يأتي اغتيال القادة الثلاث من سرايا القدس متزامنًا مع سياقات داخلية إسرائيلية اتسمت بالانقسامات والاخفاقات داخل حكومة نتياهو وخارجها، فجاء هذا التصعيد استجابة لمطالب بن غفير ولابيد وغانتس بالرد على الصواريخ التي استهدفت غلاف غزة، إثر استشهاد الأسير خضر عدنان، بما يشكل ترميمًا لصورته بصفته موضوع انقسام في المجتمع اليهودي.
مجموعة من التكتيكات تم رصدها تربط بين النزاع اليهودي الداخلي ومواجهة عزة، خاصة أن اللجوء إلى سياسة الاغتيالات قد أصبح تقليدً لدى المسؤولين الإسرائيليين عند الوقوع في أزمات داخلية، لكن مهما كان من حال نجاح نتنياهو في جرّ المعارضة إلى وحدة الموقف، من المتوقع -وكما العادة- بأن ردّ المقاومة سيؤجّج الخلافات الإسرائيلية من جديد، وسيؤدي إلى تماسك الفصائل وتفعيل غرفة العمليات المشتركة.
تكتيك نتنياهو
يحاول نتنياهو استرجاع سمعته كصاحب مبادرة عسكرية سياسية بعد فترة طويلة من الانقسامات، بتحقيق الأهداف التالية:
– الظهور بصورة الحامي لليهود وموحّد التيارات اليهودية.
– تكريس قدرة حكومته على استهداف الفصائل الفلسطينية في ظل التهديد متعدد الجبهات.
– إثبات وحدة الداخل الإسرائيلي في وجه التهديدات والتحديات المخلة بأمن اليهود.
– تحصيل الدعم من كل الأطراف لحكومته.
– القيام بعملية ناجحة تكرّس قدرته على إدارة البلاد في ظل دعم المعارضة له.
تكتيك المعارضة
في المقابل، لن يكون لهذا العمل العسكري أثر سياسي، لأن سعي المعارضة لدعمه هو من أجل تحصيل دور ومكاسب في المرحلة المستقبلية على الشكل التالي:
– السعي لعدم الظهور في موقف المستخف بأمن اليهود والكيان، وذلك خوفاً من تراجع أسهمهم مقابل نتنياهو.
– لا يمكن حل الأزمة الداخلية في الكيان المؤقت باللجوء للخيار العسكري نتيجة عمقها وتفاقمها.
وحدة الموقف في مواجهة الخارج
إذن اجتمعت الأسباب السياسية والوضع أصبح مؤاتيًا لموقف موحّد لمواجهة الأخطار الخارجية مما يؤدي إلى:
– دعم الأطراف كافة سواء من المعارضة أو من داخل الائتلاف لقرار نتنياهو بعودة سياسة الاغتيالات.
– الاستعداد للدخول في جولة تصعيد وحرب، والاتحاد بين التيارات اليهودية في المواجهة.
– تنفيذ نتنياهو لمطالب لابيد وبن غفير حقق من خلالها نقطة إجماع وصورة الإنجاز والهيبة.
– التركيز على أن عملية الاغتيال جاءت ردًا على الصواريخ التي أطلقت ردًا على استشهاد خضر عدنان.
– عودة عوتسما يهوديت للتصويت بعد مقاطعة جلسات الكنيست.
– دعم المعارضة لأي نشاط عدواني لحماية السكان، وبالتالي، وحدة الموقف اتجاه حماية اليهود.
تأثير رد المقاومة
الواقع أن استهداف مجموعة قيادية للجهاد الإسلامي هو بمثابة صدمة للتشكيل القتالي، كما أن تجاوز العدو للخطوط الحمراء بما في ذلك استهداف النساء والأطفال، وعلى الرغم من تهديد حماس المباشر بعدم التدخل، سيؤدي هذا التصعيد إلى:
– قيام المقاومة الفلسطينية بالرد في زمان ومكان غير متوقعين، سيؤجج الخلافات من جديد.
– نجاح رد المقاومة سيؤدي إلى انتقادات داخلية لحكومة نتنياهو.
– أدت الجريمة التي ارتكبها العدو إلى تماسك الفصائل وتفعيل غرفة العمليات المشتركة.