أشارت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية بفرض الرسوم الجمركية أجبرت الاتحاد الأوروبي إلى دراسة كيفية الرد حال تعرض الصناعة الأوروبية الأكثر قيمة للهجوم.. في إشارة إلى صناعة السيارات.
وكشفت الصحيفة البريطانية إلى أنه قبل أن ينتهي الحديث عن الإجراءات الانتقامية للاتحاد الأوروبي ضد تعريفة الصلب والألمنيوم التي فرضتها الولايات المتحدة، التفتت العواصم الأوروبية إلى خطر أكبر بكثير وهو دراسة السلطات الأمريكية ما إذا كانت واردات السيارات تشكل تهديداً للأمن القومي. ويمكن أن تؤدي نتائج هذه الدراسة إلى فرض رسوم إضافية تقدر بنحو 58 مليار دولار على السيارات وقطع الغيار التي تصنعها دول الاتحاد الأوروبي، وفقا لتقديرات مسؤولي الاتحاد الأوروبي. وسيكون هذا ما يقرب من عشرة أضعاف كمية السلع المتأثرة بإجراءات الصلب والألمونيوم.
وأوضحت الصحيفة أن التهديد الحقيقي عندما لجأ ترامب إلى «تويتر» يوم الجمعة الماضي ليحذر من أن السيارات التي يُصنعها الاتحاد الأوروبي سوف تتأثر قريبا بنسبة 20 في المئة من الرسوم الجمركية ما لم يزيل الاتحاد الأوروبي التعريفات المفروضة على المنتجات الأمريكية.
ورأت فاينانشال أن الأمر يجبر المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على التفكير في مزيد من الانتقام- والخوض في معركة لا يريدها ومواجهة خيارات سياسية صعبة حول مدى استعداده للمواصلة.
وقالت ماريا ديميرتزيس، نائبة مدير مركز بروجل للأبحاث في بروكسل، إن «الاتحاد الأوروبي يواجه انجرافا نحو لعبة (من يجبن أولا) مع الولايات المتحدة، ضد إرادته، ولا يمكنه إيقافها. فبمجرد أن يبدأ هذا النوع من الحرب التجارية، لن يكون أمامك خيار في النهاية، وإن التصعيد لا مفر منه حقاً».
وتابعت الصحيفة أنه ينبغي أن يكون اختيار الأهداف الأمريكية من أجل مزيد من الانتقام الأوروبي سهلاً بالنظر إلى عمق السوق الأورو-أطلسي- حيث عبرت ما قيمته 255 مليار يورو من السلع الأمريكية المحيط الأطلسي في عام 2017، وفقاً لبيانات «يوروستات».
وبموجب قواعد منظمة التجارة العالمية بشأن التدابير المعروفة باسم «الضمانات»، تتمتع البلدان باختيارات عدة من بين المنتجات التي تقرر فرض تعريفات انتقامية عليها- ومن المؤكد أن الاتحاد الأوروبي سيشمل قطاعات من شأنها أن تكون حساسة بالنسبة لواشنطن.
وقال كاريل دي جوشت، المفوض التجاري السابق في الاتحاد الأوروبي، «أنت تنتقم في المنتجات الحساسة..النهج دائمًا هو أننا نحاول تحقيق أقصى نتيجة بأقل جهد ممكن. أنت تنتقم لإيذاء شخص ما».
واستجابة لتعريفة ترامب على واردات الصلب والألومنيوم، وضع الاتحاد الأوروبي قائمة بقيمة 2.8 مليار يورو من المنتجات الأمريكية لإلحاق ضرر اقتصادي وسياسي. وشمل ذلك عصير البرتقال، وهو منتج رئيسي لولاية فلوريدا، ونوعا من الكحوليات تنتجه ولاية كنتاكي، وهي ولاية زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل.
كما استهدف الاتحاد الأوروبي التوت البري ودراجة هارلي-ديفيدسون النارية من ولاية ويسكونسن، الولاية الرئيسية لمتحدث مجلس النواب بول ريان.
وفي ما بدا أنه استجابة سريعة لقرارات الاتحاد الأوروبي، أعلنت شركة هارلى ديفيدسون، المشهورة بصناعة الدراجات النارية الأمريكية، اليوم الاثنين، أنها ستحول بعض خطوط إنتاجها خارج الولايات المتحدة لتجنب الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على صادرات الولايات المتحدة ردا على الرسوم الأمريكية على الصلب والألمنيوم. وقالت الشركة المصنعة إن الأثر المالي للتعريفات الأوروبية سيصل إلى 100 مليون دولار في السنة.
وخلصت الصحيفة البريطانية إلى القول إنه إذا اتبع الاتحاد الأوروبي المنهج نفسه على السيارات مثلما فعلت مع الصلب والألومنيوم، فقد يصل الأثر المالي للتعريفات الأوروبية إلى 10 مليارات يورو على المنتجات الأمريكية.