وصل أخيرا الى لبنان الأمين المساعد السيد حسام زكي الى لبنان وكان ان أعلنت الجامعة العبرية انها ستقوم بإرسال وفد الجامعة لإجراء مباحثات مع الحكومة والاطر السياسية اللبنانية في محاولة للتوسط لحل “الازمة” التي نشبت بين لبنان والسعودية على خلفية تصريح سابق لوزير الاعلام جورج قرداحي الذي وصف الحرب على اليمن بأنها حرب عبثية ويجب ان تتوقف.
الخبر المعلن في الصحافة كان يعطي الانطباع ان هذا الموفد أت لهذا الغرض أي مباحثات أو لعب دور الوسيط بين الدولة اللبنانية والسعودية ليفاجئ البعض من ان هذا المبعوث آتى لفرض الاملاءات السعودية حيث انه طالب الحكومة اللبنانية بإقالة وزير الاعلام من منصبه “كمدخل” لحل “الازمة” التي نشأت بين لبنان والسعودية. ولمزيد من الوقاحة قام السيد حسام زكي في توضيح ماذا يعني “بالمدخل” لحل الازمة بالقول من انه حتى فيما لو تمت إقالة وزير الاعلام فإن هذا لا يعني على الاطلاق ان الجامعة العبرية تضمن عودة المياه الى مجاريها الطبيعية بين لبنان والسعودية.
وتزامنا مع هذه الزيارة فقد صرحت السعودية انه في حالة فشل مبعوث الجامعة العبرية فإنها ستبدأ في طرد اول مجموعة من اللبنانيين العاملين والمقيمين على أراضيها الى لبنان وإلغاء عقود عملهم. وبالعربي المشربح كما يقولها اللبنانيين انكم اذا لم تقبلوا بالإملاءات التي ارسلناها عن طريق موفدنا اليكم (هذا لان الجامعة العبرية قد تحولت الى جامعة خليجية بامتياز منذ شن الحرب على سوريا) فإننا لن نترك لبنانيا واحدا على أراضينا ولا نستبعد ان يقوموا بمنع اللبنانيين بأداء فريضة الحج أو زيارة لأداء للعمرة.
الى هذا الحد وصل العهر السياسي السعودي وكذلك الجامعة العبرية التي فقدت اية مصداقية او مسحة عربية وتحولت الى مؤسسة لتدمير الدول العربية لصالح المخططات الصهيو-أمريكية في المنطقة.
ذكرنا سابقا ان السعودية لن تتوقف عن حقدها الدفين لمحور المقاومة وأنها ستبقي الضغط السياسي والاقتصادي والنفسي على الدولة اللبنانية والشعب اللبناني بأسره وبجميع مكوناته وستذهب الى آخر الطريق في محاولة لتركيع الدولة اللبنانية متخذة وزير الاعلام كمدخل ليس الا. وعلن ان الكرة هي في الملعب اللبناني وليس السعودي ولن تجد الدولة اللبنانية من معين لها لا في المستعمر القديم ولا بالمستعمر الجديد الولايات المتحدة ولا بدول الاتحاد الأوروبي. وعليها ان تختار كدولة وكشعب أما استمرار العيش تحت الاملاءات السعودية (والبعض قبل وسيقبل بذلك من اجل الأوراق الخضراء) وإما اختيار طريق الكرامة والسيادة والتحرر من هذا القيد المطبق على الرقبة والتوجه شرقا الصين وروسيا وإذا كان فيه حساسية لإيران بلاش منها وكذلك الى دول الجوار وخاصة سوريا والأردن والعراق على سبيل المثال.
ونعود ونكرر ما ذكرناه سابقا أن لبنان ليس ضعيفا، بل هنالك أطراف داخلية وإقليمية ودولية تريده ضعيفا وتقوم بمحاصرته وتضيق الخناق عليه ومحاصرة المقاومة ليلتحق بركب المستسلمين والمطبعين مع الكيان الصهيوني وهذا هو بيت القصيد
كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني