الخميس , 26 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

إيران الخطر القادم من الشرق ويخشاه الغرب…بقلم محمد الرصافي المقداد

بالتأكيد إن دوله – ذات الطابع الإستعماري العنصري- تريد أن تبقى دولنا على أوضاعها الإقتصادية المتردية، وأن لا تقدم شيئا من إنفراجها لشعوبها، الرازحة تحت التبعية المثقلة بالإملاءات والديون الخارجية، ما يهمّ دول الغرب وأقصد بها أساسا دول الإتحاد الأوروبي، الحاكمة في دفة سياسته، وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، والذين رغم قوتهم الاقتصادية، المتميّزين بها عن بقية الدول، خاضعين لأمريكا زعيمة قوى استكبارهم، المبتلى بشرورها عالمنا، من الدول المصنّفة سائرة في طريق النموّ، وقد بدا جليّا أن هذه الدول الغربية، قد وضعت في سلم أولوياتها، الإستفادة القصوى من مواردنا الطبيعية الحيوية، وفي مقدّمتها النفط والغاز مهما كانت كميّاته، خصوصا في البلدان التي يوجد فيها احتياطي ضخم، ويعتبر الخليج الفارسي الخزان الأكبر له بما يمثل: إجمالي احتياطات دول العربية الست (السعودية، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان، والإمارات، والكويت) من النفط، 510 مليارات برميل، تشكل نسبتها 32.7 بالمئة من مجمل الاحتياطي العالمي المؤكد البالغ 1.55 تريليون برميل، ويبلغ إجمالي إنتاج هذه الدول من النفط الخام قرابة 18 مليون برميل يوميا، تشكل نسبته 19 بالمئة من إجمالي الطلب العالمي البالغ قرابة 99 مليون برميل يوميا.(1) واستثناء العراق وإيران من هذا التعداد، تجاهل أحمق وتصرف مقيت، وعلى أية حال فإنّ العراق بدورة يمتلك احتياطيا نفطيا قدر ب145 مليار برميل وهي منافصة لإيران على صدراة الدول المنتجة للنفط في العالم(2) أمّا إيران تصدرت دول العالم من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي، وتمتلك 33.5 تريليون متر مكعب، وبعدها روسيا بـ32.27 تريليون متر مكعب، وبعدها قطر بـ24.30 تريليون متر مكعب، تليها تركمانستان بـ17.48، والسعودية بـ8.43 فالإمارات بـ6.09 وفنزويلا بـ5.70 ونيجيريا بـ5.28 والجزائر بـ4.50 تريليون متر مكعب(3)

هذا واكتشفت إيران مؤخرا حقل نفط جديد، باحتياطات تقدر بـ53 مليار برميل، والحقل يقع في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، والحقل المكتشف تبلغ مساحته 2400 كم مربع، ويقع بين مدينتي بستان واميدية، ويزيد الحقل الجديد احتياطيات نفط إيران بحوالي الثلث، ويبلغ عمق طبقة النفط فيه 80 مترا، بحسب ما نقلته وكالة إرنا الرسمية، أمّا عوائد إيران من النفط، باكتشاف الحقل الجديد، فإنّها ستزيد بحوالي 32 مليار دولار، في صورة ما إذا زاد معدل استخراج النفط من الحقل بنسبة واحد في المئة فقط”.(4)

وقد أعلن وزير الإقتصاد والمالية الإيراني، إحسان خاندوزي، أن إيران تحتل الصدارة من حيث الإحتياطيات الهيدروكربونية(5). وتدرك إيران القيمة الحيوية لهذه المخزونات الاستراتيجية، وهي تتحكم في بيعها بمنتهى التعقل والحكمة، من أجل انفاقها في مواضعها ذات الصبغة الأولوية، وقد حوربت من طرف دول الخليج الفارسي العربية من قبلّ، بإغراق السوق العالمية من النفط، من أجل دحرجة أسعاره إلى أدنى مستوى ممكن، لأجل خلق عجز خطير في ميزانية إيران، ومنعها من تحقيق نجاحات علمية وتطوير ما توصلت إليه من إنجازات، وكذلك تقديم الدعم المالي لحركات المقاومة بفلسطين ولبنان واليمن، وقد اثبتت الدول المتروطة في تجفيف عوائد المورد النفطي الإيراني، عمالة مشوبة بوقاحة، لم يسبق أن حصلت من قبل.

كان على إيران الإسلامية، من أجل امساكها بناصية العلوم النظرية والتطبيقية المدنية والعسكرية، اجتياز

الخطوط الحمراء، التي تعتبرها دول الغرب تقنيات ممنوعة على الدول المستضعفة، خصوصا تلك الدّول التي تعارض وتعادي منظومة الإستكبار الغربي، وإيران في مقدّمتهم بل يراها الغرب الأخطر على الاطلاق، بعدما تبيّن له هدفها المعلن فجر ثورتها في القضاء على الإستكبار والصهيونية، ما دفع أمريكا زعيمة الغرب للتنمر عليها، ومحاصرتها بالعقوبات المتنوعة والمتعددة طوال أكثر من 43 سنة.

يكفي أن نقول بأن إيران بإمكانياتها الذاتية تمكنت من ارسال قمر صناعي (أميد) وهي تاسع دولة ترسل قمرا صناعيا محلي الصنع إلى الفضاء وسادس دولة ترسل حيوانات إلى الفضاء، وانها الأسرع في العالم من حيث نموّ المقالات العلمية، حتى ندرك مدى التطور التقني والعلمي الذي بلغته في هذا الظرف الوجيز رغم العقوبات والحصار والمؤامرات (6).

ومن خطأ إلى آخر تستمر دول الغرب، في تحريك عناصرها العميلة ضدّ للنظام الإسلامي داخل إيران، آملة بدعمها لها على جميع المستويات، في التأثير على غالبية الشعب الإيراني، الوفيّ لثورته والمقيم على ولاية قائده، الهدف لا يبدو خافيا على أحد، هو زعزعة ثقة الشعب بقيادته، والتمهيد لإسقاط نظامه، لتعود إيران كما كانت من قبل، مهيعا لعربدة القوى الغربية، واستغلال مواردها، ومسخها فكريا وثقافيا، لتصبح بلدا خاليا من مظاهر التديّن التي أصبحت عامّة ولافتة، قابلا للإصطباغ بأي لون غربي، متمرّد على أصالة القيم الاسلامية، وأمنية الغرب الغير قابلة للتحقّق، أن تصبح إيران – كما هي حالهم – عاصمة الشذوذ والمثلية الجنسية.

إيران تُحارَبُ إعلاميا ودعائيا من دول الغرب، فيقلبون نجاحاتها فشلا، يريدون بذلك تشويهها في اعين شعبها وشعوب الجوار والعالم، وبعد ذلك تأتي هذه الدول المتواطئة ضدها، لتعبر عن رغبتها في إستيراد النفط والغاز منها، اعتبرها مسؤول إيراني وقاحة (7)، وفيما تواصل دول غربية أخرى، تدخلها فيما يحصل داخل إيران، من تمرّد فئات معادية للإسلام فيها، تحريضا وتمويلا، كألمانيا والنرويج وغيرها، من قبيل التنديد بأحكام الإعدام بحق من أجرموا واعترفوا بجرائمهم (8) هذه الدّول تسعى جاهدة لتشويه ايران بعد النجاحات التي حقّقتها، حتى لا تلتفت إلى تجربتها الرائدة في الحكم بقية الشعوب الإسلامية، فيطالبون النسج على منوالها، هذا الحجاب الدعائي الكاذب سيسقط قريبا، عندما تنجلي عنها حقيقة إيران، ولن يتأخر ذلك حتما، لأنّ الحق دائما يعلو ولا يعلى عليه.

المراجع

1 – نفط وغاز الخليج .. لاعب رئيسي في إمدادات الطاقة العالمية

https://www.aa.com.tr/ar /2536591

2 – بأكثر من 145 مليار برميل العراق رابع أكبر احتياطي نفط مؤكّد في العالم

https://shafaq.com/ar/

3 – إيران تتصدر دول العالم باحتياطي الغاز

https://arabic.rt.com/business/993652

4 – إيران تعلن اكتشاف حقل نفطي جديد باحتياطي ب 53 مليار برميل

https://www.bbc.com/arabic/business-50366234

5 – وزير الاقتصاد الإيراني: نحتلّ الصدارة عالميا في احتياطات النفط والغاز

https://arabic.rt.com/business/1408951-

6 – العلم والتكنولوجيا في إيران
https://areq.net/m/

7 – إيران تعتبر مقترحات الدول الغربية التي تفرض عقوبات وتطالب بتزويدها بالنفط والغاز “وقاحة”!

https://arabic.rt.com/world/1398962

8 – دول غربية تستدعي سفراء إيران لديها على خلفية إعدام محتجين

https://www-trtarabi-com.cdn.ampproject.org/v/s/www.trtarabi.com/amp/now11628376

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024