الثلاثاء , 19 نوفمبر 2024
Breaking News

مرة أخرى يعجز الغرب وعملاؤه عن إيذاء إيران…بقلم محمد الرصافي المقداد

ما تزال الحرب الإعلامية الغربية مستعرة ضدّ إيران- منذ أن قرر شعبها في 11/2/1979 طي صفحة نظامه الفاسد، والقطع مع سياسة التّبعية لأمريكا والغرب- وكلما تأجّجت ألسنة أكاذيبها وتضخمت، كلّما عرف أحرار العالم أنّ الحملة وآلياتها مُنيت بانتكاسة، ينطبق عليها المثل: ( تمخّض الجبل فولد فأرا)، شأنها في ذلك شأن ما سبقها من المؤامرات، ومع أنّ القائمين على مثل هذه المؤامرات يدركون جيّدا أنّه يستحيل عليهم تغيير النظام الإسلامي، وقلب شعبيته الواسعة من النقيض إلى النقيض، فإنهم مع ذلك مستمرّون في أساليبهم الشيطانية ( يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) (1) بتحريض من هم على صلة به داخل إيران، مع أنّ اليأس من تحقيق شيء من الإضطرابات الموجّهة من الخارج، قد بات معلوما بدلائله، بعد اعترافات الذين قبضت عليهم القوى الأمنية، متلبسين بإتلاف وتدمير الممتلكات العامة.

وبعد أن أُسقط مُجدّدا من أيدي المتآمرين الغربيين بزعامة أمريكا، بفشل شرذمة الغواية من أعداء النظام الإسلامي في الدّاخل، وتورط السعودية كما أشار إلى ذلك وزير الداخلية الإيراني السيد وحيدي في تصريح له حسب المعلومات التي تأكّدت منها وزارته، مشيرا إلى دور الإعلام المعادي، في أعمال الشغب الأخيرة في البلاد، فقال: من المثير للإهتمام أن أولئك الذين انتقدوا إيران لدعمها غزة ولبنان، يكيّفون عملهم الآن مع شبكة ناطقة باللغة الفارسية تابعة للسعودية، التي قطعت رؤوس 82 شخصًا في يوم واحد، أو بسبب تقطيع أوصال أحد الصحفيين( يقصد خاشقجي)، تسببت في العديد من الفضائح، التي لم يستطع حتى الأميركيون تغطيتها. على أي حال، يبقى أن نرى ما يحدث عندما يتصرف بعض الأشخاص بناءً على أوامر شبكة تابعة للسعودية، هذه هي القضية المهمة، علينا أن نرى ما يفعله العدو، وما يتعين علينا القيام به.) (2)

ما يزعج هذا الغرب المنافق، المستغل لقدرات وموارد شعوب العالم المستضعف، هو وجود نظام إسلامي، حامل هموم أمّته المنتهكة، وصاحب مشاريع تحرّرها، والقائم عليها بالعمل والمثابرة، وهذا من شأنه أن يقطع طريق استغلال الدّول الغربية، وينهي حقبة ضاعت فيها حقوق الشعوب المستهدفة، ومن هذا الخطر الدّاهم تحركت أمريكا وحلفاؤها، للحيلولة دون تحقق استفاقة الشعوب الإسلامية، وقامت بما قامت به من مؤامرات ضد إيران ودول أخرى في المنطقة.

إزاء الفشل الذريع لم يجد الامريكيون بدا من الادعاء مجددا بأن إيران تخطط لضرب مواقع محددة في السعودية، ولا استغرب هنا إذا ما أقدم تجمع الخبثاء الغربيين الذي تقوده أمريكا في المنطقة، على ضرب الأماكن المقدسة في السعودية لاتهام إيران بأنها من فعلت ذلك تشويها لصورتها، واذكاء لنار فتنة إذا ما أشعلها هؤلاء التعساء، فلن ينفذوا بجلودهم منها، تذكروا جيّدا ما حاول حكام ال سعود تسويقه سياسيا واعلاميا ضد أحرار اليمن، من كونهم استهدفوا بصاروخ مكة، لكنه لم يصل الى هدفه، وكيف صدّق من صدق ذلك.

الإضطرابات التي حصلت في إيران ووقع دعمها ماليا واعلاميا لوجستيا وبشريا اتخذت من حادث موت الفتاة الإيرانية (مهسا اميني)، ذريعة لبدء تنفيذ المخطط الرامي إلى زعزعة الاستقرار الأمني، الذي يعيشه الشعب الإيراني، في ظل نظامه الإسلامي، الذي يُعتبر مثالا واضحا للمفهوم الإسلامي، بتطبيقاته الدقيقة التي يشرف عليها علماء وفقهاء أكفّاء، تحت إشراف ولي الفقيه الخامنئي.

هذا القائد الفذّ الكبير الذي قاد سفينة نموّ وازدهار ومِنْعة إيران الإسلامية حتى أصبحت اليوم قوّة يُعْتَدّ بها ويحسب لها الأعداء ألف حساب، قد قال بشأن هذه الإضطرابات معلّقا: ” إنها ليست مسألة حجاب وعدم حجاب ودوريات إرشاد، إنهم يعارضون إيران القوية، واليوم يرون إن إيران تنمو في كل المجالات “.وهو النموّ العلمي والتقني المدني والعسكري الذي يخشاه جميع الأعداء رؤوسا وذيولا.

منذ بداية الأحداث الأخيرة، ذكر قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، مرّات عدة تخطيطَ العدو منذ أشهر لإثارة الشغب والفوضى في البلاد. وقال سماحته في الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (قده) (4/6/2022): “إنّ أهم أمل للأعداء لضرب البلاد هو الأمل في الاحتجاجات الشعبية، يأملون أن يتمكنوا من وضع الناس في مواجهة النظام الإسلامي والجمهورية الإسلامية عبر العمل النفسي وأنشطة الإنترنت والفضاء الافتراضي وأنواع ذلك وأقسامه”.(3)

مستشار قائد الثورة الإسلامية اللواء صفوي قال بخصوص الإضطرابات: لقد جاؤوا في الأحداث الأخيرة التي استهدفت أمن البلاد، بكل ثقلهم الإعلامي، وشبكاتهم المتغلغلة في المنطقة، وحتى أنهم استعانوا بكل الفاسدين والجواسيس داخل إيران، ولكن بفضل الله تعالى وقائدنا المقتدر، قد منيو بالهزيمة، وأحبط شعبنا هذه الفتنة كما أحبط سابقاتها(4).

هزيمة فرضها أنصار النظام الإسلامي، وزادها تعقّل عامة الشعب ومقاطعتهم للإضطرابات، لمعرفتهم ويقينهم بأنّهم مع نظام بلادهم مستهدفون، وشوكة انتصار ثورتهم سنة 1979، لا تزال عالقة في حلوق الأمريكيين، وأحلافهم الغربيين وعملائهم من أعراب الجزيرة، لم يتخلّصوا من آثاره عليهم، ولأجل احتواء إيران شكلوا حولها قواعد عسكرية في بلدان الجوار.

في بيان له بناء على نتائج التحقيقات، التي خضع لها المتورطون في أعمال الشغب والعنف في إيران، قال وزير الداخلية: إن بعض الضالعين في الإحتجاجات الأخيرة في البلاد، تلقوا تدريبات في الخارج، وكانت الأموال ترسل إليهم من الخارج باستمرار (5). وبافتضاح الدّور السعودي، وخوف حكامه من انتقام ما قد تنفّذه إيران لضرب مواقع، كمراكز بث الأكاذيب والدعايات ضدها، نفخ الأمريكيون في هذه الفرضية، حيث ذكر مجلس الأمن القومي الأميركي، أنه “قلق بشأن التحذيرات وأبدى استعداده للرد على أي خرق من الجانب الإيراني للسلام إذا نفذت إيران الهجوم”، مضيفاً “نحن قلقون بشأن صورة التهديد، ونبقى على اتصال دائم من خلال القنوات العسكرية والاستخباراتية مع السعوديين، ولن نتردد في العمل للدفاع عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة”.(6)، وتعابير وإيحاءات أشاعت الرّعب في آل سعود، وهي فرصة لمزيد حلب بقرتهم من الأمريكيين بعنوان حمايتها، مع إدراكهم أن إيران أذكى من أن تقع في فخاخهم المنصوبة، ولها أسلوبها في معالجة أي طارئ يهدّد أمنها ووجود نظامها، الأكثر شعبية في العالم.

عجزوا عن كبح جماح انطلاقة ايران وفاتَهم زمن إيقافها، ولم يجدوا سبيلا لمواجهتها عسكريا، وقد انتهت حساباتهم، إلى أنه سيلحقهم ضرر فادح لو أقدموا على ذلك، ومصالحهم موجودة على مرمى حجر من إيران، وأن قدرة إيران على الردّ القاصم، بلغ أبعد من ذلك بكثير، يصل مداه إلى أمريكا نفسها، وها هم اليوم يكررون أخطاءهم، ويعيدون فشلهم مرة بعد أخرى بتحريك عملاءهم من الدّاخل، على أمل عرقلة نموّ البلاد وضرب إستقرارها الأمني، لكن هيهات أن يتمّ لهم ذلك، في ظل وجود أنصار كزبر الحديد، لا تزلزلهم العواصف الشداد، نجاحات إيران حتمية، وهزائم اعدائها من الحتميات أيضا، المسألة هنا فقط مسألة وقت، غدا سيندم المتورطون في محاربة ومعاداة إيران، ولن ينفعهم ندم بعد ذلك.

المصادر

1 – سورة الأنعام الآية 112

2 –وزير الداخلية الايراني: بعض الضالعين في اعمال الشغب تلقوا تدريبات في الخارج
https://ar.irna.ir/news/84911608/

3 –وزير الأمن الايراني: أحبطنا مخططا معاديا لتفجير منشأة صناعات جوية في أصفهان
https://ar.irna.ir/news/84937903/

4 –مستشار قائد الثورة: أحبطنا الفتنة الأخيرة كسابقاتها ولن نتراجع عن الحق
https://ar.irna.ir/news/84938166/

5 – وزير الداخلية الإيراني يتحدث عن “تدريب وتمويل مستمر” للمحتجين من الخارج
https://mdeast.news/ar/2022/10/14/

6 – “وول ستريت جورنال”: السعودية وأميركا في حالة تأهب قصوى بعد التحذير من هجوم إيراني على أهداف بالرياض
https://www.elnashra.com/news/show/1597544/

Check Also

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024