من أجل حسن إدارة الفرصة والشراكة الوطنية في مسار الإنقاذ، نرى انه من الواجب المتأكد على جميع النواب المعلقة أعمالهم من المنحازين لطفرة 25 جويلية الثورية والنوعية وما بعدها أن يدركوا انهم لم يعودوا نوابا في وضع قبل استثنائي منذ ذلك التاريخ وانه عليهم أن يبادروا في كنف الاحترام الواجب تجاههم إلى شيء آخر وهو الالتقاء فيما بينهم زائد جميع القوى الوطنية المتجهة نحو المستقبل على أرضية دنيا قوامها تأمين الانتقال الاستراتيجي بتونس إلى مرحلة أخرى والاتفاق على الأولويات المطلوب إنجازها قبل الاستحقاقات المقبلة الآتية لا محالة استفتائيا وانتخابيا واصلاحيا بوجه عام والتي نحن ماضون إليها بلا رجعة.
انه عليهم حسب تقديرنا المتواضع من ناحية أخرى أن يجمعوا من بينهم من هم مع الشعب ويشكلوا مجلسا استشاريا لهم كنواب سابقين للانخراط في مسار التغيير الرئاسي والشعبي وأن يلعبوا دور المرافقة الشعبية أو حتى التعديل الرقابي الاستشاري إذا شاؤوا فهذا أفضل وأنفع لتونس وشعبها، ويبقى من حقهم طبعا أن يعارضوا ما لا يتماشى ومتطلبات المرحلة.
ان المضي المبكر في هذه الطريق يساعد على المرور بسلالة أكبر بمعية غالبية شعبنا نحو استئناف مسيرة تحقيق أهدافه الكبرى تدريجيا ويوفر على المترددين هدر الوقت والجهود في الترقب والجمود ويزيد من مستوى الزخم الوطني والدولي المعترف للتونسيين بكل السيادة وكامل الاحترام علاوة على التمكن من إعادة ترتيب وتنظيم الفهم والعمل والأطر السياسية وغير السياسية على سبيل إتاحة الفرصة لتجسيد سلطة الشعب والاستعداد للمستقبل بأفضل شكل.
ثمة من ناضل لعقود وثمة من كافح لمدد نيابية وثمة من رافق بعض القوى المنتفضة وثمة من ينكب على تقدير ضرورات المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة ومن الممكن جدا أن يثلج صدر التونسيين بأي مبادرة كانت بهذه الروح وبما أحسن منها.
الوسومصلاح الداودي
شاهد أيضاً
كتب صلاح الداودي: ندعو الغنوشي للاستسلام الهادئ
كان الغنوشي وأتباعه ينوون دفع النهضة إلى النهاية في الشارع أو عن طريق الشارع …