لقد نجح تنظيم الاخوان في تعطيل العملية الانتخابية وبالأخص الرئاسية، وأدوا احلام الجماهير التي كانت تتطلع الى مستقبل زاهر وابعاد شبح الحرب والفقر والعوز.
في ذكرى الاستقلال والذي جاء نتيجة تضحيات على مدى عقود، بأكثر من نصف تعداد سكانه ،صاحبها تضحيات سياسية لان تظل ليبيا دولة موحدة، كان الشعب يأمل في التخلص من الزمرة الحاكمة الفاسدة، الذين ينفذون اجندات خارجية هدفها وضع الدولة تحت الوصاية ولان تكون جزءا من هذا المحور او ذاك ونهب خيراتها، أو العودة الى عباءة الحكم العثماني الذي جثم على وطننا لأكثر من اربعة قرون ،ساهم في تأخرنا عن الركب الذي احدث تغييرا في مختلف نواحي الحياة والتي ساهمت في رقي البشرية.
يتحدث الفاسدون في بلدي على مدى 11سنة، ان لديهم استراتيجية، وانهم سيصنعون المستقبل ،لانهم شجعان(وطنيون) كما يقولون، ربما اخذوا المقولة عن الراحل عرفات عندما تعانق مع بيريز، الشجاعة تستوجب القوة الذاتية وعدم الاتكاء على الغير(ستيفاني وغيرها)، ومن دونها تفقد كل شيء وهكذا افتقدنا فلسطين التي منحوها لنا على الورق، وللأسف نفتقد ليبيا بفعل المجرمين، نريد التغيير ويريدون التدوير ليس الا.
ازمات متفاقمة مفتعلة تشمل مختلف نواحي الحياة من كهرباء ووقود وسيولة، وارتفاع اسعار المواد الغذائية، وتعويم العملة المحلية، ونهب الرسوم المجباة وصرفها فيما لا يعني على المجاميع المسلحة التي تحميهم من السقوط.
للأسف الشديد مجلس النواب المتشظي بعد ان دخل سوق النخاسة، ومجلس الدولة الاخواني الذي احياه المجتمع الدولي بعد ان لفظه الشعب في انتخابات العام 2014 ومفوضية الانتخابات التي اصبحت احد اطراف الصراع وعدم تقيدها بالقوانين الانتخابية، كل منهم يلقي بالمسؤولية علي الأخر ويتهربون من الإعلان الرسمي عن تأجيل الانتخابات ..
ندرك ان الخروج في الميادين والساحات في ظل الحكم الميليشياوي له عواقب وخيمة، ولاتزال احداث غرغور التي افضت الى مقتل ما يقارب الخمسين متظاهرا في الذاكرة، كما جرت العديد من المجازر بحق الشعب في عديد المناطق الغربية وبالأخص القره بوللي والعجيلات وصبراته.
المؤكد ان الشعب الليبي يرغب في إجراء الانتخابات للتخلص من هؤلاء جميعهم … لان مصالحهم فوق كل اعتبار ومن مصلحتهم تأجيلها للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة … الشعب مطالب بالخروج علي كل الأجسام الفاسدة….لكن الامور لن تستقيم الا بالنهوض من حالة السبات التي طالت، بالتظاهر السلمي والضغط على الطغاة وجذب انتباه المجتمع الدولي الذي نشك في مواقفه المخزية غير الآبه بمعاناة الشعب، المتماهي مع جرائم الذين يجلسون على كرسي السلطة، من اجل التسريع بعملية الانتخابات الرئاسية وليكون صندوق الاقتراع هو الحكم والفيصل. وعدم التمديد لحكومة الدبيبة التي اهدرت الاموال اكثر من غيرها في فترة وجيزة.
أما عن التوافق بين رموز الحكم او ما يطلق عليه مراكز القوى، او تشكيل (مجلس المتقدمين للانتخابات الرئاسية)،فإنه لن يفضي الى نتائج ملموسة في صالح الشعب،ولنا في النظام السياسي السائد في كل من لبنان والعراق خير دليل على تعثر الاصلاح واستتباب الامن.