بعد أيام قليلة من الجريمة الأمريكية باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما المقاومين، جاء الرد الإيراني قوياً وواضحاً.
عشرات الصواريخ الإيرانية ألهبت سماء المنطقة ودكت قاعدة «عين الأسد» الأمريكية في العراق، من دون أن تتمكن المنظومات الدفاعية الأمريكية من إسقاط أي من الصواريخ الإيرانية أو التنبه لها أيضاً، بالتوازي كان قادة البيت الأبيض يلوذون بالصمت ويكتفون بتأكيد أنهم يجرون تقييماً للإصابات والأضرار.
الرد الإيراني يمكن اعتباره صفعة قوية ودفعة على الحساب، إذ إن ما قبل الجريمة الأمريكية ليس كما بعدها، فالتهور الأمريكي والحماقة أوصلتا أصحابها إلى ما هم فيه من إرباك وتخبط بات واضحاً بعد يومين من الجريمة بخصوص سحب القوات الأمريكية من العراق ثم العودة عن البيان الأمريكي وهو أمر لم يسبق أن حدث مثله إلا في جمهوريات الموز.
الرد القوي حمل معه رسالة واضحة وشديدة اللهجة للأمريكيين بأنه في حال أي تحرك معادٍ، فإنه سيواجه رداً إيرانياً قاسياً للغاية.
لكن ما هو مهم للغاية في هذه العملية ويتم الإعلان عنه لأول مرة هو أن الصواريخ الإيرانية كانت مزودة بأنظمة تشويش ورؤوس حربية متعددة، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن هذين العنصرين في صاروخ إيراني.
أرقام القتلى والمصابين ستكشفها الأيام القادمة عندما تبدأ التوابيت في الوصول إلى الولايات المتحدة، عندها كما يقال، فإن «المي بتكذب الغطاس» وسوف يدرك الأمريكيون حماقة قيادتهم التي جرتهم إلى ما هم فيه من خوف وترقب، وعندها سوف يندم ترامب أشد الندم على هذه الجريمة غير محسوبة العواقب.
الصفعة الإيرانية سوف تعجل من فرار القوات الأمريكية من المنطقة، كي لا نذهب أكثر ونقول تقطع أرجلهم من منطقة عاثوا فيها خراباً وحروباً وإرهاباً وما القاعدة التي تمّ قصفها إلا وكر للعمليات القذرة والإرهابية والفتن.
مختصر الكلام فإن الرد الإيراني حق مشروع على العربدة الأمريكية، بمثابة الجواب المباشر على الكثير من التساؤلات التي طرحت عن طبيعة الرد وحجمه.
دفعة على الحساب من طرف إيران للمعتدي الأمريكي، دفعة سوف تشجع كل من له حق على التحرك، فقد حان الوقت كي يدرك الأمريكيون أن أيامهم في المنطقة باتت معدودة وعليهم إما حزم حقائبهم وإما تحضير التوابيت، ففصائل المقاومة على امتداد الساحات التي دنسها المعتدي الأمريكي لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تقبل بأن يكون ردّها إلا على غرار الرد الإيراني، وإلى أن يحين هذا الوقت، ما على حلفاء أمريكا وأذنابها وإرهابييها سوى دراسة طبيعة الرد الإيراني وتحليل تفاصيله ومقارنة هذا بما هم عليه.
صحيفة تشرين