مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها كل الحثالة والعملاء والحاقدين من القوات اللبنانية الذي ترأسها المجرم سمير جعجع ومليشيات حزب الكتائب التي كان يترأسها بشير جميل وميليشيات “حراس الأرز” وميلشيات العميل سعد حداد بالتعاون مع الكيان الصهيوني وقواته التي وصلت الى بيروت تحت إمرة الجزار شارون المعروف بجرائمه في فلسطين, هذه المجزرة التي تعجز الكلمات عن وصفها للوحشية التي تمت بها عمليات القتل والتشنيع بجثث سكان المخيم العزل وأثناء نومهمودون تمييز بكل سكان المخيم والتي وصلت الى حد تقطيع الأطراف وبقر بطون الحوامل وعمليات اغتصاب قبل القتل وقتل الأطفال الرضع وحدوث كل هذا تحت اعين ومساهمة ومساعدة من قبل قوات جيش الكيان الصهيوني لا يمكن لذكراها ان تمحى من الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني ولا من وجدان أي إنسان على سطح الأرض لديه الشعور بالإنسانية التي ننتمي اليها جميعاوتجمعنا بغض النظر عن لوننا أو هويتنا الثقافية والاجتماعية والحضارية أو العرقية أو الدينية .
وإذ تمر الذكرى المؤلمة على شعبنا الفلسطينييجب ان نذكر ان هؤلاء الشهداء الذي سقطوا لم يستشهدوا في معركة متكافئة او غير متكافئة بل سقطوا نتيجة عملية تميزت بالخسة والجبن ووحشية متناهية فوق تصور العقل البشري. فمن قاموا بهذه المجزرة تخلوا عن إنسانيتهم قبل ان ينزعوا صفة الإنسانية عن الضحايا الذي استشهدوا في المخيم لان المشاهد التي نقلت بعد المجزرة من داخل المخيم لا يمكن لأحد ان يصدق ان من قام بهاينتمي الى الجنس البشري.
وإذ تمر الذكرى ما يؤلمنا كشعب فلسطيني ولكوننا ننتمي الى الجنس البشري ان هذه المجزرة وبالرغم من مرور عقود عليها لم يتم لغاية الان معاقبة مرتكبيها أو ملاحقتهم سواء في المحاكم المحلية او الإقليمية او الدولية بالرغم من ان الجميع شهد ويشهد ان ما ارتكب هي جريمة ضد الإنسانية. وما يؤلمناأكثر ان بعض مرتكبي هذه المجزرة شارك وما زال يشارك وبشكل طبيعي في الحياة السياسية في لبنان ويصل الى ان يكون نائبا في البرلمان ووصلت الوقاحة والجرأة بأحد مهندسي المجزرة والمشرف عليها سمير جعجع الى ان يرشح نفسه عام 2014 الى رئاسة الجمهورية اللبنانية!!!
ونحن إن نتذكر شهداء هذه المجزرة لا بد لنا من توجيه اللوم للقيادة الفلسطينية المتنفذة آنذاك والان عن عدم متابعة وملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وما زالا الكثيرون منهم أحياء سواء في لبنان او في الخارج وتقديمهم للعدالة في المحكمة الجنائية الدولية. ونذكر ان مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم. عدونا الصهيوني أنشأ لجان متابعة خاصة لملاحقة النازيين اللذين أشرفوا على قتل اليهود سواء في المانيا أو غيرها وجابوا البلاد بطول وعرض الكون ولم يتركوا أحد منهم وقاموا بتقديمهم الى المحاكم الجنائية. من المخجل ان نقول هذا, ولكن لا بد من قوله تعلموا من أعدائنا في هذا المجال.
الكيان الصهيوني يسعى من خلال التطبيع ليس فقط “للتعاون” في المجالات الاقتصادية والاستخباراتية والامنيةوالسياسية ..الخ بل يسعى أيضا الى محو الذاكرة الجمعية الفلسطينية والعربية على وجه التحديد بكل المجازر التي ارتكبها او ساهم بها وذلك من خلال فرض حذف كل ما له علاقة أو إشارة الى الدور الصهيوني في هذه المجزرة وغيرها من المناهج المدرسية. ومن هنا فإن الواجب الأخلاقي والانساني حتى قبل الوطني ان تحفظ هذه المجزرة وغيرها في وجدان الأجيال القادمة وتوثيق هذه المجزرة وكل المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني الى جانب كل عمليات التطهير العرقي الذي مارسه الصهاينة في الادبيات الفلسطينية والعربية.
كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني