لا یكاد یمضي یوما واحدا في الاخبار المتداولة عن لبنان الا ونسمع ان الجیش اللبناني وفرق المداھمة اكتشفت تخزین غیر مشروع للمحروقات من مازوت وبنزین ھنا وھناك وتورط قیادات سیاسیة او مقربین من ھذه القیادات التي لا تكتفي بنفي تورطھا في الموضوع بل وبكل وقاحة تعطي الغطاء السیاسي وتصر على عدم محاسبة المتورطین في ھذه الاعمال المافیوزیة.
والامر لا یقتصر على المحروقات بل یتعداه الى الادویة وخاصة تلك التي تستخدم لعلاج الامراض المزمنة او المتعلقة بجائحة كورونا. وقد اكتشف مؤخرا عن إبر تستخدم في معالجة السرطان في احدى المستودعات التي داھمتھا قوات الامن والصحة.
ھذه الحثالة المجتمعیة ویجب ان تسمى بالحثالة لانھا جردت أنفسھا من اي شعور بالانسانیة أو المسؤولیة الاخلاقیة والمھنیة ووضعت نصب عینیھا تحقیق الارباح على حساب حیاة البشر وھذا یستدعي توجیھ الاتھامات لھم بالقتل المتعمد وأقل ما یمكن فعلھ إن لم تتم محاكمتھم بمثل ھذه التھم المشروعة ھو سحب تراخیص المھنة منھم وإقفال صیدلیاتھم بالشمع الاحمر. ھذا اقل ما یمكن ان تفعلھ الدولة وفاء للأرواح التي ازھقت ووفاء لألام المرضى وأھالیھم.
ویجب ان ندرك ان جانب من ھذه الحثالة تسعى من وراء التخزین والتھریب وحرمان الاسواق والمواطنین من السلع الضروریة الى تحقیق الارباح وإشباع النھم والجشع المالي لھذه النفوس المریضة التي لا وطن ولا دین لھا. أما الجانب الاخر من ھذه الحثالة تتضمن الحثالات السیاسیة التي تتبع سیاسة التخزین الذي یؤدي الى التناقص الحاد في المحروقات على سبیل المثال, تفعلھا في محاولة لتثویر قطاعات عریضة من الشعب اللبناني والشارع اللبناني على حكومة تصریف الاعمال وعلى العهد وعلى المقاومة. وكما ذكرت في مقالات سابقة ھم یقلدون بذلك ما حصل سابقا في تشیلي عام 1973 وما حصل في فنزویلا في السنوات الاخیرة الماضیة وذلك لرفع أسعار السلع بشكل جنوني والھدف من وراء ذلك ھو إسقاط “النظام” عن طریق اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار بزج عناصر تم تدریبھا مسبقا الى الشارع لتحقیق ذلك.
وبینما یرى الجمیع على أنھ من واجب القوات الامنیة والجیش اللبناني الضرب بید من حدید على ھذه الحثالة حتى یقطع علیھا الطریق من تحقیق أھدافھا الخبیثة التي تسعى الى التدمیر الكامل للدولة اللبنانیة, الا ان ھنالك مسؤولیة كبیرة ملقاة على عاتق كل مواطن لبناني شریف بأن یبلغ عن أي فرد من ھذه الحثالة لانھ بھذا لا یحمي نفسھ وعائلتھ فقط بل یقوم بحمایة المجتمع بأسره من مصاصي دماء الغلابا والمساكین والمحرومین أو على قول اللبنانیین “المعترین”. إنھ واجب وطني وأخلاقي وإنساني ودیني.
كاتب وباحث أكادیمي فلسطیني
الوسومبهيج سكاكيني لبنان
شاهد أيضاً
هوكستين ينسف القرار 1701.. مؤتمر باريس للدعم أم للتهويل والرشوة ؟… بقلم م. ميشال كلاغاصي
نجحت وسائل الإعلام الأمريكية والفرنسية بتعميم مصطلحات جديدة لتوصيف تحركات الموفد الأمريكي إلى لبنان عاموس …