انتقد البابا فرنسيس، الزعماء الأوربيين، لخطابهم الشعبوي المضلل، و اتهمهم قداسته بأنهم يعملون تماماً، كما كان يعمل هتلر في عام 1933. و هاجم البابا ( ذاكرتهم الانتقائية) التي تبعد حقائق، و تحرف حقائق أخرى، و تفبرك من الهوامش حقائق مضخمة تخدم خطابهم الشعبوي، خاصة في الأزمات، مثل أزمة المناخ، و الأوبئة و آخرها كورونا.
كورونا فضحت زعماء الغرب الرأسمالي، الذي أهمل صحة الإنسان، و أاهتم بالسيطرة و الهيمنة و نهب ثروات الآخرين، و هذا ما جعل قداسة البابا، في أيام الفصح المجيد، يشبه زعماء الغرب الرأسمالي بـ ( هتلر). فهل كان بوريس جونسون في بداية الوباء، أقل وحشية من هتلر؟ عندما دعا لسياسة تقوم على ضرورة إصابة ثلثي الشعب البريطاني بالفيروس، ليكتسبوا ما سماه ( مناعة القطيع) فهل من سياسة أكثر همجية من تعريض ثلاثة أرباع الشعب للإصابة بالفيروس؟؟ و الأكثر وحشية اعتبار جونسون شعبه ( قطيعا”) و لا بأس أن يموت منه الكثيرون. و إذا كان جونسون الوجه الفج لزعماء أوروبا، فإنهم على التفاوت، يحملون الكثير من شعبويته، و المفارقة أن جونسون حتى بعدما أصابه الفيروس، و أدخله العناية المشددة، ظلت الحكومة البريطانية تتصرف بشعبوية، نختصرها بما قاله أحد الوزراء ( كيف تستمر الحكومة دون جونسون؟!) .. معه كل الحق قداسة البابا، أنهم يشبهون هتلر بشعبويته و تهريجهم.
إذا كان زعماء أوربا (هتلر) فماذا سيقول البابا عن ترامب؟؟ ربما لن يجد مثالاً ” تاريخياً”، ليشبه ترامب به. لأن الأخير، جمع البلاهة، و الغباء، مع الطمع، و الشره للكسب، و وقاحته في النهب، و تجرؤه على الشعب و حقوقه. و هذه خلطة فريدة لزعيم بليد من جهة، و طماع و حرامي من جهة أخرى، و عديم الإحساس و مجرم من جهة ثالثة. و مهرج في كل قرار أو خطوة يتخذها. و هذا نادر في التاريخ. و لن يجد البابا مثالاً ” يشبهه فيه. فهل يعقل أنيقول رئيس أعظم دولة عن وباء خطير، إنه ( مجرد إنفلونزا بسيطة) و عندما انتشر المرض، يفاجأ الأميركيون أنهم لا يجدون كمامات بأسواقهم، و أن المواد الأساسية مفقودة، .. أعظم مستوى عسكري غازي، و أضعف مستوى صحي للمواطنين.
انتقاد البابا لزعماء أوروبا و تشبيههم بـ ( هتلر) جاء في مقابلة له قبل أيام، مع نشرة (تابلت) و تقصد أن تكون باللغة الإنكليزية. و هذا ما ذكرني بحوار كان قد أجراه مع البابا السابق بنديكيت، حولاستخدام اللغة اللاتينية في حديثهما، حيث أخبره بنديكيت وقتها، أنه يستخدم اللاتينية، عندما لا يريد من مستمعيه أن يفهموه مباشرة، خاصة و أن ثلثي الأساقفة لا يتقنون اللأتينية. عندها تأكد البابا فرنسيس، أنه إن أراد أن يصل خطابه و معانيه إلى أوسع شريحة من الناس، عليه أن يتحدث الإنكليزية. و هذا كما يبدو، سبب اعتماده اللغة الإنكليزية، لتشبيه زعماء أوروبا بـ هتلر… يريد من العالم كله و بأوسع شرائح أن يسمع رأيه بهم .
تصريح البابا فرنسيس و انتقاده زعماء الغرب، في الأيام المقدسة، و في خضم مواجهة الإنسانية للوباء الفيروسي الخطير، تصريح بالغ الأهمية، من المسيحي الأول، و الإنساني الأبرز، حول وحشية و نازية، زعماء الغرب. الذين شبههم بـ (هتلر) و يبدو أن الباب أراد من انتقاده هذا، أن يكون نداء للإنسانية، لتفتح البابا، لقيامة المجتمع الدولي، ببناء نظام عالمي، دون هتلر المعاصر ..