كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن رسالة وجهها ما يسمى «رئيس جبهة الإنقاذ السورية» التي تسمي نفسها “معارضة” إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي دعاه فيها للعمل سوياً يما يخدم المصالح المشتركة، وأعلن عن تعيين “ممثل للجبهة” داخل كيان العدو الصهيوني.
ونتساءل: ألا يكفي ذلك ليتضح للجميع أن ما يسمى “قوى المعارضة السورية” من قاطني فنادق الخارج ليست إلا أدوات عميلة لكل من أراد النيل من سورية الوطن والشعب والجغرافيا والهوية والدولة، وأن استهدافها منذ نحو عشر سنوات بفرض الحرب الإرهابية عليها، ليس إلا من أجل استهداف مواقفها ومبادئها ولاسيما حيال القضية الفلسطينية والقضايا العربية عموماً، وأن كل الأجندات الخارجية التي حملتها هذه «المعارضات» ما كانت إلا من أجل أخذ سورية إلى مجهول، وإلى فوضى دموية، وإلى مشاريع انفصالية تقسيمية، وإلى التلاعب بالجغرافيا وطمس الهوية الوطنية والقومية لسورية.
ولا شك في أن الإعلان عن فتح “ممثلية” لهذه “المعارضات” في الكيان الصهيوني قد سبقه العديد والعديد من الروابط والعلاقات والسبل بين هذه الأدوات وكيان العدو، إلى حد تقديم العون والمساعدة اللوجيستية للتنظيمات الإرهابية، إضافة إلى التكفل المشافي بمعالجة جرحى الإرهابيين، ولا تنسى الذاكرة اهتمام ورعاية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بزيارة الإرهابيين وهم يتلقون العلاج في المشافي الصهيونية، إلى حد أن كثيرين من المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن أمكانية إقامة شريط على شكل «دويلة» بمحاذاة خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل، على غرار دويلة جنوب لبنان اللّحدية التي مثلت ولسنوات قبيل تحرير الجنوب سياجاً أمنياً للكيان الصهيوني، إضافة إلى دعوة هذا الكيان لشخصيات من «المعارضات» والتي لبت وارتضت القيام بزيارات إلى فلسطين المحتلة، ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقابلات وأحاديث لهؤلاء وقد باتوا معروفين بالاسم، إلى حد أن هناك من ألقى كلمة في “الكنيست” الصهيوني ما دفع العضو العربي أحمد الطيبي إلى أن يبصق في وجهه واصفاً إياه بالعمالة والخيانة والتخلي عن وطنه سورية.
بالنتيجة نحن أمام حقائق ولا يمكن لهذه “المعارضة” ولا لمشغليها طمسها، لأن نور الشمس لا يمكن حجبه بغربال، وهاهم العملاء الخونة يتباهون بسقوطهم المريع في أحضان العدو الصهيوني، ومعه بالطبع “اليانكي” الأميركي، وبقية الطغمة، بعد أن فشلوا في جريمتهم على سورية، وسقطت وإلى الأبد مخططات استهدافها، بانتصارات سوريّة متتالية على الأرض وفي الميدان من دون أن تحيد سورية قيد أنملة عن بوصلة الوطن والحق والمقاومة أو عن دورها القومي الرائد، أما هم «المعارضة» فعملاء، ونقطة على السطر.