حكومة نتنياهو وهروبا من المأزق الذي وضعت نفسها فيه بشان التعديلات القضائية التي الّبت العام المحلي عليها، عمدت الى تدنيس المسجد الاقصى واستعمال العنف بحق جمهور المصلين والمعتكفين في شهر رمضان المبارك، ونجم عن ذلك عشرات الجرحى واعتقال المئات، الموقف الدولي لم يتعد الشجب والاستنكار والدعوة الى ضبط النفس مساويا بين الضحية والجلاد.
الحكام العرب وكعادتهم، البيانات جاهزة ومكررة ككل مرة تدين وتشجب وتستنكر، ويتفرجون من خلال فضائياتهم التي تبث مباشرة من المسجد الاقصى ومحيطه على ما يلاقيه المعتكفون من اعمال عنف وتنكيل .
قطاع غزة المحاصر منذ اكثر من عقدين، ابى الا ان يمطر مستوطنات الجوار بوابل من صواريخ المقاومة، ربما لم تصب اهدافها بدقة، ولكنها بالمقابل لم تكن عبثية كما وصفها المتخاذلون من الحكام العرب، بل اجبرت المستعمرين على اللجوء الى الملاجئ، ليتأكدوا بان فلسطين لن تكون ارض الميعاد، ولن يكونوا في مأمن من ردود الفعل لأساليبهم الوحشية في التعامل مع سكان الارض الاصليين، وعليهم العودة من حيث اتوا.التنظيمات الجهادية بمختلف مدن وقرى الضفة، وهي تدرك صعوبة الموقف، تقوم بعملياتها البطولية بما يتوفر لديها من امكانيات، وتقدم الضحايا قربانا على مذبح الحرية ليوم النصر الموعود.
المقاومون بجنوب لبنان، ونجزم انهم من ابناء فلسطين المبعدين عن وطنهم منذ عام النكبة من الجيل الثاني او الثالث، الا انهم يحملون في قلوبهم شغف العودة الى الاراضي التي هجروا منها عنوة لم يفرطوا في اسلحتهم لانهم يدركون جيدا ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
ربما اعتقد العدو انه بالتطبيع مع بعض الحكام العرب الخانعين، سيطفئ جذوة المقاومة الملتهبة في صدور الشرفاء من ابناء الامة، ويجبرهم على الخنوع والركوع، تظل جذوة النار تحت الرماد خافتة، لكنها ستحرق كل من(يعفس عليها) يطأها.
الانتهاكات المستمرة للأقصى، وحدت المقاومين المؤمنين بعودة الحقوق الى اصحابها وان طال الزمن وكثرت الدسائس وتساقط العملاء في احضان المستعمر، الشعوب المغلوبة على امرها ستتحرر يوما بفعل ابنائها الشرفاء.
لقد شكل المقاومون في كل من غزة والضفة وجنوب لبنان ثلاثة اثافي تحمل بوتقة يتربع بها الكيان المغتصب لفلسطين، والنتيجة بالطبع ستقض مضجعه، فيعمد الى التصرف الهمجي بحق الامنين معتمدا على مساعدة الغرب الاستعماري وزعيمته امريكا الذين يكيلون بمكيالين، وأن حقوق الانسان وتقرير المصير التي يتبجحون بها لا تشمل العرب والفلسطينيون، بل اصحاب البشرة(السحنة) البيضاء (بنو جلدتهم) فقط، والنتيجة الحتمية للتصعيد من قبل الكيان هي: اما القبول بالعيش المشترك بين مكونات الداخل والعودة الطوعية لمن تم تهجيرهم بعيد النكبة والمساواة في الحقوق والواجبات ضمن دولة ديمقراطية، واما ترك فلسطين لشعبها الاصلي تحت ضربات المقاومين، وبذلك تنتهي ازمة شعب ظل يقاوم المستعمر الصهيوني ومموليه الغربيين. فما ضاع حق وراءه مطالب.