لا تزال صورة الجماجم التي نشرتها بعض وسائل الإعلام العالمية حول المجازر التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر في رواندا تهز العالم بأسره، وأثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر المغردون إن الصورة تظهر موت الضمير العالمي .الجديد في الموضوع هو تواطؤ فرنسا في الإبادة من خلال تغاضيها عن الاستعداد للإبادة الجماعية. لقد حاولت أن أبكي عندما شهدت الصورة لعل بكائي يذيب ما بقى من مقاومته ولكني لم استطيع .. لم أجد دموعا أبكي بها إنما تعلقت عيناي بالصورة في صمت حزين . وصدفت أغمضت عيني حتى تختفي عني الصورة . كنت أتخيل نفسي أحد هذه المجازر الرهيبة. قضيت الليل لا أستطيع أن أغمض عيناي و لا أن أفتحهما .. أخاف إن أغمضتهما فتدهمني الصورة ألان في أحلامي ، وأخاف أن أفتحهما فأرى صورة تلك الجماجم والعظام يقترب مني ولا سبيل للهروب .
وقمت في الصباح فوجدت لأول مرة أني لا أستطيع أن انسي تلك الصورة حتى في أحاديثي مع العائلة أو الأصدقاء. لست أدري .. فلم يكن في فكري هذه الأيام إلا أن أبحث عن أسباب مأساة هؤلاء الناس . وقد تماديت في إقناع نفسي بأن النظام الفرنسي هو سبب مأساة هذه المجزرة الرهيبة.والمجازر الأخر مثل مجزرة خراطة. الحقيقة الواضحة تماما هي أنه خلال الخمسين عاما السابقة حدث ما مجموعُه 67 انقلابا فى 26 دولة إفريقية. 16 منها كانت ترنح تحت الاستعمار الفرنسي، ما يعنى أن 61%من الانقلابات حدثت فى إفريقيا الناطقة بالفرنسية،وهذا يثبت أن تلك الانقلابات حدثت بتدبير فرنسا. فى مارس 2008، قال الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك: “من دون القارة الإفريقية، ستصبح فرنسا فى صف دول العالم الثالث.. ويجب أن نكون صرحاء، ونعترف بأن جزءًا كبيرًا من الأموال فى بنوكنا آتية تحديدًا من استغلال القارة السمراء”….. أو كما قال عالم الاجتماع الغيني أمادو دونو في عبارة: كل بؤس إفريقيا يأتي من فرنسا… فرنسا ليست شيئا بلا إفريقيا. من هنا وهناك أعتقد أن فرنسا لن تترك إفريقيا مهما كان الثمن ، وجرائمها مستمرة ؟ أخرها كانت في مالي “الضربة الجوية التي وقعت قرب قرية بونتي أسفرت عن مقتل 19 مدنياً في حفل زفاف. المصيبة الكبرى أن الأنظمة الديكتاتورية في بعض الدول الأفريقية لا تتردَّد في استدعاء القوات الفرنسية لضمان البقاء في السلطة. أملنا الوحيد في الشباب الأفريقي الذي يعتزم سحب البساط من تحت أقدام فرنسا… وبزوغ شمس التمرد من طرف المجتمع المدني الإفريقي من الهيمنة الفرنسية الاستعمارية.