عملية إغتيال شهيد الوطن ….شهيد الكلمة الحرة الجريئة المتصدية لسلطة قمعية ديكتاتورية فاسدة على جميع الاصعدة والمستويات المالية والسياسية والاخلاقية والانسانية…الشهيد الذي آمن بالمقاومة طريقا لتحرير الارض من المحتل والمستعمر…ستبقى روحه ترفرف في أرجاء الوطن الذي احبه واستشهد من أجله…وسيبقى فكره المقاوم والرافض لعمليات التطبيع ومهادنة العدو الصهيوني نبراسا يحتذى به لهذه الاجيال والاجيال الصاعدة….وسيبقى الخزي والعار يلاحق كل من إشترك بهذه الجريمة النكراء الى الابد وكما كتب لي أحد الاصدقاء هؤلاء ليسوا منا ولا نحن منهم وأضيف الى ذلك ان هؤلاء ليسوا من الجنس البشري وإن كانوا يشاركوا الجنس البشري في المظهر….
نعم هنالك حزن عميق على استشهاد نزار بنات وغضب شعبي عارم لاستشهاده بهذه الطريقة الوحشية البربرية وهنالك مطالب محقة باستقالة هذه الحكومة المتواطئة وحل أجهزة دايتون الامنية قبل ان تستشري “فرق الموت” في التحكم بها ونرى مزيدا من الشهداء على ايديها. ونعم للمطالبة بتحميل راس الهرم في السلطة السيد محمود عباس ورئيس وزراء الدولة الوهمية اشتية والمسؤول عن التنسيق الامني حسين الشيخ كامل المسؤولية تجاه هذه الجريمة البشعة. ونعم لرفض تكوين السلطة للجنة تحقيق في عملية الاغتيال فالقتلة معروفين ومن خطط واعطى الاوامر ايضا معروفين وسبب الوفاة ايضا معروف هذا اولا أما ثانيا لنا في تجارب تكوين لجان التحقيق من قبل السلطة الخبرات والمعرفة المتراكمة الكافية التي تدلل على ان هذه اللجان كانت تشكل لامتصاص النقمة الشعبية هذا بالاضافة اننا لم نسمع النتائج التي توصلت لها هذه اللجان الوهمية وحصل الالتفاف على الموضوع لان كل المتورطين كانوا من اصحاب النفوذ.
الحزن العميق والغضب العارم والنقمة على السلطة يجب ان لا ينسينا الوجه المشرق الذي يسطره شعبنا في الشيخ جراح وسلوان ونعلين وبيتا وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية اللذين يسطرون الملاحم في تصديهم لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين. وأكاد اجزم ان هنالك كانت ايادي الاحتلال الصهيوني بعملية الاغتيال من ناحية التوقيت لحرف الانظار وتبهيت ما يحدث من مقاومة في الاراضي الفلسطينية ومن هنا لا يجب ان يلفنا الحزن والغضب والنقمة وينسينا ولو للحظة الجانب المشرق لمقاومة شعبنا. عندما اعتدت قطعان المستوطنين والشرطة الاسرائيلية على أهلنا في اللد جاء فلسطيني النقب دعما لهم وقبل عملية استشهاد نزار جاء الشباب من بلدة عقربة في اكثر من خمسة سيارت بيكب ووصلوا الى بيتا للتضامن مع اهلنا في بلدة بيتا ومشاركتهم في التصدي للمحتل والمستعمر. وكذلك الشباب في القدس والمناطق المحيطة يرابطون نصرة لاهلنا في الشيخ جراح وسلوان وغيرها.
الشهيد نزار كان يدعو الى التصدي والمقاومة على الارض وبتوحد جهود شعبنا وتجاوز الخلافات بين الفصائل الوطنية والاسلامية وقول كلمة الحق وتسمية الاسماء بأسمائها دون خوف أو وجل من الحاكم الظالم. وما شهدناه من مظاهرات الاحتجاج والتصدي للسلطة وأعوانها وأجهزتها وقوات الاحتلال وسمعنا ولاول مرة كلمة ارحل للسلطة وهرمها تقال وبصوت جهوري عال من قبل الالاف المحتشدة يدل ان الرسالة قد وصلت.
الانسان موقف ورسالة يؤديها قبل الرحيل عن هذا الكوكب الذي نحيا عليه …..نزار بقي حتى لاخر يوم في استشهاده يدق جدران الخزان بقوة وعنف وصلابة ولم يهن او يستسلم او يهادن….. ونزار باستشهاده ترك هذا الارث الوطني الشريف وترك بصمة على الارض وخطى على الطريق…طريق الموقف والرسالة لمن يأتون ليسلكوا هذا الطريق…طريق الحرية والتحرر….