بالعودة الى ما عرفته جلسات مجلس النواب الأخيرة من مشاحنات وخلافات وتراشق لفظي بين سباب وشتيمة وخطاب “تكفير” خلنا أننا تجاوزناه، كان اتصال بالاستاذ صلاح الداودي منسق شبكة باب المغاربة لتسليط الضوء حول هذه “االظاهرة” التي تستبطن عودة لحقبة مظلمة عرفتها البلاد وكادت تودي بها الى سوء المصير:
* هل أصبح الاسلام قرينا للتكفير، وهل بات إيمان الفرد لا يكتمل الا متى نزع عمن يخالفه كل وشيجة وانتساب للدين الخاتم، ومن أعطى هؤلاء الوصاية على إيمان غيرهم؟؟
التكفير بؤرة فاسدة في قلب الأمة. التكفير سلاح جرثومي بيد المنافقين. التكفيرأداة تقسيم بيد العدو..والإسلام قطيعة جذرية ونهائية مع التكفير
ان التكفير فتنة متنقلة أشد من القتل واشد فتكا من الأسلحة الجرثومة بل التكفير سلاح جرثومي وفيروس تدين المنافقين.
من يكفر الناس(وبالاخص غير المعتدين وهذا حال الغالبية الساحقة من البشر على عكس الادعاءات)، من يكفر الناس بعد رسالة رسول الإنسانية محمد عليه صلوات ربي كمن يكفر رسولهم ويقطع رسالتهم عن الناس.
من يعتقد ان التكفير من الإيمان في شيء يوقع نفسه في فخ إفساد الرسالة والاعتداء عليها والتعدي على الناس جميعا.
* الا ترون أستاذ أن أعداء الأمة، قديما وحديثا قد “استثمروا” خطاب التكفير ووظفوه لصالحهم، في حين انتكس العرب والمسلمون في الفرقة والتشرذم؟
نعم يوجد عداء عند العدو الأميركي والصهيوني للمسلمين أو لحاملي رسالة الإسلام وهو عداء ناتج عن أهداف كل انواع الاستعمار والعبودية وناتح عن الخوف من القوة المعنوية الهائلة لدى أهل الإسلام وان لم يكونوا كلهم متدينين. وهو خوف من المقاومة ومن التحرير. هذا العداء لا علاقة له بالتحليل والتحريم والتكفير وإنما هو أداة هيمنة ولا يمكن له البتة المساس بجوهر الدين، أي دين كان بالمناسبة. أكثر من ذلك هذا العدو الأجنبي خاصة، بقطع النظر عن اعوانه في الداخل، يجدر بنا مقاومته والتعامل مع البشر الذين يسيطر عليهم رساليا ولا ينفع أبدا تكفيره لان ذلك سيؤدي مباشرة إلى التكفير المتبادل في مجتمعاتنا العربية. الإسلامية. وهذا ما يحدث فعلا. وكقارئ متمعن في استراتيجيات العدو الصهيوني اعرف ان لا شيء يقوم به الا فيه ضرب من ضروب التقسيم على أساس التكفير وهذا معلن. وهو يعرف ان التكفير تاريخ ذاتي طويل في أمتنا. ولذا فإن تجريم العدو اصح وأنفع وأكثر أمانا مع الله من مجرد تكفيره. وحتى تحريم التعامل معه هو للوقاية من الوقوع في العدوان الأعظم على وجود أصحاب الحق والمشاركة في الجريمة والانسجان الذاتي في بؤرة التكفير وان كان في قلوب المظلومين أكثر من التكفير.
ان رسالة الإسلام للعالمين. وكل من يستبدلها بالتكفير عوض مكارم الأخلاق والدين مكانه ما قبل الإسلام والتعامل معه “كجاهلية” مستحدثة أو ككائن ما قبل رسالي أو ما قبل الإسلام أصعب لا محالة ولكن لا مفر من التعامل معه بنفس الرسالة. وهذا دور العلماء.
هذا اجتهادي الشخصي دينا وفطرة وروحا وقلبا وعقلا وسلوكا وسياسة ايضا. لا أريد أن استدل عليه بالآيات والأحاديث وغيرهما ولا اربد فتح الباب لعبث العابثين. ومن يريد أن يقرأ توجد كتب كثيرة حول التكفير في مشارق الأرض ومغاربها ومن سنين.