أوروبا والتحدي الأكبر أو الانتحار. التغيرات المناخية والأوبئة والحرب الدائرة شرق اوروبا .بعد تصريح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ” مدفيديف: أوكرانيا قد تختفي من خريطة العالم ،في تغريدة على حسابه في “تيلجرام”، إن أوكرانيا كدولة “نتيجة لكل ما يحدث قد تختفي من خريطة العالم”، مضيفا أن السبب هو “خطاياهم” وأن روسيا “لا تتحمل مسؤوليتهم”.وتأتي هذه التصريحات متزامنة مع ما كشفه وزير الخارجية الروسي، ” سيرجي لافروف ” يوم الأربعاء الماضي،مع وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” عن لافروف قوله: حول تغير الأهداف الجغرافية للعمليات الخاصة في أوكرانيا والإشارة إلى أنها لم تعد تقتصر على منطقة “دونباس ” إلى مناطق أخرى”.
“إذا سلّم الغرب أسلحة طويلة المدى لكييف فسنطوّر أهدافنا الجغرافية في أوكرانيا إلى مناطق أوسع”هل تشتعل النار في دول الجوار كما تشعل التغيرات المناخية في تهديد القارة من فيضانات وحرائق ؟
هل تشهد القارة العجوزة فصل صيف قاتل وشتاء مخيفا من الظلام ؟
إذا استمرت معدلات ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها السنوي علي الكورة الأرضية بأرتفاع / 1.2/ في خلال العشر سنوات حتي تصل/ 1.5 /حتي عام 2050 .وبنسبة( 24%) كأعلى معدلات الحرارة خلال الأعوام الخمسة القادمة”.
وقطع الغاز سوف تشهد فصل شتاء مميت ،-وفي تقرير نشرتة الأمم المتحدة مطلع هذا الأسبوع تحذر من الحرائق المشتعله ومع بداية مطلع هذا الشهر سجلت درجات الحرارة ارقاما قياسية .كانت من ضمن اسباب حوادث الحرائق التي تجتاح الغابات في مختلف قارات العالم ودوله، وبما فيها القارة الأوروبية، التي باتت تسجل نسب ودرجات حرارة قياسية تصل في بعض دولها إلى ما فوق/ 45/ درجة مئوية، وسجلت عديد من بلدان أوروبا مئات الوفيات بين مواطنيها بفعل درجات الحرارة المرتفعة طيلة الأسبوعين الماضيين، في بلدان مثل “إسبانيا والبرتغال.”
وقد حذرت المفوضية الأوروبية من أن نصف أراضي دول الاتحاد الأوروبي هي عرضة للجفاف، وما يصاحب ذلك من تداعيات وظواهر كارثية تطال الأمن الغذائي والمائي والإخلال بتوازن النظام البيئي الطبيعي. وجاء في سياق تحذيرات سابقة من مؤتمر المناخ وتداعياتة علي البشرية في حضور( 40دولة في المانيا ) أن ازمة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري سوف تهدد “نصف الإنسانية في منطقة الخطر، من الفيضانات، والتصحر، والعواصف . والحرائق.
كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، (انطونيو غوتيريش،) من حالات ارتفاع الوفيات في اوروبا نتيجة ارتفاع درجة الحرارة ومن انتشار الحرائق المشتعلة في بعض المناطق الاخري من العالم ومن موجات الحر الخانقة، تشير إلى أن الإنسانية تواجه 《انتحارا جماعيا 》ومع الأزمة المشتعلة شرق اوروبا. والتحذيرات بقطع الغاز وتصريحات نارية من وزير الخارجية الروسي عن شتاء قارس تتعرض له اوروبا العام الحالي .جاءت التحذيرات من التوقف عن استخدام (الفحم من الوقود الاحفوري )اذا انقطع الغاز وتوسعت الحرب الروسية الاوكرانية في مناطق جغرافية اخري والتوسع في استخدام الوقود الاحفري .هذا العام وهو الخيار المطروح سيكون كارثة تهدد البشرية مع التغيرات المناخية .من” احتباس حراري وجفاف وشح أمطار وحرائق” ،
إن البشرية لم تنتهي من أوجاع وضربات وباء (كوفيد19) ليعيش العالم مع حرب شرق اوروبا لتعصف بدول في سله غذائها وتهديد بمجاعات من نظم هشة اقتصاديا وتهديد امنها وانتشار الفوضي كما حدث هذا الشهر في سيرلانكا ليس لدينا الخيار، إما التحرك الجماعي أو الانتحار الجماعي. الأمر بيدنا؛-أو فناء البشرية –!!
* كاتب مصري وباحث متخصص في الجغرافيا السياسية