الاستعانة بالخارج يورط البلاد في فتن عرقية وقبلية,فكانت احداث 2011 م وتدمير القوة الاساسية الموكل اليها حفظ امن البلاد ونعني بها مؤسسة الجيش ومنظومة الامن وللأسف تم استهداف منتسبيها بدم بارد بالمنطقة الشرقية,الغريب ان يتكرر نفس السيناريو حاليا ولكنه في هذه المرة انتهاك صارخ لقرارات مجلس الامن بحظر التسليح,العالم ينظر بأم عينيه ولا يحرك ساكنا,وكأني به يبارك الصراع الذي لم يعد محليا بل اقليميا ودوليا,نقل المرتزقة السوريين بعد ان فشلوا في اسقاط نظام الاسد زج بهم اردوغان في ليبيا لتعويض خسارته في سوريا بعد ان سعى في تدميرها على مدى سنوات,انه الحقد المقدس لسلاطين الباب العالي الذين اصبحوا محشورين في الزاوية,يحلمون بإعادة الحياة الى الامبراطورية العثمانية,وقد اوعزوا الى عملائهم بالبلاد لفعل كل ما هو منكر والاستعانة العلنية باردوغان لإنقاذهم من السقوط المدوي,الذي ولا شك ستكون له ارتدادات عنيفة تطيح بمنظومة الاخوان العالمية.
الشرفاء من ابناء الوطن كانوا يعون حجم المؤامرة منذ بدايتها,عامة الشعب كانت تعتقد ان الامور ستتحسن بسقوط النظام ,لكن حدث العكس,فالمواطن لم يعد يقو على توفير قوت يومه,وأصبح خائفا في مدينته او قريته خوفا من ان تتلقفه العصابات الاجرامية على الهوية.
عندما يتعرف الوطن لغزو بربري خارجي,لم تعد هناك وجهات نظر في الامر,بل يعد خيانة عظمى للوطن,فالمدن والقرى التي لا تقوم بتوحيد رؤاها ورص صفوفها لا يؤمّل منها القيام بتوحيد الصف الوطني,اما والحال هذه,هناك مدن انضمت لصف الوطن وقدمت فلذات اكبادها لاستعادة الوطن من دنس المستعمر وأعوانه,حوربت تلك المدن وطاولها الدمار والخراب والتشريد على يد الخونة والعملاء والمرتزقة..قطعوا عنها كافة مقومات الحياة,المياه, الكهرباء, ألمحروقات السلع التموينية,شبكات الاتصالات,في عمل اجرامي ينم عن همجية من يتولون السلطة في طرابلس الذين جيء بهم على ظهر فرقاطة.الخلود للقتلى الذين نحتسبهم شهداء وهنيئا للمشردين والأسرى من تلك المدن الابية الذين سيعودون يوما الى بيوتهم مرفوعي الراس.
في المقابل هناك مدن ظلت مذبذبة لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء (تنتظر الرابح لتلحق به),ثنت (طوت)لافتات مؤسسات حكومة الثني وألقت بها في اكوام الخردة وانتقلت بسلاسة الى الضفة الثانية من النهر(180درجة),هنئيا لهذه المدن بساستها العظام ولتنعم بالدولة المدنية,التي يجنون ثمارها على مدى عقد من زمن بالداخل والخارج على هيئة استثمارات في تركيا وعديد البلاد العربية.
ان يتحدث اردوغان بأنه من حرر مطار طرابلس العالمي,ومدينة ترهونة(وقد عاثوا فيها فسادا,لم يسلم الاحياء وكذا الاموات فتمت عمليات نبش القبور وحرق الشجر والمحال التجارية) وسلّمها الى الحكومة القابعة في طرابلس فذاك يعني انها لا تملك من الامر شيء بل مجرد لافتة ستطوى يوما كما طويت عديد الحكومات وتلقى في مكبات النفايات.
لم يكتف اردوغان عند هذا الامر من اساليب الاذلال والإذعان وإعلان الوصاية على فتيانه في ليبيا,بل تطاول على شيخ الشهداء(عمر المختار),عندما قال بان الخونة والعملاء والمرتزقة السوريون والأتراك هم احفاد المختار,ما يعني ان عمر المختار ورفاقه الاحرار كانوا قطاع طرق (فلاّقة) لم يعد امام الشرفاء من ابناء الوطن إلا الذود عن حماهم,وطرد المستعمر والمرتزقة ومحاسبة الخونة والعملاء وتخليص الوطن من براثنهم ولتنتهي مهازل الاخوان والى الابد وتجنيب البلاد ويلات التقسيم التي يلوحون بها.