أخبار عاجلة

المشروع الأمريكي الجديد للهيمنة: الديبلوماسية الروحية…بقلم صلاح المصري

يأتي المشروع الأمريكي  الصهيوني هذه المرة في ثوب جميل وجذاب ويعتمد على قيم التعاون والاخوة الإنسانية  والتسامح وحق الإختلاف والكلمة المفتاح هي ” ميثاق التعايش المشترك الإبراهيمي “.

جاءت أمريكا هذه المرة تحمل المصاحف على أسنة رماحها المنكسرة بعد هزيمتها المرة أمام رجال الله الصادقين المقا_ومين من جميع أبناء الأمة الإسلامية والإنسانية.

انهزمت أمريكا والصهيونية رغم أنها أنفقت 7تريليون( 7 آلاف مليار دولار ) لأجل تدمير سوريا، كما صرح بذلك ترامب رسميا، طبعا شاركت السعودية والإمارات وقطر وتركيا وكثيرون في الحرب الكونية ضد محور الأمة، فبدّلت جلدها وغلّفت عنفها وعدوانها الدموي بلباس ناعم جديد.

اكتشفت الإدارة الأمريكية المهزومة مؤخرا أن الرابط بين سكان منطقة المشرق العربي هو الانتماء إلى النبي ابراهيم الخليل عليه السلام، فاختارت أن تصبح سياستها في المنطقة قائمة على توحيد سكان الشرق الأوسط حول النبي ابراهيم الخليل واستعادة هذا الأب الأكبر للأديان  الثلاث.

وهذا سيعطي لرجال الدين قيمة استثنائية في السياسة الخارجية الأمريكية.

والمشروع من المشرق إلى المغرب وللأسف كثير من العرب والمسلمين لم ينتبهوا إليه والبعض سقط في الفخ الأمريكي الصه_يوني أو ذهب إليه باختياره.

عندما نقرأ جيدا البرنامج الأمريكي فإنه يسهل علينا تمييز الحق من الباطل، والبرنامج الدبلوماسية الروحية يعتمد أساسا على المجتمع المدني وعلى أنشطة المجتمع المدني.

و الأركان الأساسية للإبراهيمية هي :

-1~ محورية النبي إبراهيم باعتبار أن ذكره يحمل القبول والقدسية والتقارب، ويمثل المشترك بين الأديان.

و الديانات الإبراهيمية هي التي ستتحاور لتصل إلى وضع ميثاقٍ تكون له القدسية الدينية كبديل عن المقدسات السماوية، يؤسس للمشترك الديني بين هذه الأديان وينهي الخلاف.

2~~ يتم الجمع بين رجال الدين والساسة والدبلوماسيين ليعملوا معًا لوضع المتفق عليه دينيًّا على الأرض.

وترجمته سياسيًّا لحل الصراعات المتشابكة.

3~~ الاعتماد على آلية دبلوماسية المفاوضات غير الرسمية (دبلوماسية المسار الثاني) كساحة لعمل وتعاون رجال الدين والساسة لمناقشة القضايا الحساسة خارج الأطر الرسمية، تمهيدًا لإعلانها لاحقًا حال الاتفاق عليها، وتمهيد الساحة للإعلان عنها رسميًّا.

4~~أن القادة الروحيين هم من الأدوات المهمة لنشر هذا المفهوم على الأرض، وجذب المريدين والمؤمنين بالفكرة، ويتم اختيارهم بناء على معايير كثيرة، أهمها تمتعهم بالتأثير الفعلي داخل مجتمعاتهم، وتمتعهم بسمعة طيبة وعدد كبير من المريدين.

5~~“أسر السلام” هي جماعات ومنظمات قاعدية تنتشر بكافة الدول والمجتمعات التي تعاني من نزاعات دينية قائمة، أو نزاعات كامنة غير واضحة على الأرض، بهدف حل الصراع والتقريب بين القيادات الإبراهيمية عبر ضمانة تطبيق الميثاق الإبراهيمي المشترك.

6~~“الحوار الخدمي” هو أداة لجذب المريدين والمؤيدين والداعمين من المجتمعات المحلية، حيث يتم نشر الأفكار والحوار بشأنها خلال تقديم خدمات تنموية على الأرض تكفل التخلص من الفقر العالمي عبر خلق مدخول مالي للأسر الفقيرة لتصبح من أصدقاء السلام العالمي.

7~~تُعد القيادات الصوفية هي الأكثر قربًا للتعامل مع الفكرة وتقريب وجهات النظر على الأرض، حيث لا يُنظر للصوفية باعتبارها مقصورة على الدين الإسلامي فقط، ولكنها تمتد إلى باقي الديانات السماوية، بل وتشتمل على الملحدين أيضًا، كبوتقة روحية قادرة على خلق المشترك والجمع بين المريدين على الأرض.

8~~البحث العلمي المستمر حول المشترك الديني وإعادة قراءة النصوص الدينية المقدسة لوضع الميثاق الإبراهيمي المقدس، ونشر الفكر وتحديثه، ورفع الوعي، وبناء الكوادر العلمية المتخصصة، ووضع خطط العمل التنفيذية لحل الصراعات.

هناك عدد من الكيانات العلمية الداعمة للفكرة، كالجامعات الدولية، وفي مقدمتها جامعهة هارفارد ومشروعها الذي يرصد رحلة النبي إبراهيم بين عشر دول ليرسخ للفكرة بين الدول المختلفة.

أن السلام العالمي مدخله الأساسي هو الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط باعتبارها أساس استقرار العالم وفقًا لأنصار فكرة “الإبراهيمية”؛ فالشرق الأوسط هو نطاق التطبيق للمبادرة.

و في الأخير من المهم الإشارة إلى أن الندوة الصحفية التي انعقدت يوم الأربعاء 26جانفي 2022 في تونس العاصمة بمبادرة من جمعية التلاقي للحرية والمساواة وهي جمعية تونسية أمريكية، و التي أعلنوا خلالها عن ميثاق التعايش المشترك هي حلقة صغيرة  ضمن العدوان الأمريكي الجديد على الأمة الإسلامية وعلى الحقوق التاريخية لشعبنا في فلسطين، حلقة صغيرة ضمن برنامج طويل الأمد لتأسيس  الولايات المتحدة الابراهيمية في منطقتنا.

شاهد أيضاً

دول عربية اشترت أسلحة إسرائيلية بقيمة تفوق 3 مليار دولار

ذكرت وزارة دفاع الاحتلال الاسرائيلي اليوم الاربعاء إنها باعت أسلحة دفاعية بقيمة أكثر من 12 …