عيّن الرئيس قيس سعيّد يوم (29/09/2021) السيدة نجلاء بودن رمضان.
فتفاءل أنصاره (وأنا من الدائرة الأوسع لهم) خيرا، لأنها «امرأة»، وهي «أول امرأة تونسية تكون رئيسة حكومة» و«لأنها من ولاية القيروان وهي إحدى الولايات الهامشية».
لكننا، عندما نتعامل مع قضية خطرة، مثل رئاسة الحكومة في زمن أزمة اقتصادية-صحية خطيرة جدا، يجب أن لا يحضر لدينا الإنتماء الجنوسي ولا الإنتماء الجهوي.
فما يهم هو ما يملكه المترشح لهذه المهمة الخطرة من ضمانات للنجاح فيها.
العقل يريد شخصا (بقطع النظر عن جنوسته) مختصا في الاقتصاد، بل في اقتصاد الأزمة، وقدم طيلة سنوات مشاريع حلول على المدى الحاضر وعلى المدى البعيد .
العقل يريد شخصا لا يميل إلى صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والإمبريالية التي تديرهما، بل يميل إلى الاقتصاد المستقل، الاكتفائي والمتعاون مع العالم المناهض للإمبريالية والهيمنة، والمائل للتوازن الجهوي وللطبقات والفئات المهددة. والذي يقبل الاقتراض من الصين لا من الصناديق الإمبريالية الارتهانية..
المختص في الجيولوجيا لا يملك مهما كانت نواياه الحسنة مثل هذه الاستعدادات.
لا أعرف السيدة نجلاء بودن رمضان . ولا أعرف قدراتها ولكنني أؤكد ضرورةالضمانات الموضوعية التي تسمح لنا بإمكانية النجاح الدنيا في هذه الظرفية الصعبة جدا. كما أن مهمتها بوزارة التعليم العالي (مهمة العلاقة بالبنك العالمي)، يجعلني احترز قليلا.
هل يصلح الرئيس قيس سعيد هذا الخطأ الموضوعي باختيار وزراء في المالية والاقتصاد والتنمية(…) أقرب لما يجب أن يكون؟!
لست متشائما. ولكن الظرفية تحتم علينا أن نكون أكثر عقلانية وأكثر وطنية.
إن تونس في منحدر جبلي. ولابد لها من قيادة من نوع موخيكا وتشافيز ومورالس وأبي مدين الغوث، أي قيادة تنظر إلى الآجل والعاجل معا، بأطروحة عدالية-عالمية-ثالثية… فمؤتمرات العصبية الفرنكوفونية الجارية الآن تحبط كل هذه الآمال…