السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

زيارة وزير خارجية العدو الصهيوني للإمارات…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

لم يكن بالصدفة تزامن زيارة وزير الخارجية للكيان الصهيوني للعاصمة الاماراتية ابو ظبي وإقتحام الشرطة والجيش الصهيوني حي البستان في سلوان وبدء عمليات الهدم للبيوت والمحلات التجارية بعد ان رفض الاهالي القيام بتدمير بيوتهم بأيديهم ولا شك ان القادم سيحمل في طياته مزيدا من الاشتباكات  مع عناصر الشرطة الصهاينة لان المخطط يراد به تدمير الحي بأكمله هذا الحي الذي يقطنه 1500 فلسطيني كبداية لهم بيوت وتهجير سكان ثلاثة احياء اخرى. ويجب ان ننوه ايضا بالدور التآمري لحاكم او ظبي محمد بن زايد في القدس واحياءها حيث تقوم الامارات بشراء بيوت بعض المقدسيين وتمريها في النهاية الى المستوطنين اليهود وهذا ما حصل في سلوان على سبيل المثال وبشهادة من بعض سكانها.

 لم تشعر القيادة السياسية في الكيان الصهيوني بأي إحراج ان تقدم على البدء بعملية تهجير عرقي في سلوان وتزامنها مع زيارة وزير الخارجية الصهيوني لابو ظبي لانها تدرك ان حاكم ابو ظبي الفعلي ما هو الا عميل وأداة طيعة وصهيوني أكثر من الصهاينة انفسهم فالبعض منهم على سبيل المثال أبدى استغرابه الشديد ان يقوم سفير دولة الامارات في الكيان الصهيوني وأثناء العدوان الهمجي على غزة بزيارة احد الحاخامات ويطلب منه ان يباركه. ولا ننسى ان محمد بن زايد كان يريد لهذه الحرب ان تستمر حتى يتم “سحق” المقاومة الفلسطينية مبديا استعداده لدفع تكاليف الحرب للكيان الصهيوني.

لم يجد وزير الخارجية الصهيوني حرجا ايضا في القول بان ترامب دفع” بإتفاقيات أبراهام” لقطع الطريق عن اي مسار سياسي مع الفلسطينيين” واستطرد قائلا ” انا لا انتقد هذه السياسة, إنما أصف وضعا.” بمعنى ان حكومته لا تريد اي مسار سياسي مع الفلسطينيين يؤدي حتى الى وجود بلدية فلسطينية ناهيك عن الدولة الوهمية التي ما زالت سلطة اوسلوا تركض وراء هذا السراب. ولما لا وهو يرى كيف ان أجهزة الامن الفلسطيني والسلطة الفلسطينية تقوم بقمع المتظاهرين وكتم اصوات المعارضة جتى وإن تطلب الامر التصفية الجسدية وكل هذا بالنيابة عن الاحتلال الصهيوني.

وقد كان الوزير الصهيوني واضحا عن السبب الحقيقي لزيارته فهو لم يأتي لإفتتاح السفارة الاسرائيلية أو لمناقشة الاوضاع السياسية لانه مدرك ان محمد بن زايد يقوم بأكثر مما هو مطلوب منه سياسيا في المنطقة لصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. ولا نريد ان نعدد هذه الادوار من القرن الافريقي الى اليمن الى ليبيا الى السودان الى فلسطين الى لبنان وسوريا واستخدام المال السياسي كما شهدنا على الاقل في غزة عندما كانت فكرة الانتخابات قائمة قبل ان تلغى من قبل “الرئيس” عباس.

وبالرغم من أللقاء بنظيره الاماراتي فإن التركيز كان بعيدا عن السياسة حيث شغل الاقتصاد المحور الاساسي للحديث. بالمشربح جاي يشحد ويحلب مثل ترامب الذي حلب محمد بن سلمان بما يقرب من ترليون دولار. وقد اوردت صحيفة “يسرائيل هيوم” قول لبيد في الامارات إن ” اسرائيل من المتوقع أن تدخل قريبا الى فترة اقتصادية غير سهلة. ستكون الميزانية قاسية….على الطاولة في المباحثات مع الاماراتيين توجد بالاساس اتفاقيات إقتصادية. هذه الامور سيشعر بها كل مواطن (اسرائيلي طبعا) “. هل نحن بحاجة الى مزيد من التوضيح هذا ما قاله لبيد بعظمة لسانه. وقال فيما قال “…. وينبغي أن نجعل اقتصادينا يندمجان ويزدهرا….” هو لا يتحدث عن علاقات إقتصادية هو يتحدث عن عملية دمج الاقتصادين.

من الواضح من كل ما سبق أن محمد بن زايد الحاكم الفعلي لدولة الامارات ماض ليس فقط في التطبيع كما فعلت بعض الدول سابقا والتي بقي التطبيع محصورا بين القادة السياسيين بل انه ذاهب الى تقديم كل الخدمات للمحاولات الامريكية والصهيونية لانهاء القضية الفلسطينية وتبني الخطاب السياسي الصهيوني فيما يخص الصراع العربي الاسرائيلي وخاصة في جانبه الفلسطيني. وماض ايضا في تقديم كل الدعم المالي والاقتصادي  المطلوب للكيان الصهيوني من خلال صفقات تجارية واستثمارات في قطاع الطاقة والتكنولوجيا لانعاش لإقتصاد الكيان. هذا الى جانب استخدام الاموال والخزينة الاماراتية لتطويع الدول العربية التي طبعت مع العدو الصهيوني مثل السودان وجر بقية الدول المترددة لتطبيع أعمق بكثير مما سبق وأن رايناه.

ولا يفوتنا أن نؤكد ايضا المواقف العدوانية تجاه لإيران وتجاه محور المقاومة وأن الامارات تلعب دورا تدميريا يهدد “الامن القومي العربي” (إذا جاز التعبير) في اليمن وخاصة الاستعداد التي تبديه بإقامة قاعدة عسكرية وإستخباراتية للكيان الصهيوني على جزيرة سقطرى اليمنية التي تسيطر عليها القوات الاماراتية. هذا الى جانب استثماراتها في بناء السد في اثيوبيا والذي وبحسب كل الخبراء يشكل تهديدا للامن المائي لكل من السودان ومصر.

كاتب وباحث اكاديمي فلسطيني

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024