السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

منذ قدوم السلطة الفلسطينية الى بقية الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وذلك تحت مظلة أوسلو الخيانية إعتقد بعض الناس ان هذه بادرة على طريق إقامة دولة السراب التي حاولت أجهزة إعلام السلطة تصويرها وتسويقها للشعب الفلسطيني وللعالم بإسره. ورويدا رويدا بدأ يتضح للذين إنساقوا وراء هذا “الأمل” على إنه لا يعدو عن كونه سرابا ليس الا وأن الهدف الرئيس الذي جيء بالسلطة – والتي رفضت اسرائيل رفضا قطعيا ان تتضمن إتفاقية اوسلو تسميتها “بالسلطة الوطنية الفلسطينية” والاكتفاء بتسميتها “السلطة الفلسطينية”- ما هو الا القيام بدور وظيفي محدد الا وهو حماية الأمن الاسرائيلي ومنع اية عمليات داخل الكيان من خلال التنسيق الامني “البقرة المقدسة” الى جانب القيام بإدارة الخدمات اليومية التي كانت تشكل عبئا إداريا وماديا وسياسيا على الاحتلال, وخلق طبقة طفيلية فاسدة وجيش من المرتزقة ترتبط مصالحها مع الاحتلال وتتأقلم للعيش في كنفه لما يوفر لها من رغد العيش في ظله.

هذا من جانب ومن الجانب الاخر إطلاق يد الكيان الصهيوني بتنفيذ مشروعه الاستيطاني على كافة أراضي فلسطين التاريخية دون مجابهة “المجتمع الدولي” الذي سيكتفي بالادانات الجوفاء هنا وهناك دون إتخاذ اي خطوات واليات فعلية على الارض لايذاء الاحتلال وممارساته على الارض وترك الامورلما “يقرره الطرفان” من خلال “المفاوضات” العبثية والعقيمة التي ادرك الجميع الان ودون استثناء انها لم تؤدي الى اي شيء يذكر وذلك بإعتراف المفاوضين اللذين دخلوا الى المفاوضات شبابا وهرموا وبعضهم إنتقل الى الدار الاخرى.

 هذا الدور الوظيفي تجلى بشكل واضح لا يقبل الشك وسقطت كل اوراق التوت عنه وتعرى كلية في الاونة الاخيرة فمن الوقوف ضد كل الحراكات الشعبية التي نادت بمحاسبة الفاسدين والاعتداء المبرح والاعتقالات الى كل المعارضين والزج بهم في السجون والذي طال سجناء محررين أمضوا خيرة شبابهم في سجون الاحتلال الى الذهاب الى آخر الحدود بتصفية المعارض نزار بنات وغيره والذي فارق الحياة نتيجة الضرب المبرح الذي تعرض اليه على أيدي رجال الامن “الفلسطيني, ومحاولة كم الافواه والحريات في التعبير وحقوق الانسان ومراقبة كل ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي.

 كلها بمجوعها تمثل صفات سلطة ديكتاتورية قمعية وأجهزة امنية متوحشة على غرار ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية وبالتأكيد تفوقنا على كل الدول العربية التي تصنف على انها قمعية. هذا الى جانب التصميم على الاستمرار في التنسيق الامني مع الكيان الصهيوني تحت كل الظروف متحديا قرارات الاجماع الوطني الفلسطيني بوقفه, والاصرار على الوقوف ضد المقاومة الفلسطينية اللهم الا تلك المقاومة “الشعبية السلمية” الموسمية والتي لا تشتبك مع قوات الاحتلال الصهيوني لا من بعيد او قريب (كما كان يطلق عليها سابقا مقاومة الكت كات).

وإن كانت السلطة تمارس هذا الدور في السابق وتحاول تغليفه بين الحين والاخر فقد اصبحت الان تمارس هذا الدور على المكشوف وخاصة بعد زيارة الوفد الاستخباراتي الامريكي والبريطاني والاسرائيلي والذي تبعه مؤخرا وزير دفاع الكيان الصهيوني غانتس. وكل هذه الاجتماعات تركزت على الجانب الامني والاقتصادي وتقديم الدعم المالي والقروض للسلطة وكل ذلك لمنع إنهيار السلطة التي قدمت وما زالت تقدم كل ما يطلب منها.

كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024