ليست مصادفة أن تسمي جماعة “الإخوان المسلمين” حزبها الحاكم في المغرب باسم “العدالة والتنمية” تيمناً بحزب أردوغان “العدالة والتنمية” في تركيا، وليست مصادفة أيضاً أن يتزامن توقيع رئيس حزب “العدالة والتنمية” المغربي الذي يشغل منصب رئيس حكومة المغرب حالياً اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي أعلن فيه أردوغان أنه يرغب بعلاقات أفضل مع “إسرائيل”، فالجذر واحد والمحرك واحد للطرفين ألا وهو تنظيم “الإخوان المسلمين” الذي نشأ وترعرع على أيدي الاستعمار البريطاني الذي كان المسؤول الأول عن نشأة الكيان الصهيوني واغتصابه أرض فلسطين العربية.
ونرى اليوم كيف يهرول “إخوان” المغرب وراء التطبيع مع “إسرائيل” كما هرولت قبلهم سلالات “الإخوان” من نظام أردوغان “الإخونجي” إلى السلطة “الإخوانية” في قطر على عكس ما يعلنون ويصرحون ليلاً ونهاراً بأنهم “يناهضون” التطبيع و”يقفون ضد” مخططات المحتل الإسرائيلي بضم القدس والضفة الغربية، فلقد سقطت الأقنعة عن وجوه هؤلاء جميعاً ولم يعد ينفعهم التلطي وراء الغيرة الكاذبة على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني المنتهكة والمستباحة كل يوم على أيدي الصهاينة وقطعان المستوطنين الرعاع.
وكان المضحك في هذا السياق مسرحيات أردوغان المكشوفة في إظهار عدائه لكيان الاحتلال الإسرائيلي في ملتقى دافوس الاقتصادي وفي حادثة سفينة “مافي مرمرة” المعروفة وفي “إدانته” الكاذبة للتطبيع وضم القدس وهو في الخفاء يقيم أقوى العلاقات مع الكيان الصهيوني وبالأخص في مجال التعاون الإستراتيجي العسكري والصناعات العسكرية والتنسيق الكامل في دعم العصابات الإرهابية التي خربت وقتلت ودمرت في سورية والعراق خدمة للمشروع الصهيوني منذ عقد من الزمن.
ولم تستطع قيادة “إخوان” المغرب التخلف عن ركب التطبيع، فظهرت حقيقة مواقفها السابقة الكاذبة كلها التي زعمت فيها أن القضية الفلسطينية خط أحمر ما يدل دلالة قاطعة على أن البضاعة “الإخوانية” أينما وجدت وأينما كانت هي بضاعة مغشوشة ومشبوهة على طول الخط.
tu.saqr@gmail.com