راهن الغرب على ضعف لبنان من خلال خلق نظام طائفي للحكم,اضافة الى تكوين عملاء له, وجعله بلدا سياحيا بالدرجة الأولى, لئلا ينشغل بما يجري على حدوده من اغتصاب لدولة فلسطين وتشريد اهلها, ليعيشوا في الشتات ومنهم لبنان الذي يختضن حوالي المليون لاجئ فلسطيني يعيشون على مساعدات الامم المتحدة ضمن وكالة غوث اللاجئين التي تقاعست مؤخرا عن دورها, فأصبحوا يشكلون عبئا على الدولة اللبنانية.
ولان لبنان دولة مواجهة, فان الغرب وضع فيتو على تسليحه, للسماح للكيان الصهيوني بان يصول ويجول فيه متى اراد,نفذ الصهاينة عديد العمليات الاجرامية بحق القوى الوطنية, وكانت هناك عمليات اغتيال لقادة فلسطينيين كانوا يتخذون من بيروت مقرا لهم, وكان الهجوم الشامل العام 1982 حيث احتلوا كامل جنوب لبنان وصولا الى العاصمة بيروت ودنسوها.
كانت هناك عمليات فدائية ضد المحتل الصهيوني من قبل القوى اليسارية من مختلف المذاهب لعل ابرزها تدمير مقر المارينز في بيروت العام 1983 ومقتل 240 جندي امريكي واجبرت امريكا على سحب قواتها من لبنان.وفي14 من سبتمبر تم اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل قبل تنصيبه. وفي العام 1982 تأسس حزب الله واخذ على عاتقه تحرير الجنوب من المغتصبين الصهاينة وكان له ذلك العام 2000 م.
لا باس لنا من الرجوع بالذاكرة الى اكثر خمسة عقود مضت بشان لبنان الذي يريدونه مكانا للهو والراحة والاستجمام ,بعيد غروب شمس 28 كانون الاول (ديسمبر) عام 1968، انطلقت قوة “إسرائيلية” خاصة على متن مروحيات إلى مطار بيروت الدولي، ونفذت عملية دمرت خلالها 13 طائرة ركاب كانت جاثمة هناك وعد العمل انتقاميا ردا على اختطاف مسلحين تابعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في 22 تموز(يوليو) 1968 طائرة ركاب مدنية “إسرائيلية”، كانت متوجهة من روما إلى تل أبيب، ولكن تم التوجه بها إلى الجزائر.
الهجوم الانتقامي شاركت فيه 15 طائرة مروحية وعشرات من طائرات الإسناد وعدة قطع بحرية من بينها ستة قوارب وعدة قوارب إنزال آلية، تحسبا للاضطرار إلى إجلاء أفراد القوة الخاصة المهاجمة عن طريق البحر بعد العملية، وأيضا لانتشال طاقم وركاب أي مروحية في حالة سقوطها في البحر.
اجتمع مجلس الأمن الدولي ليلة رأس السنة 31 كانون الاول- ديسمبر 1968، ورأى أن العملية الصهيونية في مطار بيروت التي دمر بواسطتها حوالي نصف أسطول النقل الجوي المدني اللبناني، تتعارض مع القانون الدولي، وحذر الصهاينة من أنه سينظر في اتخاذ المزيد من الخطوات في حال تكرار مثل هذه الحوادث، وانتهى الأمر في ذلك الوقت عند هذا الحد.
الحرب الاخيرة على غزة, أثبتت همجية الغرب وعدم اعترافهم بحقوق الانسان ,سقطت شعاراتهم الزائفة, على مدى ثمانون يوما والمقاومة الفلسطينية في غزة تكبد العدو ومن ورائه امريكا وحلف الناتو وتواجد مدمرات امريكية بسواحل غزة دلالة على ارادة المستعمرين في ازالة المقاومين بأية وسيلة ,تشير المصادر الى حضور افواج مقاتلة ومرتزقة من اكثر من 23 دولة حول العالم(25,000 مرتزق) لدعم عمليته البرية في غزة اولاً ولتنضم الى وحداته المنتشرة في شمال الكيان على الحدود مع لبنان.
يستخدم حزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان صواريخ بركان ذات التدمير الكبير وكذلك المسيرات الانقضاضة المتفجرة، وخلال الاسبوع الاخير من السنة 2023 شكل دخول الصواريخ المضادة للطائرات عنصراً جديداً في توازن الردع الناشىء على الحدود الجنوبية مع فلسطين.
حركة حماس رفضت البند في المبادرة المصرية الذي يدعوها الى التخلي عن حكم غزة مستندة الى انها لم تخسر في الميدان بوجه الجيش الصهيوني، لا بل كبدته خسائر كبيرة وهي لا تزال الاقوى على الارض. وعليه، ترى الحركة انها ليست في موقع ضعيف لتقدم للصهاينة تنازلات على غرار اقصائها من الحكم في غزة، حيث ان جيش العدو لم يحقق اهدافه المعلنة.
لقد اظهرت الحرب على غزة وحدة ساحات المقاومة من العراق الى حزب الله مرورا باليمن لتصب جميعها في مصلحة فلسطين وعدم تركها وحيدة بالساحة بينما نجد بعض الحكام العرب يتمنون زوال المقاومة ومسح خارطة فلسطين من الوجود, ولكن الشعوب المقاومة لا تقهر وستنتصر حتما.