الأحداث الدائرة هذه الفترة في العالم، والسياسية الأمريكية الأخيرة، الكل يعتبرها خلط أوراق، لكن في الواقع هي سياسة أمريكية ماكرة، تحاول الخروج من الشرق الأوسط، وتتجه إلى محاربة الصين اقتصادياً وبطرق أخرى، من إشعال فتن داخل الصين أو دول الطوق للصين كي تضعفها، بعد جائحة كورونا وصمود الصين بوجه هذا الوباء الطارئ.
في خضم هذه الأحداث بقي وحيداً في الميدان الكيان الإسرائيلي الغاصب، يواجه مقاومة مسلحة سواء كانت لبنانية أو فلسطينية، فهو يحاول بكل الطرق الضغط على المقاومة الفلسطينية كي يشعل ناراً للحرب، ويلجأ إلى طلب الحماية من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن المقاومة أوعى من هذه المؤامرة الصهيونية القذرة، فهي تنتظر اللحظة المناسبة للقضاء على هذا الكيان؛ من حين إلى حين يقوم الكيان المهزوم بقصف مواقع محددة بغزة، وينتظر الرد، لكن المقاومة لا ترد لأنها تدرك أهداف هذا الكيان، وعمليات الاغتيالات الميدانية المستمرة لن تكون هي السبب في إشعال نار الحرب.
فبعد الفرار العظيم للأسرى المحررين أربكت إسرائيل وبينت كم هي ضعيفة وهشة، وبأنها لا يمكنها أن تعدم هؤلاء الأسرى نظراً للتهديد القادم من المقاومة، هذه هي سياسة المقاومة وسياسة الكيان الغاصب، واضح أي إرادة أقوى من إرادة؛ هذه إرادة شعب فلسطيني يريد الحرية من آخر استعمار في التاريخ الحديث.
إستراتيجية إسرائيل باتت من افشل الاستراتيجيات على الإطلاق، فأمريكا بإدارة بادين لا تلتفت إلى هذا الكيان، لان هناك أموراً أهم من هذا الكيان، وهي الصين وطريق الحرير الذي تسعى الصين إلى تفعيله من جديد، وتسعى أيضاً بان تحل محل أمريكا سواءاً كان في العراق أو في سوريا أو غيره، وفي أي مكان كانت تتواجد به أمريكا؛ وأخيراً في أفغانستان، تريد الصين وضع بصمات لها هناك.
جميع محاولات الكيان الغاصب فاشلة ومفشلة وستفشل ولن تنجح في جر قوات أمريكية لحمايتها من صواريخ المقاومة، أو في حال ارتكبت إسرائيل أية حماقة ضد إيران، فبات واضحاً جداً بان لغة القوة هي السائدة هذه الفترة، الصين مثلاً وحلفها مع إيران وروسيا زادها قوة فوق قوتها، وعزز موقف القيصر الروسي في بسط نفوذه على العالم، بطريقة اقتصادية وليس عسكرية كما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحكم، فالاقتصاد هو الأهم هذه الفترة في كسب العالم لصفه، وليس بطريقة القوة التي تعرفها أمريكا.
باعتقادي بان الكيان الإسرائيلي لن ينال ما يريد، ولن يجر المقاومة إلى حرب في هذه الفترة تحديداً، لأن الوعي السياسي بدأ ينشط عند جميع الشعوب العربية والغربية، وإدراكه بان هناك مقاومة مسلحة تسليحاً قوياً، وذو إرادة وإدارة محنكة لخوض المعركة النهائية، وهي ستكون آخر الحروب، والله تعالى أعلم.
المملكة الأردنية الهاشمية