الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب سامح عسكر: أصول الدواعش القدامى..

من 400 سنة كان عايش في العراق فقيه حنبلي إسمه..”علي بن أحمد الهيتي”..وقتها كان العراق ساحة كرّ وفرّ بين العثمانيين والصفويين..

ولأن الشيخ كان يكره الصفويين ، ولأن الحرب التركية الصفوية كانت بالأصل طائفية..راح مألف كتاب إسمه..”السيف الباتر لرقاب الشيعة والرافضة الكوافر”..ونسخ ووزع على الأمصار ومن حظ أقباط مصر نالهم من الحب جانب ،جاء الشيخ ليخطب في جامع الحسين، ونقل موقفه من الشيعة إلى الأقباط فانتشرت الطائفية في البلاد..

ولما توفى البابا..”متاؤس الرابع”..بعد ذلك رفض العثمانيون دفنه إلا بعد دفع مبلغ كبير (إتاوة) وزادت الجزية أضعافا، والقارئ للعقل التركي مع الأقليات يدرك أنهم تعاملوا مع الأقباط كخزينة مال ومساومات على وضعهم في الدولة…

تأثير الشيخ علي الهيتي لم يكن على الأٌقباط فقط بل على اليهود، وصدر فرمان عثماني بارتداء اليهود قبعات حمراء والمسيحيين قبعات سوداء، إضافة لارتدائهم (الجرس) في رقبتهم لتمييزهم عن المسلمين في الحمّامات العمومية..

لماذا هذه القصة؟

لأن الطائفية ليست لها وجها واحدا..هي شعور كراهية سيُطبق على أي فرد مخالف، والعثمانيون استعانوا بالشيخ علي الهيتي لثقتهم فيه ضد الشيعة..فإذ به يُحوّل نفس الموقف ضد المصريين..ويحكي ابن الأثير كيف أن صلاح الدين الأيوبي لم يُفرق في جرائمه بين (مسلم ومسيحي ) (سني وشيعي) (مصري وسوداني) هو كان يقتل أي فرد يهدد منصبه..

كذلك فالطائفي سيقتل أي حد مخالف لرأيه..

معلومة: كتاب الشيخ علي الهيتي اتعمل رسالة ماجستير في السعودية أيام الصحوة، وراج وانتشر في الخليج ودول المنطقة كغيره من الكتب المُحرضة على العنف الديني، وفي تقديري كان سببا لحشد (البهائم والانتحاريين) للجهاد في سوريا والعراق، إضافة طبعا لفتاوى ابن تيمية اللي تتناغم حرفيا مع دعاوى الكتاب.

تعلموا من التاريخ

داعش نشأت وتوسعت بدعاوى تكفير الشيعة وكراهيتهم..ثم طالت جرائمهم الجميع بمن فيهم السنة، بل أزعم أنهم قتلوا سنة أكثر من قتلهم للشيعة..وطردوا مسيحيي العراق إضافة للأيزيديين..فإذا لم تعتبروا من دواعش الماضي لن تعتبروا من دواعش الحاضر..

الطائفية في الإعلام تخدم المتطرفين والجماعات الإرهابية، إنها شريان الحياه الذي يمدهم بالطاقة والأمل في الهيمنة والطمأنينة في العقيدة، فإذا قُتل داعشيا سيظهر غيره..وإذا سُجن جِيلا سيظهر أجيال ما دام المصدر الفكري موجود..

شاهد أيضاً

التشيّع بين حرية المعتقد والتجريم…بقلم ميلاد عمر المزوغي

شمال افريقيا بمجمله عالم اسلامي سني المذهب مع وجودِ للمذهب الاباضي في المنطقة الجبلية, وكما …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024