الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

الجدران الأمريكية واستباحة الآخرين!…بقلم: محي الدين المحمد

تساؤلات كثيرة تطرح ذاتها مع إصرار الرئيس الأمريكي على بناء جدار عازل على حدود المكسيك ولعل من أهمها .. لماذا تحرص أمريكا على تغليف حدودها في الوقت الذي تستبيح فيه حدود الدول الأخرى وتتدخل في شؤونها، وتنهب خيراتها وعقول أبنائها وتفرض عليها ما تراه من دون حق أو منطق أو قانون؟!.
إن الناتج القومي الأمريكي يزيد على 35% من الناتج القومي للكرة الأرضية وهذا ليس ناتجاً عن جهد الأمريكيين وحدهم وإنما لأن أمريكا تسرق الأغلبية العظمى من عقول المبدعين، وتتحكم بثروات الدول وعملاتها ومدخراتها «المدولرة» ولا تدخل إلى الدول الأخرى من الأبواب أو النوافذ وإنما من الفضاء والبحار وتدك صواريخها العابرة للقارات أي مكان تريده، وتصدر السلع والأفكار والإرهابيين والسلاح وتعتبر البشر ككائنات في محمية هي التي ترسم حدودها وقوانينها!.
لم يكتف الأمريكيون بتحريض متزعم الأقلية الرجعية في فنزويلا للانقلاب على الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، ولم تكتف بوعودها للانقلاب على الديمقراطية بتقديم الدعم المادي والسياسي والعسكري لهذا المتزعم الرجعي، بل تهدد على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون كل من لا يعترف برئيس البرلمان الفنزويلي «كرئيس» لذلك البلد.
فهل من المعقول أن يساعد ترامب ومستشاره للأمن القومي رئيس البرلمان في فنزويلا وفي الوقت ذاته يخالف ما يريده الكونغرس ورئيسه نانسي بيلوسي ويعلن حالة الطوارئ لتنفيذ ما يريده ترامب مع أنه انتهاك مجلس النواب للدستور وللديمقراطية «وفق كلام بيلوسي».
أمريكا التي نهبت خيرات البشر ودمرت البنى التحتية لدول العالم الأخرى تريد سد المنافذ جميعها وبتكلفة مادية باهظة لمنع فقير ما نهبت خيرات بلاده من الوصول إلى أمريكا، القضية ليست قضية بناء جدار مع المكسيك، لأن لدى أمريكا كل وسائل المراقبة المتطورة التي يمكنها ضبط حدودها أكثر من الأبواب والجدران، بل وضبط ومراقبة سفن وطائرات وتنّقل أموال وإرهابيي العالم، لكن القضية هي قضية تفرد وتوحش واستهانة بالآخرين لاتهدد الدول الأخرى بل باتت تهدد أمريكا ذاتها.
إن الأمريكيين وصفوا رئيسهم «بالمجنون»، وقالوا إنه يفتقر لأدنى المقومات الأخلاقية والعقلية لقيادة البلاد، ومع ذلك فإن الرئيس ماض ٍ في فرض موبقاته على الجميع وإلى إشعار آخر؟!

 

شاهد أيضاً

زيارة رئيسي.. وآفاق جديدة للعلاقات السورية الإيرانية والمنطقة…بقلم محي الدين المحمد

تكتسب زيارة الرئيس الإيراني إلى سورية أهمية كبيرة، ليس لأنها أول زيارة يقوم بها رئيس …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024