محمود كامل الكومى* |
ومضى رمضان بلياليه وصيامه وقرآنه وعشرِهِ الأواخر…و قد فات –من لبى النداء قد فاز وفرح فرحتان وأمتاز , ولا يرفع الصيام اِلا بالزكاة للفقير والمحتاج والمنضان , وصدق الأمام وهو القائل :” أذا رأيتم فقيرا فى بلاد المسلمين فأعلموا أن غنيا قد سرقه” , والمتجول البصر حوله يرى كم الفقراء فى عالمنا العربى , قد زاد وتضاعف وتدنت طبقة الفقراء الى مادون الأرض , وصارت الطبقة الوسطى الى درجة الفقر و قد هبطت , وهو خير دليل ومعيار جلى وواضح على تعاظم سرقات مافيا رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال , الى الدرجة التى بدت فيها آيات الله تتجلى فى كل وقت وأوان ۞ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)- وتجلى قارون فى كل دولنا العربية , ومن خلال حكامها , الذين لم يراعوا فقر الفقير , ولا عوز المحتاج ,ولا أنين اليتامى والمساكين ولاحاجة المستضعفين الى الأمن والأمان وأدنى متطلبات الحياة , فعم الفساد ربوع البلاد , وتدنى القضاء وصار العِلم لا يكيل بالباذنجان , أنما لأولاد الذوات ومافيا رجال الأعمال , صارت الشهادات تباع وتشترى لمن يدفع بالعملة الوطنية أو الدولار , وأنتحر المريض الذى لايملك من الدنيا اِلا الستر , من شدة الألام وقلة الموارد لشراء الدواء , وأرتفاع العلاج بالمستشفيات الى درجة لا يقوى عليها اِلا الأغنياء , وأصحاب رؤوس الأموال الحرام.
مر رمضان على الفقراء هذا العام , ولم ير فيه مافيا رجال الأعمال وأصحاب رؤس الأموال اِلا مزيدا من “الهبر”المنظم للفقراء والشعب العربى المنضان ,وكأنهم أرادوا أن يفرغوا الشهر الكريم من كرمه ومن العطاء فشكلوا الحكومات من سماسرة البنك الدولى والصندوق ( أس البلاء ومصدر هبر الشعوب)فخنعوا للشروط ,ورفعوا أسعار السلع والمنتجات وكل مقومات الأنسان وصارت لاتطاق ,ليتحصلوا على العمولات بالأسترلينى والدولار , لتوضع فى حساباتهم ببنوك الصهاينه ,فكانوا العملاء والمرابين والسماسرة فى بيع الأقصى وفلسطين وبدت صفقة القرن تلوح فى الأفق وبين الضلوع .
وجاءت ليلة العيد تمهد لعيد حزين ,ليتندر الشعب المسكين ‘ “عيد بأية حال عدت يا عيد…….بما مضى أم لأمر فيك تجديد “,والمتنبى لايرى العيد اِلا مع التجديد للأحسن عن ما قد مضى – لكننا صرنا نتمنى أن يعود العيد كما قد مضى , لأنه دائما مايعود وقد تدنى عن مامضى ,فى كل شىء فى الغلاء , وتدنى الحريات , وزيادة دعم الفساد ,وتفوق الحاكم فى الطغيان , وزيادة سرقة المال العالم , والتعدى على حقوق الفقراء , ومصمصة عظام المريض ,وأكل السحت والنفاق وتدنى القيم الأنسانية عن ماكان فى عيد سابق أومنام.
حكايات ليلة العيد .. كانت قد بدأت من “عمان” بأنتفاضة قيل انها على غرار الربيع العربى , وقيل انها أول مرة تتحدى السلطان الهاشمى , وبدت العروش الخليجية تهتز وربت مليارى دولار أويزيد , لكنها أرادت أَلا تسير أنتفاضة الشعب الأردنى طريق.
من قبل الحكاية الأردنية , كانت مظاهرات حق العودة الفلسطينية تتعامد فى السماء وتنزل شهبا حارقة على مستوطنات الصهاينه وقطعانهم فى كل أرجاء الأرض المحتلة , وبدت المقاومة الفلسطينية تخترع اشكالا جديده من النضال ,أرقت العدو الصهيونى والى ليلة العيد مازالت تؤرقه من غزة , وحكوماتنا العربية لاتريد أن يكون لعيد الفطر فرح وسرور لكنها تتواطأ مع عدونا الصهيونى المغدور, وتحرض شعوبها على الأستكانه والترويج لعدو بعيد عن بنى الصهيونى الذى صار فى شرعهم وعلى أبواب العيد صديق , فصرنا كمن فطر على لحم خنزير .
حكايات ليلة العيد تتجلى مع الشعب المصرى ,لتقلب عيده الى نار ووعيد بغلاء الأسعار وكل يوم زيادتها من جديد للسلع والطاقه ووعد باِلغاء الدعم وتصاعد الضرائب حتى على الموتى فى التوابيت , لتكون العيديه بوزارة فاقت فى تشكيلها التوقعات لتصير النساء الأولى بالمقاعد الوتيرة والضيعات المثيرة عسى أن تطير الوزيرة فى كل مناسبة بحلة وميكيب وأزياء وموديلات من أرقى بيوت الأزياء الكبيرة , ووداعا فى ليلة العيد للدفاع مع صبحى فالأولى الآن للحرس الجمهورى بعيدا عن الحقيقة , وكفى للداخلية وزيرا كان على يديه السجون كثيرة , وقد عين للوزارة رئيساً كانت مقولاته فى المعمارشاهقة مستجيره .
ومع ليلة العيد طُعِنَ شعبنا المغربى طعنة غائرة فى آماله ,حين صوتت السعودية ودول الخليج ضد تنظيمة مسابقة كأس العالم 2026 ولصالح أمريكا ومن معها فى تحدِ لأرادة الشعب حتى فى فرحه وعيده, وقد فعلوها مع الشعب الفلسطينى حين ارادوا تجريده من خلال صفقة القرن المريبة,لتبقى ليلة العيد دراماتيكية حين يخسر المنتخب السعودى فى أفتتاح كأس العالم أمام روسيا 5 صفر ,ولما كان حكامنا قد جعلوا من كرة القدم مشروعاً لتمرير فسادهم واستبداد حكامهم , فقد أعلن الشعب المغربى ومعه كثير من الشعب العربى عن أمتنانه للهزيمة بأعتبارها هزيمة للمشروع السعودى المتدنى والمتحالف مع الأمبريالية الأمريكية ضد شعبنا السورى واليمنى وضد المقاومة العربية لأجهاضها من اجل أمن أسرائيل .
حكايات ليلة العيد قد صارت وبدت منغصات على الشعب , وقد أرادت بها الحكومات أن تفرغ شهر رمضان الكريم من كرمه , وهاهى مع العيد وفى ليلة العيد تواصل نزع الأبتسامة والسعادة والفرح من على شفاه شعبنا العربى وفقراءه , بل أنها تجرأت لتتحدى أرادة الله بأن تقضى على السعادة فى العيد والفرح بالأفطار .
ولحكومات مافيا رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال لا يسعنا فى يوم العيد اِلا أن نردد فى مواجهتهم قول المولى عز وجل “۞ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)صدق الله العظيم .
* كاتب ومحامى – مصرى