إنها رسالة. فمن شاء تحمل رساليتها ومن شاء أن يكابر فأمامه التاريخ.
إن مهمة القوات المسلحة تقليدية ومعروفه وهي التحصين وحفظ الوجود. هذا المعنى تأكد أكثر في العالم المعاصر بظهور كل ما هو غير تقليدي بما في ذلك في الأمن. ولذا، إذا فشلت في ترميم السياسي الفاشل تكون فتحت الأمني لاعداء الوطن وأصبح البشر على الحدود طعما للاعداء واداة أمنية معادية في يد العدو وليس حماية لأمننا.
بالمقابل مشاركة قسم من الشعب في نبذ قسم آخر جريمة نكراء بدل دفع الدولة وقواها لحمايتهم وفرز الحق فيهم وابعادهم عن التوظيف العدواني من أي جهة كانت.
لا يجب ولن تقف قواتنا مكتوفة الأيدي وليست عمياء ونحن نرى. نحن نعرف ماذا وقع لنا في سوريا والعراق وليبيا… ونعرف كيف خدعنا مكرا وعدوانا وأين أخطأنا وكيف تم ذلك وكيف أكل لحمنا وكيف كانت الكلفة التي ندفعها نحن حتى اليوم وليس العدو ومرتزقته التي لا تعنيهم حياة الوطن أبدا ولا حتى حياتهم تعنيهم مهما انتصرت عليهم أمنيا. ولن تتكرر المآسي وأولها جر بعض الناس إلى الانتقام عندما نكون نحن وقود حقد وعدوان.
الإنماء هو الأمان وما الأمن إلا أمانة، أمانة حفظ وجود الوطن: الأرض والانسان والدولة بمؤسساتها.
ولذلك نقول: كفوا عن ركوب الحوادث… أهالينا في كل مكان أشرف من أي عدوان، والمجرمون بين أبناء خريطتنا مكانهم محارق المزابل.
اهالينا في رمادة الذين اختاروا مكسوري الخاطر، اختاروا التعبير الاحتجاجي خروجا جماعيا… لا يقصدون غير أوطانهم وسيعودن لها. كل من يريد أن يركب على الحوادث ولا يريد أن يفهم ان تجاهلهم وتحقيرهم هو الدوعشة بعينها واستدعاء الاستعمار بعينه، عليه أن يراجع حساباته بسرعة. وعليه أن يستفيد مما حصل في عدة مناطق في سوريا وفي العراق وفي ليبيا.
وكذلك، كل من يثرثر زائدة ليلا نهارا حول القوات المسلحة نفاقا وبهتانا وتزلفا، عليه أن يتعقل: القوات المسلحة لا يمكن تضع نفسها في مواجهة الإنسان وإنما في مواجهة مصادر الخطر. ولن تفكر بغير حماية الأرض والعرض والانسان ولا يمكن أن تقوم بأي دور اذا لم تنجح في المساعدة على تثبيت التونسيين على أراضيهم وترميم ما فشل فيه نظام الحكم السياسي برمته. هذه أدق الأخطار واقدس المهمات في الوقت الحاضر. ومن بعد ذلك توفير أسباب الحياة الكريمة.