطور التي تارة تنصف الجلاد وتظلم الضحية!! وتارة أخرى تضع الجلاد والضحية في خانة واحدة ولافرق بالنسبة لهم!! أما عن الأم الرؤوم فحدث ولاحرج !!
ليست المرة الأولى وليست الأخيرة التي تقف فيه “الأمم المتحدة” موقف المتآمر والمحايد المنافق, وليس هذا بغريب على طرف لطالما كان طرف حرب يطلق رصاصاته السياسية مستهدفا بها الصدر اليمني المدافع عن الأرض والعرض, فالتخبط السياسي أصبح سيد الموقف ومن يحكم المعركة بالنسبة للعدو وكل من دار في فلك إجرامه.
وإذا لم تكف دماء النساء والأطفال كي تكون دليل إدانة على دول العدوان, فهناك أرقام من النازحين تفضح كل ذلك التسيب الأممي, والذي جعلوا منهم مطية للإرتزاق من الدول المناحة وغيرها!!
تقارير هي أشبه بحكم الإعدام لكن بلون داكن!! ففي الوقت الذي تشهد فيه “الأمم المتحدة” تعنت قوى العدوان ورفضهم لأي حل سياسي وعدم تقيدهم لتنفيذ بند واحد من بنود اتفاقية السويد والكويت والمنامة!!
بينما طرف حكومة صنعاء يقدمون التنازلات تلوا التنازلات!! تقوم “الأمم المتحدة” بدعوه عاجلة وطارئة لمن اسمتهم أطراف النزاع بالتعاون تحت مظلة المساعي المبذولة من مبعوثه الخاص، والانخراط بحسن نية وبدون شروط مسبقة في جهود التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار بأنحاء البلاد وتدابير اقتصادية وإنسانية لبناء الثقة، واستئناف العملية السياسية، وهذا ماجاء على لسان مبعوثهم الذي لم يحترم وظيفته التي جاء لليمن من اجلها!!
لم تتطرق تقارير “الأمم المتحدة” لحقيقة ما يحدث في اليمن، من استهداف ممنهج للأطفال والنساء والمدنيين العزل, ومن الدمار الشامل الذي ألم بالبنية التحتية جراء الغارات العشوائية لمقاتلات العدوان, ولم يتطرقوا لحقيقة سبب احتجاز سفن المشتقات النفطية الذي هم سبب رئيسي فيها.
بل لم يبينوا سبب خلق الأزمة في اليمن بشتى انواعها ومجالاتها, ولم يعترفوا بخطورة المشروع “الصهيوأمريكي” في اليمن ذات الذريعة الشرعية وغيرها !!
هكذا هم!! نسخة طبق أصل من مسيلمة الكذاب أو أن مسليمة الكذاب أمام كذبهم ونفاقهم وزيف إدعائهم يعد احد الصادقين!! لم ولن نأمل فيهم الخير وليسوا الاطرف حرب بانوا على حقيقتهم, وماعناوينهم الا خير فاضح لهم ولكل ماجآل في عقولهم من أفكار شيطانية قتلوا بها الإنسان بإسم الإنسانية.. ولن تذهب الدماء هدرا.. وإن غدا لناظره قريب.