تكتسب محافظة مأرب اليمنية أهمية عسكرية وسياسية واقتصادية، جعلت دول التحالف السعودي تراهن عليها منذ بداية المعركة، ماذا ستضيف مأرب في حال سيطرت عليها قوات حكومة صنعاء؟
خلال الأيام الماضية تتالت أنباء التطورات الميدانية في مأرب، وحظيت باهتمام واسع. المحافظة التي تعتبر القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات التحالف السعودي وحكومة هادي، جعلها موقعها الجغرافي واحدة من أهم المواقع العسكرية.
الموقع الجغرافي المميز منح محافظة مأرب أهمية استراتيجية عالية، حيث تضم مقار وزارة الدفاع وقوات التحالف السعودي ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادتي المنطقتين العسكريتين الثالثة والسابعة التابعتين لحكومة الرئيس هادي.
وتكتسب مدينة مأرب أهمية استراتيجية كبرى في المعركة التي يخوضها اليمنيون ضد الحصار الذي تقوده قوات التحالف السعودي.
للمحافظة أهمية اقتصادية أيضاً، تتثمل بوجود آبار للنفط فيها، وتاريخياً بكونها العاصمة التاريخية لليمن، حيث أن أميركا كانت تراهن على حسم المعركة خلال شهر من بداية الحرب ولم يحصل ذلك.
مع إنطلاق العمليات العسكرية في مأرب عمد التحالف السعودي إلى التصعيد في كل الجبهات للتغطية على معركة مأرب، خصوصاً أن معظم أبناء هذه المدينة هم ضد التحالف. وفي ظل التصعيد القائم في هذه المحافظة يبقى السؤال في حال سيطر الجيش اليمني واللجان الشعبية على مأرب هل سيتم حسم المعركة كاملة، وتنقلب الموازين؟
مأرب ورقة رابحة
في هذا الصدد، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد مجيب شمسان، إن محافظة مأرب تشكل بموقعها الجغرافي الذي يجعلها تتوسط أهم المحافظات النفطية، كمحافظة شبوة وحضرموت والجوف بالإضافة إلى محافظتي البيضاء ومحافظة صنعاء، أهمية استراتيجية فريدة.
وهذا ما جعل العدوان السعودي يضع كل ثقله العسكري في هذه المحافظة ومنطلقاً لكل عملياتها العدوانية ضد الشعب اليمني.
ولذلك بحسب العقيد شمسان، تمثل عملية حسم المعركة في مأرب قصماً لظهر العدوان، حيث تعتبر هذه المحافظة أقوى معاقله ومعاقل تنظيم داعش والقاعدة.
إن “تحرير محافظة مأرب سيضاعف من عناصر القوة لصالح الجيش واللجان الشعبية.. كما أنه سيساهم بتخليص هذه المحافظة والمحافظات الأخرى من خطر التنظيمات الإرهابية التي استجلبها تحالف العدوان من كل حدب وصوب إليها”، يقول شمسان.
ويتابع “من ناحية أخرى سيكون لعودة المحافظة إلى حضن الوطن دور في تخفيف عبء الحرب والحصار على الشعب اليمني لا سيما فيما يتعلق بالغاز والوقود والكهرباء”، كما “سيحرم تحالف العدوان ومرتزقته من استغلال هذه الثروات في إشباع أطماعهم أو تسخيرها للاعتداء على الشعب اليمني”.
يشار إلى أن تحرير مأرب سيضيف عناصر قوة كثيرة للعاصمة صنعاء؛ من الناحية الاقتصادية مأرب ستمد مناطق الجيش واللجان بالمشتقات النفطية والغاز التي تحتاجها، بالإضافة إلى الإيرادات المالية لهذه المشتقات التي كان يستولي عليها حزب الإصلاح، وهذا ما يجعله اليوم يستميت بكل إمكانياته للدفاع عن مأرب حتى لا يخسر هذه الموارد النفطية وتصبح تحت سيطرة حكومة صنعاء.
مأرب ستحرر بقية المحافظات النفطية
وقال العقيد شمسان إن عملية تحرير مأرب هي واجب وطني قبل كل شيء، معتبراً أنه في ظل ممارسة قوى العدوان والارتزاق وتحويلهم المحافظة إلى وكر للإرهاب كان لابد من التحرك قبل فوات الأوان لتحريرها.
وأضاف “بمعنى أن قرار تحريرها لم يكن هدفه تحسين الوضع التفاوضي كما يعتبر البعض، بل إن التفاوض من قبلنا لا يعني المساومة بسيادة الوطن”، ووفقاً لشمسان إن أي تفاوض هو ينطلق من مبدأ وقف العدوان الشامل وفك الحصار وانسحاب القوات الأجنبية وعدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية ولا بما يمس بسيادته.
أما فيما يتعلق بالتهويل الغربي، رأى العقيد أن “هذا يعود بطبيعة الحال إلى ما أشرنا إليه سابقاً بخصوص الثروات النفطية والغازية التي تتربع عليها هذه المحافظة، بالإضافه إلى توسطها أغنى المحافظات النفطية”.
لذلك، “يخشى الغرب من تحريرها لأنه سيؤدي إلى تحرير بقية المحافظات النفطية الواقعة تحت سيطرته”، وتابع العقيد، “هذا بالإضافه إلى ما تقوم به أميركا وبريطانيا من دعم للتنظيمات الإرهابية في هذه المحافظة وهو الأمر الذى سيعني انكشاف الإدعاء الأميركي في محاربة الإرهاب”.
(الميادين)