الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

حماس تعمل على إقامة دولة إسلاميه على غرار “طالبان”

لم تكن مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية يوم 25يناير 2006 قراراً يعبر عن المشاركة السياسية في إتفاق أوسلو وملحقاته بل كانت تبحث عن موطئ قدم في إطار شرعية وجودها خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ، خاص بعد أن قامت بسلسلة من العمليات العسكرية النوعية في سبيل إسقاط إتفاق أوسلو بالدرجة الأولى وقد إستخدمت كل الوسائل المتاحة في إضعاف وتخوين السلطة الفلسطينية وقد رفضت المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 1996 تحت بند رفض إتفاق أوسلو بل كانت تعتبر أن فلسطين أرض وقف أرض ولا حل بدون تحرير فلسطين ، وقد عملت على حشد الرأي العام على المستوى الشعبي الفلسطيني والعربي، وخاصة بعد العمليات العسكرية وإطلاق الصواريخ.
ولكن هذه المواقف قد تبخرت بعد الإنتخابات التشريعية 25يناير 2006 وقد حققت حماس نتائج كبيرة لم تكن متوقعة مما دفع الرئيس ابو مازن تكليف حماس برئاسة الحكومة الفلسطينية.
وبعد سنة ونصف قامت حماس بالسيطرة على قطاع غزة والذي سمي “الحسم العسكري” البعض كان يعتقد أن ما حدث إنتصار لخط المقاومة والممانعة بما في ذلك بعض الفصائل الفلسطينية وخاصة الدور الإعلامي للعديد من الفضائيات والشخصيات السياسية والإعلامية كانت مهمتهم بدرجة أولى تخوين السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، منذ ذلك الانقلاب الدموي الأسود لحركة حماس.

بدأ العد التنازلي للفصل بين قطاع غزة وارجاء فلسطين لذلك لم نتفاجأ بما كشف عنه النقاب المدعو محمود الزهار أحد صقور قيادات حماس حيث قال لصحيفة “دير شبيغل” سنقيم دولة إسلامية في غزة وعدم مهاجمة “إسرائيل” في الوقت الراهن، بل إستخدام التفجيرات ضد عناصر “فتح ” في الضفة الغربية ورداً على مدى صحة ادعاءات الغرب بأن “حماس” تريد تأسيس دولة إسلامية في غزة، نريد أن نفعل ذلك ولكن بدعم كامل من الشعب “وقال في الوقت الراهن عدم مهاجمة جناح حماس العسكري لـ”إسرائيل” في الوقت الراهن يمثل تكتيكاً جديداً وحول العلاقة المستقبلية بين حماس و”إسرائيل”، قال: “نحن مستعدون للتحدث مع أي كان بخصوص كل شيء. بالطبع يجب أن نتحدث مع الإسرائيليين بحكم الأمر الواقع وفي سياق تصريحات محمود الزهار للإذاعة القطرية نعم في بداية تأسيس الحركة إلتقيت برئيس مخابرات الاحتلال الإسرائيلي وإلتقيت برابين وشخصيات أخرى، العلاقة مع “إسرائيل” ليست محرمة ويمكن أن تكون لصالح القضية وحماس لم تقطع العلاقة مع “إسرائيل” حتى في الحروب والأزمات السابقة نحن اليوم نمنع أي عمل على الحدود وغيرها لمصلحة الطرفين.
وأمام هذه التداعيات الواقعية ومواقف حركة حماس والتي تمسكت في الفصل الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة بل وصل الأمر أن تمنع دخول المنتوجات الفلسطينية من الضفة الغربية إلى قطاع غزة في حين يتم السماح بدخول البضائع الإسرائيلية إلى قطاع غزة، ومع الأسف الشديد إن بعض الفصائل الفلسطينية تنتقل من موقف المتفرج إلى موقف الشريك إلى جانب حركة حماس، حيث شاركت الفصائل الفلسطينية بدعوة من حماس لما يسمى مواجهة التطبيع ورفض إعادة التنسيق بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي وإعادة أموال المقاصة الضرائب الفلسطينية..ولقد أدانت الفصائل الفلسطينية في رام الله آلية وأسلوب الذي تم ذلك..ولكن إستغراب موقف الفصائل الفلسطينية التي تشاهد سلوك ومعاملة حماس لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وأن حماس لا تتحمل أي من المسؤولية الحياتية تجاه شعبنا في حين تقدم السلطة الفلسطينية 55مليون دولار شهرياً ..مع أن حماس تقوم بجمع الضرائب بالملايين من الدولارات تذهب إلى جيوب قيادات حماس دون تقديم أي من الخدمات للمواطنين وليس هذا فحسب وإنما تحصل على خمسون مليون دولار شهريا من قطر يتم بتوافق مع الإحتلال الإسرائيلي، ويتم تمرير الأموال القطرية من تل أبيب الى إلى قيادة حماس وبحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي..السؤال المطروح على الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة ووسائل الإعلام لماذا يتم تجاهل هذا النوع من الخيانة والتطبيع والتنسيق الأمني مع الإحتلال الإسرائيلي الذي تقوم به ما تسمى حركة المقاومة الإسلامية حماس.
لذلك فإن قضية المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني يتناقض مع برنامج حماس وتوجهاتها بقيام دويلة إسلامية بقطاع غزة على غرار طالبان في أفغانستان، فهذا المشروع يتوافق مع الإحتلال الإسرائيلي والذي عمل على إعادة الإنتشار بقطاع غزة حتى تتمكن حماس من السيطرة على غزة وبذلك يتحقق هدف “إسرائيل” إفشال المشروع الوطني والذي يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ، وبذلك تصبح دويلة حماس الإسلامية قاعدة لحركة الإخوان المسلمون وتشكل تهديدا مباشر للأمن القومي المصري، المطلوب العمل على إفشال هذا المخطط المشبوه الذي يستهدف مسيرة النضال الفلسطيني وحماية منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية وهذا يتتطلب إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني، ولا يجوز أن يبقى أبناء شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة مابين الحصار والاغلاق وسطوة حماس على البلاد والعباد.

Omranalkhateeb4@gmail.com

شاهد أيضاً

هل ستكون حوارات المصالحة في بكين مختلفة عما سبقها؟…بقلم إبراهيم أبراش

مع أننا لا نعول كثيرا على حوارات المصالحة ونفس الأمر بالنسبة لغالبية الشعب غير المهتم …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024