الخميس , 19 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

السيد نصر الله: تجربة الانتصار أظهرت أن العدو فقد الثقة بنفسه وبجيشه وعملائه

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله وجوب أن تحظى مناسبة “يوم القدس” هذا العام باهتمام كبير على جميع المستويات نظراً لما تمر به مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة خاصة بعد قرار (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان المحتل وقراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، ولمواكبة “مسيرات العودة” في غزة والتضحيات الجسام التي يقدمها أهل فلسطين، معرباً عن أمله من كل المؤمنين بقضية القدس أن يكون يوم القدس الاتي موضع عنايتهم واهتمامهم.

 وفي كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، رأى سماحته أن هذه الذكرى تشكّل محطة انسانية وجهادية ووطنية مهمة جدا مليئة بالدروس والعبر ويمكن الاتكاء عليها للحاضر والمستقبل، معتبراً أن المقاومين الابطال والشهداء والجرحى والاسرى الذين تحرروا وعموم الناس والجيش اللبناني والقوى الامنية وفصائل المقاومة والجيش السوري هم اصحاب الفضل بهذا الانجاز، فضلاً عن مساعدة سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية في مقابل خذلان العالم.

وأشار السيد نصرالله إلى أن الانتصار له بعد إلهي وإنساني وأخلاقي وكانت المقاومة صامدة وثابتة في المواجهات الكبرى، مبيّناً بأن إمكانيات المقاومة منذ عام 1982 حتى عام 2000 كانت متواضعة جداً سواء في العدد أو التجهيز.

وقال سماحته إن هذا النصر اعطاه الله لأهل المقاومة لما قدموه من تضحيات، ولأن أهلنا وشعبنا والمقاومين أثبتوا بأنهم يليقون بالنصر، مشيراً في المقابل إلى أن تجربة الانتصار أظهرت بأن العدو فقد الثقة بنفسه وبجيشه متخلياً حتى عن عملائه.

السيد نصرالله: الدولة مسؤولة أمام المواطنين الذين طالتهم العقوبات الأميركية الجديدة

وفي موضوع الحصار الأميركي الخليجي على المقاومة في لبنان وفلسطين من خلال اشكال مختلفة منها لوائح الارهاب، أكد السيد نصرالله أن هذا الحصار ليس بجديد، معتبراً أن المؤذي في العقوبات الأميركية الجديدة هو المسّ بالناس، ومشدداً على أن الدولة اللبنانية مسؤولة أمام المواطنين الذين طالتهم العقوبات الأميركية الجديدة.

ونبّه السيد نصر الله من أن العقوبات الأميركية الجديدة تأتي في سياق مسار أميركي خليجي للانتقام من داعمي المقاومة في أوروبا وافريقيا، مشيراً إلى أن من أهداف هذه العقوبات الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة بشكل مباشر والضغط على الأصدقاء والحلفاء وقطع مصادر التمويل للمقاومة في لبنان.

ولفت سماحته إلى أن الضغط المتواصل على ايران يأتي لأنها داعم أساسي للمقاومة في لبنان والمنطقة، مبيّناً أن هذه الضغوط تهدف لوقف مساعدات الجمهورية الإسلامية للمقاومة، وللضغط على كل الجهات الداعمة لحركات المقاومة وعوائل الشهداء والجرحى.

ورأى السيد نصر الله أنه “عندما نهزم “إسرائيل” ونقف في مواجهة المشاريع الأميركية ونساهم في اسقاطها ونرفض الهيمنة الأميركية والاسرائيلية ونطالب بالسيادة والقرار المستقل فمن الطبيعي أن يرانا العدو تهديدا، ولذلك فإن المسألة الأساسية في المواجهة هي تعطيل هدف المس بارادتنا وعزمنا وتصميمنا وثباتنا”.

وأضاف: “هم جربوا أن القتل والمجازر والتهجير لم تمس بارادتنا وعزمنا ولن تقدم هذه التهديدات ولن تؤخر”، مشيراً إلى أن أميركا لا ترى حلفاءها إلا مرتزقة ولا ترى الناس إلا من خلال الدولار، ولا يؤمنون بالعقيدة والوطنية.

وجزم السيد نصر الله بأنه “في أسوأ الأحوال لو استطاعت هذه العقوبات أن تقطع الأموال عن المقاومة فإن ذلك لن يؤثر لأننا لسنا مرتزقة بل أصحاب قضية، فعندما يواجهون مقاومة شعبية وثقافة شعبية لن يستطيعوا إلحاق الهزائم بها بل ستكون معاركهم خاسرة”.

السيد نصر الله: لا علاقة سياسية لحزب الله مع “البوليساريو”

وفي شأن آخر، شدّد الأمين العام لحزب الله على أن لا علاقة سياسية لحزب الله مع “البوليساريو” وليس هناك أي تواصل بين الجانبين، كاشفاً عن أن وزير خارجية المغرب ذهب إلى إيران وقدم ملفاً لوزير الخارجية الإيراني حول البوليساريو لكنه في الحقيقة لم يقدم حتى دليلا واحدا على وجود علاقة بين حزب الله والبوليساريو”.

وتوجّه السيد نصر الله إلى القيادة السورية والشعب السوري مباركاً لهم تحرير دمشق وريف دمشق بالكامل، معرباً عن اطمئنان حزب الله لأننا واثقون بالله وبشعبنا ونقرأ المنطقة جيداً.

السيد نصر الله: لتشكيل حكومة فاعلة تتابع كل الملفات وتتمثل فيها كل الكتل 

وفي ما خصّ الوضع الداخلي اللبناني، نفى سماحته صحّة الحديث عن أن العقوبات ووضع حزب الله على لائحة الارهاب سيعقد تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أننا نستعجل تشكيل الحكومة كما كل الافرقاء من أجل مصلحة البلاد وليس من اجل الأوضاع الحاصلة أو خوفاً من أي شيء آخر.

وإذ دعا إلى تشكيل حكومة قوية فاعلة وجدية تتابع كل الملفات وتتمثل فيها كل الكتل السياسية على أن تأتي هذه الكتل ببرامجها الانتخابية معها لتصدق مع الناس، طالب السيد نصرالله بايجاد وزارة تخطيط لكي لا نعمل فقط بشكل يومي، مؤكداً تصميم حزب الله على مكافحة الفساد ووقف الهدر في خزينة الدولة.

وأعلن سماحته أن حزب الله لن يطلب وزارة سيادية عندما يلتقي مع الرئيس المكلف (سعد الحريري)، بل نريد أن يكون لنا وجود فاعل في الحكومة وعندما تحسم الحقائب سنتفاهم مع حركة أمل على هذا التوزيع ولن يكون هناك أي مشكلة”.

السيد نصرالله: شكّلنا ملفاً لمكافحة الفساد وعينّا النائب حسن فضل الله مسؤولاً له

وعن ملف مكافحة الفساد، حثّ السيد نصر الله على وجوب خوض معركة وطنية واسعة وشاملة في مواجهته وليس مواجهة حزبية فقط أو مذهبية، مذكّراً بأن قيادة حزب الله شكّلت ملفاً لمكافحة الفساد وعينت مسؤولاً له يعمل تحت نظر الأمين العام لحزب الله الذي سيتابع أيضاً بشكل مباشر، معلناً اختيار الاخ النائب حسن فضل الله ليكون مسؤولا لهذا الملف الذي سيكون مركز الاسناد وتقديم المقترحات والمتابعة مع كل بنية حزب الله في هذه المعركة الوطنية.

وأوضح السيد نصر الله أن معركتنا في مكافحة الفساد معركة جدية وكبرى وهي تكمل ما حصل في تحرير عام 2000، لأن لبنان ذاهب إلى الانهيار اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه في الفساد والهدر، مبدياً الإنفتاح على التعاون مع بعض الافرقاء الذين قد نختلف معهم استراتيجياً في مكافحة الفساد.

 

شاهد أيضاً

هدنة لبنان…ليست نهاية المعركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024