السلطة الفلسطينية تلتزم صمت القبور حيال أسرى الحرية اللذين تحدوا الجلاد واستطاعوا تحدي كل الاجهزة الامنية والاستخبارات وأمن السجون والكاميرات وأجهزة التنصت والاستشعار ونيل الحرية وتسطير اسطورة لا مثيل لها ضاربين أمثولة بالقدرة على التصدي وتحقيق الانتصار إذا ما كانت هنالك إرادة سياسية وعزم وتصميم ومثابرة.
وهذا درس لكل من يريد ان يتعظ منه وينطبق على جميع الاصعدة حتى في حياتنا اليومية. وهو درس وتنبيه لكل اللذين ساروا على درب التسوية الاستسلامية منذ سيء الصيت أوسلوا وللذين ما زالوا يتمسكون به وكانه كتاب مقدس أنزل من السماء بينما العدو الصهيوني يدوس عليه كل يوم وكل ثانية غير آبه بما كتب او بما اتفق بالرغم من أنه أعطي من خلاله ومن خلال بنوده ما لم يكن يحلم به يوما.
وهو درس لكل اللذين ما زالوا يراوحون مكانهم ولا يملكون القدرة والارادة السياسية المسلوبة أمام الاوراق الخضراء من ان يكفوا على المراهنة على هذه السلطة المهترئة التي صادرت القرار والاجماع الفلسطيني وداست على السيادة والكرامة من اجل مصالح حفنة التي لا تأبه الا بملىء الجيوب والعيش الرغيد في كنف الاحتلال والتأقلم معه وتوفير أمنه في مقابل الامتيازات التي يحصلون عليها.
هرم السلطة الفلسطينية يجد الوقت الكافي للاتصال معزيا بمقتل الجندي الاسرائيلي المتحصن خلف الجدار على يد احد شباب غزة… غزة العزة والكرامة ولكنه لا يجد الوقت ولا الارادة ان يتصل بأهالي الشهداء الذي قام بقتلهم هذا القناص الجبان ولا يجد وقتا للاتصال بعشرات أهالي ممن أصبح معيلهم أو أبنائهم مقعدين مدى الحياة نتيجة إصاباتهم بالقناصين المتمترسين خلف جدار الفصل العنصري على الحدود المصطنعة بين غزة وبقية فلسطين المحتلة.
هرم السلطة يجد الوقت للاتصال برئيس الكيان الصهيوني مهنئا بعيد اليهود قبل يومين ولكنه لا يجد الوقت ولا الارادة ولا النية لتهنئة شعبنا الفلسطيني المنتفض والذي أقام الاحتفالات بعيد حرية السجناء الستة لانه لا يعتبره عيدا للشعب الذي يدعي تمثيله وكأن ما حدث ويحدث يدور على كوكب آخر.
هرم السلطة لا يخجل من إصدار الاوامر الى الاجهزة الامنية الفسطينية بالتعاون مع الشاباك والاجهزة الامنية في الكيان الصهيوني لملاحقة ما سماهم “بالهاربين” أو “الفاريين” من سجن جلبوع وتقصي وجمع المعلومات التي قد تؤدي الى متابعة تحركاتهم والتي من الممكن ان تؤدي الى إعادتهم الى السجون أو الاستشهاد.
شعبنا بكل أماكن تواجده فرح بهذا العيد …عيد الحرية والكرامة والعزة …عيد التحدي والتصدي للجلاد…عيد من خلاله اراد أرسال رسالة واضحة لكل المتصهينين من العربان أن هذا العدو الذي تتراكضون الى احضانه لن يقوى على حماية عروشكم فهو كما قيل كيان أوهى من بيت العنكبوت إذا ما كان هنالك الارادة السياسية للمواجهة وعلى جميع الاصعدة.
* كاتب وباحث اكاديمي فلسطيني