منذ ان حددت القيادة فى السعودية والامارات الوقوف بوجه الاسلام السياسى وتصنيف حركة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية، منذ ذلك الوقت تمايزت المواقف واصبحت انقرة تجد نفسها فى خط مناقض للرياض وابو ظبى، وهم وإن اتفقوا حول بعض الملفات كالازمة السورية التى كانوا جميعهم شركاء فى التورط بها والاسهام فى تدمير سوريا والتآمر عليها، وايضا تلاقت اهدافهم حول الشأن العراقى وموقفهم السلبى من استقرار هذا البلد واشتراكهم معا فى تمويل الارهاب وتنظيم صفوفه والتوافق معه فى حربه على الشعبين العربيين فى سوريا والعراق، ومع التقاء العواصم الثلاث حول التواصل والتنسيق مع ترامب والارتباط الواضح مع العدو الصهيونى، مع كل ذلك وزيادة فانهم يأبون الظهور بمظهر واحد وادارة خلافاتهم بالهدوء فتراهم يعملون على الاعلان عن الخلافات بينهم والصعود بها الى القمة واعتماد المواجهة المكشوفة، وقد بدأت الاحداث تنحو هذا المنحى منذ محاولة الانقلاب على اردوغان التى تجزم انقرة ان للامارات والسعودية دور كبير فى تأييد ودعم القائمين بها، وقد ازدادت الجفوة بين انقرة والعاصمتين الخليجيتين بعد الحصار على قطر وموقف تركيا من القضية، وكانت جريمة البلاط الملكى السعودى الشنيعة بحق خاشقجى فى اسطنبول وما افضت اليها من تداعيات كان لهذه الحادثة الدور الكبير فى تازيم العلاقات، ومع ان محاولات كثيرة جرت هنا وهناك لابقاء الخلاف هادئا وعدم اشعال الصراع لكن الموقف الاخير لاردوغان صب النار فى الزيت فقد استعرت المواجهة بين الطرفين (انقرة من جهة وابوظبى والرياض من جهة اخرى) حيث حجبت السلطات التركية مواقع إخبارية للسعودية والإمارات يوم الأحد، بعد أيام من حجب مواقع حكومية تركية في السعودية، وتأتي الخطوات المتبادلة فيما يبدو بعد أربعة أسابيع من اتهام الادعاء التركي 20 سعوديا بقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، مما أدى إلى تدهور العلاقات بين أنقرة والرياض.
وشاهد مستخدمو الإنترنت في تركيا الذين يحاولون الوصول إلى موقعي وكالة الأنباء السعودية ووكالة أنباء الإمارات وأكثر من 12 موقعا آخر رسالة تقول إن هذه المواقع تم حظرها بموجب قانون يحكم المنشورات على الإنترنت في تركيا.
وامتنع متحدث باسم وزارة العدل التركية عن التعليق على الإجراءات ولم يرد المكتب الإعلامي الحكومي السعودي على طلب رويترز التعليق.
وكان الموقع الإلكتروني لصحيفة الإندبندنت باللغة التركية ومقره بريطانيا، الذي تديره شركة سعودية، أحد المواقع التي تم حظرها يوم الأحد، في خطوة قال رئيس تحريره إنها تعكس التوتر السياسي بين السعودية وتركيا.
وقال رئيس التحرير نيفزات جيجيك لرويترز ”نعتقد أن التوتر بين السعودية وتركيا انعكس علينا“. وأضاف أن قرار يوم الأحد بدا ”ردا انتقاميا على السعودية“.
وكانت السعودية قد حجبت عددا من المواقع الإعلامية التركية قبل أسبوع، بما في ذلك موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية (تي.آر.تي) ووكالة الأناضول للأنباء المملوكة للدولة.
لكن سكانا في الإمارات، الحليف المقرب للسعودية، قالوا إنهم تمكنوا من الوصول لمواقع الإنترنت التركية يوم الأحد.
وتصاعد التوتر بشدة بين تركيا والسعودية بعد أن قتلت عناصر سعودية خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر تشرين الأول 2018. وقبل مقتله، دأب خاشقجي على انتقاد الحاكم الفعلي للمملكة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أمر القتل صدر من ”أعلى المستويات“ في الحكومة السعودية. ونفى الأمير محمد إصدار أمر القتل لكنه قال إنه يتحمل المسؤولية في نهاية المطاف بوصفه الزعيم الفعلي للمملكة.
الوسومالاخوان المسلمون الاسلام السياسي السعودية تركيا محمد عبد الله
شاهد أيضاً
إردوغان .. هزيمة متوقعة وما تبقى لعبٌ في الوقتٌ الضائع…بقلم م. ميشيل كلاغاصي
تبدو الهزيمة التي تعرض لها الرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية في الإنتخابات البلدية, …