على مدى عقدين من الزمن توالى على حكم العراق ثلة من المفسدين وللأسف انهم اتوا عبر صناديق الاقتراع من مختلف الطوائف والمذاهب!، من شبه المؤكد ان الانتخابات لم تكن شفافة ونزيهة والا كيف لشعب ان يرضى بان تحكمه هذه العصابات التي يتم تدويرها؟ تفاقمت الازمات واستمرت معاناة الشعب ولا حياة لمن تنادي، البعض آثر الاختفاء لبعض الوقت، لترتيب بيته (حزبه) الداخلي المنهار ومن ثم ارتداء ثوب العفة والنزاهة والحرص على الوطن ومقدراته الهائلة والتي وللاسف ذهبت ادراج الرياح، علّه يظفر بأصوات الناخبين الغلابة الذين كل همهم الحصول على قوت يومهم بعزة وكرامة وشرف.
نراقب عن كثب ما يجري في العراق الحبيب من جرائم يندى لها جبين كل وطني حر، انبهرنا ببعض الساسة وظننا انهم وطنيون شرفاء، جاؤوا لخدمة المواطن، حقا ان بعض الظن اثم، لقد كانت السنين كفيلة بان تعري اصحاب الاقنعة الزائفة.
خرج علينا السيد مقتدى الصدر ليعلن بانه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية القادمة، عقب حريق ذي قار (الناصرية) الذي اودى بحياة اناس مصابين بكورونا، لم يكتف بذلك بل طالب باقالة السيد محافظ ذي قار(احمد الخفاجي)، الذي لم يتوانى في الرد على سماحته، فذكره بان بعض المسؤولين بالمحافظة ومنهم محسوبون على التيار الصدري قد هددوه ان مس مكانة مدير صحة الناصرية الذي طالب المحافظ بإقالته!، انهم غارقون في الفساد من اخامس اقدامهم الى اعلى النقاط في رؤوسهم النتنة الساعية الى كسب المال بأية وسيلة، متحصنين بزعمائهم الذين يدعون التدين .
العراق مقبل على انتخبات برلمانية، ان لم يتم الدفع بنفس الوجوه، فمن المؤكد انه يتم تفريخ كوادر جديدة تم الدفع بها للعمل في الخفاء بإدارات الدولة المختلفة لتكمل مسيرة النضال من اجل كسب المال، وتكميم الافواه، واستمرار المعاناة، والدعاء لأصحاب الفضل عليهم ، مرتدي العمائم واربطة العنق المزركشة، بطول العمر.
الطائفية السياسية المستشرية في البلاد، لم تحل ازمة الشعب، بل افقرته، وجعلته يتسول في الشوارع، لقد تم واد التظاهرات السلمية التي عمت ارجاء العراق بواسطة زعماء الطوائف الميامين، الذين يرون في كل تحرك شيء نذير شؤم لهم وزوال ملكهم.
العراق ولما يمتلكه من مقومات الدولة، كاناولى اللبنات التي حرص الغرب على ازالتها من الجسم العربي، أحدثت هوة كبيره به، أدت مع مرور الزمن الى تفككه من خلال التدخلات الخارجية ببقية بالبلدان العربية ضمن مسلسل الشرق الاوسط الجديد، المسمى زورا وبهتانا بالربيع العربي.
كيف لحكومة تدعي محاربة الارهاب الاستقواء بصانعيه؟ هل يعقل ان يظل العراق رهين القوى الاجنبية وساحة صراع غير قادر على حماية حدوده، وهو يملك مقدرات ضخمة وبالإمكان تجنيد مئات الالاف من الشباب؟ الى متى يظل اردوغان يصول ويجول في الشمال العراقي، ويتحكم في منسوب تدفق مياه الفرات الى العراق وسوريا غير آبه بالاعراف والمواثيق الدولية بشان الحصص؟.
لن يتخلص العراقيون من الزمر الفاسدة الا اذا هبوا جميعا لازالتهم او لنقل اجتثاثهم من خلال تحركات شعبية عارمة ونبذ الطائفية السياسية التي يتخندق بها المفسدون.