الأربعاء , 18 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) القضية الأم والمركزية، فقد أضاع ضمير المجتمع الدولي العقد وراء الآخر وهو يشاهد الحقوق الفلسطيـ.ـنية الموثقة بموجب قرارات الشرعية الدولية كما تعكسها قرارات الأمم المتحدة تذهب أدراج الرياح… مع غياب أفق حقيقي للعملية السلمية، لاستعادة حقوق شعب يبتلعها الاستيطان الإسرائيـ.ـلي عاماً بعد الآخر، ويقف المجتمع الدولى عاجزاً عن إنفاذ الشرعية الدولية في قضية عمرها جاوز السبعة عقود..

إن صمت العالم على جرائم الاحتلال الإسرائيـ.ـلي نتيجة مباشرة لازدواجية المعايير الدولية التي تضرب مصداقية الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان وتدّعي التمسك بحل الدولتين، وكذلك ما تبقى من مصداقية للأمم المتحدة والقائمين على تطبيق القانون الدولي، إن القانون الدولي لا يتجزأ، فيما لا تزال إسرائيـ.ـل تُمعن في جرائمها وانتهاكاتها وتكريس نظامها الاستيطاني الاستعماري في الأرض الفلسطيـ.ـنية بما يتعارض مع كافة الأعراف والقوانين الدولية وكل المبادئ والقيم الإنسانية تحت مرأى ومسمع ومباركة وتغطية دول كبرى في هذا العالم..

الممارسات الإسرائيـ.ـلية والخروقات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيـ.ـني مستمرة في تحد سافر لقواعد القانون الدولي ، بالإنتهاكات الصارخة، و هي جريمة أخرى تنضاف إلى السجّل الاجرامي الحافل لنظام “الأبارتايد” (الفصل العنصري) الصهـــ.ـيوني، وذلك أمام الصمت الصارخ من المجتمع الدولي وخاصّة أمام سكوت الأنظمة العربيّة…. ومن الواضح أن الحكومة الإسرائيـــ.ــلية لا تريد السلام، وما تقوم به هو منهج ثابت للعنصرية الصهيــ.ـونية، لكن الضحية هم أهلنا في غزة تحت الإحتلال.. ، سلطات الإحتلال تريد فرض واقع جديد وخطير، حيث تسعى إلى تكريس عدوانها الجديد وجعلها سياسة الأمر الواقع وتنفيذ مخططات عمليات طرد وتهجير قسري و فرض عقاب جماعي للفلسطينيين، إذ استغلت إسرائيـ.ـل ارتباطها بالغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وركزت على إبراز أهميتها بالنسبة للسياسة الغربية وتحركها على المستوى الإقليمي الدولي في اطار دورها في النظام العالمي الجديد الذي يُرسّخ مبدأ الهيمنة الإسرائيـ.ـلية باعتبارها وجها من وجوه الهيمنة الغربية و الأمريكية، وسعيها المستمر لتطويق الوطن العربي من مختلف جهاته..لتحقيق هدف نهائي هو خدمة المشروع الصهيــ.ـوني الاستعماري القائم على فكرة الدولة اليهودية العنصرية وتصفية القضية الفلسطينية، وهذا ليس من باب المبالغة، ولكن هذا ما تنقله صراحة لغة القوة واستعراض العضلات التي تصرّ إسرائيـ.ـل على انتهاجها منذ فترة و إلى اليوم..

إنّ سياسة الكيل بمكيالين و هذا الخذلان للقضية الفلسطيـ.ـنية ليس بجديد على المجتمع الدولي، وازدواجيته أصبحت واضحة وضوح الشمس بعد طريقة التعاطي مع القضية الأوكرانية بقرارات وتوصيات وتدخلات خلاف تعاطيه مع القضية الفلسطيـ.ـنية وتركها عقودا طويلة دون اتخاذ أو تنفيذ قرار أممى واحد ينتصر للفلسطينيين رغم جرائم الحرب اليومية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني، و هذا الصمت يدفع إسرائيـ.ـل إلى مواصلة الانتهاكات والاستفزازات، وهذا ما يحدث الآن للأسف أمام أعين المجتمع الدولي ، فى مشهد يبرهن على الهمجية الصهيــ.ـونية وإرهابها وعنصريتها البغيضة، وسط صمت من المجتمع الدولي، وعدم القيام بدور جاد تجاه حرمة الشعوب ومقدساتها، خلاف مواصلة الجرائم التي تغذي مشاعر العنف والكراهية، وتضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط..الشعب الفلسطيني يعاني من مظالم واحباطات الكيل بمكيالين، وهو ما سمح لإسرائيـ.ـل بمواصلة ارتكاب الجرائم مع إفلات كامل من العقاب.. إنّ حلَّ القضية الفلسطيـ.ـنية هو أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار المنطقة شاء المجتمع الدولى أو أبى..

إنّ المطلوب اليوم في المرحلة القادمة هو مواجهة الدور التخريبي للكيان الصهيــ.ـوني ، و مواجهة الاستعمار ومشاريعه ومواجهة الصهيـ.ـونية الاستعمارية التوسعية.. إن الواقع يفرض على البلدان العربية و الإسلامية تبنّي مشروعا قوميا للتحرك على المستوى العربي والإسلامي دون حساب الربح والخسارة الآنية وتأجيل ذلك الى الامد البعيد، و في ظل هذه المتغيرات الجيوسياسية و التحولات الإقليمية والدولية..، وإذا كانت الهواجس الأمنية حاضرة بقوة عند الحديث عن التغلغل الصهيــ.ـوني، فإنَّ الجانب الأخلاقي يجب ألاّ يغيب هو أيضا عن حساباتنا..و ليست الاعتبارات الأمنية ولا الجيوسياسية هي وحدها التي تستفزّ الأحرار من الدول العربية والإسلامية للتصدي للتغلغل الإسرائيـــ.ــلي، بل أيضا الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية والدينية؛ فالمكانة والشرف اللذين حصلتهما الشعوب العربية في نضالها ضد الاستعمار يجب ألاّ يُلطّخا بالتعامل مع ربيبة الاستعمار؛ دولةِ الاحتـــــلال الإسرائيـ.ـلي ..

وفي النهاية غزة كما العادة تقف وحيدة تصارع إنتهاكات العدو وبطشه وشغفه للقتل والدمار، وليس في اليد حيلة غير الدعاء وإحصاء عدد الشهداء..، وهذا ما يفرض على الأمة العربية و الإسلامية و المجتمع الدولي الإسراع اليوم قبل غدٍ، للضغط على قوات الاحتلال الإسرائيـــ.ــلي من أجل وقف الجرائم والاعتداءات المستمرة تجاه الفلسطينيين ، و أن تدفع الاحتلال للتراجع عن مخططاته، لابد من مطالبة المجتمع الدولي بأن يعطي أولوية قصوى للتوصل إلى حل عادل للقضية وفق قواعد الشرعية الدولية ، إذ لم تعد الحلول المؤقتة أو التسويات الجزئية كافية أو مقبولة إذا أريد لهذه المنطقة أن تنعم بالأمن والاستقرار، فالإدانة أو التحذير أو الشجب أو الإعراب عن القلق البالغ أو الاستنكار العادي أو المتبوع بأشد العبارات باتت هي السمة الوحيدة المسيطرة على ردود الأفعال العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية و هذا لا يكفي .. كفانا شجبا، كفانا إستنكارا، كفانا إدانة، نريد موقفا جادا لا أكثر.

 

شاهد أيضاً

” ماهي هدية نتنياهو لترامب .!؟…بقلم  محمد سعد عبد اللطيف

اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” انه سوف يقدم هدية للرئيس “ترامب” الساكن الجديد للبيت الأبيض، …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024