أفاد تقرير جديد صادر عن منظمة رائدة في مجال مراقبة حرية الصحافة، بأنه لم يجد أي مساءلة من قبل الجيش الإسرائيلي بشأن قتل ما لا يقل عن 20 صحفيا خلال العقدين الماضيين.
ونشرت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) التقرير، الثلاثاء، قبل يومين فقط من الذكرى السنوية الأولى لوفاة مراسلة قناة (الجزيرة) شيرين أبو عاقلة، وهي فلسطينية -أمريكية تبلغ من العمر 51 عاما، وقُتلت برصاصة في الرأس في 11 مايو /أيار،2022 أثناء تغطية عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية.
وجاء في التقرير أنه وجد “سلسلة من قتل الصحفيين على يد الجيش الإسرائيلي، دون أن تتم المحاسبة”، بحسب بيان صحفي صادر عن لجنة حماية الصحفيين.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 20 صحفيا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ عام 2001، وأضافت أن 18 من الصحفيين القتلى فلسطينيون. وأشارت في بيان صحفي إلى أنه “لم يتم توجيه اتهامات لأحد أو محاسبته على هذه الوفيات”.
وأردفت (CPJ)، أن تقريرها- بعنوان “نمط مميت”- وجد “تسلسلاً روتينيا” يحدث عندما يُقتل صحفي على يد الجيش الإسرائيلي.
وقالت اللجنة إن “المسؤولين الإسرائيليين يتجاهلون الأدلة وادعاءات الشهود، التي تظهر في كثير من الأحيان لتبرئة الجنود من القتل، بينما لا تزال التحقيقات جارية”، ووصفت إجراء الجيش الإسرائيلي لفحص عمليات القتل العسكري للمدنيين مثل الصحفيين بأنه “الصندوق الأسود”، مع الحفاظ على سرية نتائج أي تحقيق من هذا القبيل.
وأكدت لجنة حماية الصحفيين: “عندما تجري التحقيقات، غالبا ما يستغرق الجيش الإسرائيلي شهورًا أو سنوات للتحقيق في عمليات القتل، ولا يكون أمام عائلات الصحفيين الفلسطينيين في الغالب سوى فرصة محدودة داخل إسرائيل للسعي لتحقيق العدالة”.
وكشف تحقيق أجرته شبكة CNN، في ماي من العام الماضي عن أدلة – بما في ذلك مقطعي فيديو لموقع إطلاق النار- على أنه لم يكن هناك قتال نشط، ولا أي مسلحين فلسطينيين، بالقرب من #شيرين_أبو_عاقلة، في اللحظات التي سبقت وفاتها. وأظهرت لقطات حصلت عليها CNN، مدعومة بشهادة ثمانية شهود عيان ومحلل صوتي وخبير أسلحة متفجرة، أن القوات الإسرائيلية استهدفت المراسلة.
وبينما اعترف الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى في سبتمبر بوجود “احتمال كبير” لإطلاق النار على أبو عاقلة “عن طريق الخطأ” بنيران إسرائيلية، قال مكتب المحامي العام للجيش الإسرائيلي في بيان، إنه لا يعتزم توجيه تهم جنائية أو ملاحقة أي من الجنود المتورطين.
وكانت أبو عاقلة ترتدي خوذة وسترة واقية زرقاء عليها كلمة “صحافة”، عندما استهدفت برصاصة قاتلة.
ووجد تقرير لجنة حماية الصحفيين أن ما لا يقل عن 13 صحفيا من بين 20 صحفيا قُتلوا “تم التعرف عليهم بوضوح على أنهم أعضاء في وسائل الإعلام، أو كانوا داخل سيارات تحمل شارات صحفية وقت وفاتهم”.
وخلص التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية “فشلت مرارا وتكرارا في احترام شارات الصحافة، وأرسلت رسالة مخيفة إلى الصحفيين والإعلاميين في جميع أنحاء الضفة الغربية وغزة”، حيث قُتل جميع الصحفيين العشرين المذكورين في هذا التقرير.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إنها أرسلت “طلبات متعددة” إلى المكتب الصحفي للجيش الإسرائيلي لمقابلة مدعين ومسؤولين عسكريين، وإن الجيش “رفض مقابلة لجنة حماية الصحفيين لإجراء لقاء رسمي”.
وردًا على تقرير لجنة حماية الصحفيين، قال الجيش الإسرائيلي إنه “يتأسف لأي ضرر يلحق بالمدنيين أثناء النشاط العملياتي، ويعتبر حماية حرية الصحافة والعمل المهني للصحفيين أمرا بالغ الأهمية”.
وشدد في بيان على أن “الجيش الإسرائيلي لا يستهدف عمدا غير المقاتلين، ولا يستخدم الذخيرة الحية في القتال إلا بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى”.
وقال إن الجيش الإسرائيلي “يفحص ويحقق بانتظام في أفعاله من خلال آليات تفتيش وتحقيق مستقلة ومتعمقة، من بينها آلية تقييم تقصي الحقائق”، مضيفا أنه في الحالات التي “يتم فيها إثارة ادعاء بإلحاق ضرر غير قانوني بالمدنيين، بما في ذلك ضد الصحفيين، يتم بدء إجراء تحقيق لتوضيح الادعاء”.
لكن شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، قال: “المدى الذي تدعي إسرائيل أنها تحقق في مقتل الصحفيين يعتمد إلى حد كبير على الضغط الخارجي”، وفقا للبيان الصحفي.
وأضاف: “هناك تحقيقات سريعة في مقتل صحفيين يحملون جوازات سفر أجنبية، ولكن هذا نادرا ما يحدث مع الصحفيين الفلسطينيين القتلى”.
وقال روبرت ماهوني، مدير المشاريع الخاصة بلجنة حماية الصحفيين أحد المسؤولين التنفيذيين في اللجنة: “إن مقتل شيرين أبو عاقلة، وفشل عملية التحقيق التي أجراها الجيش في تحميل أي شخص المسؤولية أمر لم يحدث مرة واحدة”.
CNN عربي