أحد أبرز الوجوه السياسية البريطانية، المخضرم توني بلير الذي شغل منصب رئيس وزراء بريطانيا في الفترة من عام 1997 وحتى 2007 صدم الأوروبيين بتصريح خطير قال فيه: إن حرب أوكرانيا أظهرت أن هيمنة الغرب تشهد نهايتها في ظل صعود الصين لتكون قوة عظمى بالشراكة مع روسيا في أوضح نقاط التغير في المشهد العالمي منذ قرون.
أضاف بلير المعروف أنه أقرب مسؤول غربي للولايات المتحدة الأمريكية وأنه أول من وافق على غزو العراق والاشتراك فيه : إن العالم في مرحلة تحول في التاريخ يمكن مقارنتها بنهاية الحرب العالمية الثانية، أو تفكك الاتحاد السوفييتي، لكن هذه المرة وبوضوح الغرب ليس في الكفة الراجحة.
لا تأتي هذه الشهادة من شخص عادي، بل من أحد صناع السياسة الكبار في الغرب لعب لسنوات طويلة دوراً أساسياً في صناعة القرار في السياسة الغربية بشكل خاص والسياسة العالمية بشكل عام ما يعني أن لشهادته أهمية استثنائية في تأكيد خسارة أمريكا والغرب لحربهم ضد روسيا من خلال انخراطهم الكلي في حرب أوكرانيا وفرض أكثر من 11 ألف عقوبة ضد موسكو، ومنها مصادرة الأموال الروسية كلها في البنوك الغربية وحصار غير مسبوق لدولة من الدول في العصر الحديث.
ويبشر بلير أمريكا وأوروبا بنهاية الهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية قائلاً : “نحن نشهد نهاية الهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية” وتابع: “سيصبح العالم ثنائي القطب على الأقل أو متعدد الأقطاب، التغيير الجيوسياسي الأكبر في هذا القرن سيأتي من الصين وليس من روسيا”. داعياً إلى منع الصين من التفوق بأي وسيلة من الوسائل وهذا ما نراه بوضوح من خلال التحرش الأمريكي في الصين بزيارة بيلوسي لتايوان ووفد آخر من الكونغرس ومحاولة إشعال حرب بين الصين وتايوان على غرار الحرب الجارية في أوكرانيا.
بقي أن نقول إن واشنطن سواء استمرت في إذكاء نار الحرب في أوكرانيا أم سعت إلى إشعال حرب أخرى في شرق آسيا باستخدام تايوان ضد الصين ، فإنها لن تستطيع إعادة أحادية القطب إلى سابق عهدها أو استرجاع هيمنتها المفقودة على العالم .
بل يمكن القول إن عصر أفول سطوة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب المطلقة بات على الأبواب وأقرب من أي وقت مضى وتصريحات بلير تقدم دليلاً إضافياً على ذلك ويصح معها القول؛ وشهد شاهد من أهله .
tu.saqr@gmail.com