لماذا لا تختصر واشنطن الحكاية وترفع علم “داعش” الأسود على بيتها الأبيض, ومن هو هذا الأخرق المدعو وزيراً للدفاع الأمريكي, الذي همس في إذن عجوز البيت الأبيض بالعدوان على سوريا, هل تخلت واشنطن وتل أبيب عن لعبة تبادل الأدوار, فطيلة سنوات الحرب كان العدوان صناعةً إسرائيلية والتغطية أمريكية, وتحولت إلى صناعة استخبارية أمريكية بتنفيذٍ إسرائيلي, وأصبحت اليوم مع موافقة الرئيس بايدن صناعةً وتنفيذاً أمريكياً بحتاً …
أي تماكبٍ وتماهي أمريكي – إسرائيلي – إنفصالي – داعشي إرهابي، وأي عالمٍ صامتٍ هذا !، وهو يرى بأم عينيه دولةً مارقة تحلق وتحالفها الستيني في أجواء الدولة السورية، وتهبط على أرضها كقوة إحتلال لا شرعي، وتحتضن كل إرهابي وإنفصالي، وتسرق النفط والثروات والمحاصيل السورية، وتقيم عشرات القواعد العسكرية، وتشن عدوانها لحماية مخططاتها وإرهابييها، دون أن تنسى رفع شعاراتها المزيفة في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ..!
وبموافقة بايدن .. شنّت الولايات المتحدة فجر اليوم غارةً جوية استهدفت موقعاً في سوريا بمحاذاة الحدود العراقيّة السورية… ويبقى من المثير للسخرية أن يعلن البنتاغون هدفه من العدوان بأنه “يرمي إلى تقليص التصعيد في كل من شرق سوريا والعراق”، وبأن يتبجح وزير الدفاع بالقول :”نحن نعلم ماذا ضربنا وأنا واثق من الهدف الذي سعينا وراءه”، تباً .. ماذا لو راّه شرطيٌ أمريكي أبيض لخنقه بركبته.
فبدواعي واهية ومزيفة وكاذبة، شنت الولايات المتحدة غارتها الحمقاء غير محسوبة النتائج بحساباتٍ خرقاء، إذ يتحدث قادة البنتاغون عن عدد قليل من الصواريخ، وبأن الإستهداف طال بعض الهياكل على النقطة الحدودية و”التي تستخدمها المجموعات المسلحة المدعومة من إيران في منطقة شرق سوريا”، وأن “الغارات أتت رداً على الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها طواقم أميركية ومن الحلفاء، ولا زالت مستمرة”.
من جهته، أدان السيناتور الجمهوري راند بول بشدة ما وصفه بـ “المغامرة العسكريّة الحمقاء” وبأنها “خطأ فادح”، في وقتٍ صرح فيه المستشار السابق للرئيس أوباما ديفيد أكسيلرود لشبكة “سي ان ان”، بأن الغارة الأميركية “رسالة للإيرانيين ولحلفائنا في المنطقة وللاعبين في واشنطن”، في ربطٍ مباشر للعدوان على سوريا والملف النووي الإيراني، والخلافات داخل الإدارة الأمريكية.
فيما قال المتحدث باسم البنتاغون: الغارات جاءت “رداً على الهجمات الأخيرة ضد جنود أمريكيين وآخرين من قوات التحالف في العراق، وعلى التهديدات المستمرة التي تطول هؤلاء الجنود”.
وقد إدعت واشنطن تنسيقاً وإبلاغاً لروسيا من خلال إتفاقهما عام 2016 لمنع الإصطدام الجوي، فيما الوزير لافروف أكد أنه لم يحصل أي تنسيق، وتم إبلاغ موسكو قبيل أربع دقائق من الهجوم، وأكد من خلال بيانات خاصة أن: “أميركا لا تخطط لمغادرة سوريا وترغب في تخريبها”، كذلك نفت وزارة الدفاع العراقية “أي تبادل للمعلومات الاستخبارية مع التحالف الدولي قبل الإستهداف”.
وقد أدانت الخارجية الروسية العدوان والضربة الأمريكية داخل سوريا واعتبرتها “انتهاكاً غير مقبول للقانون الدولي”، ورأى رئيس اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، أن “الأفعال الأميركية في سوريا قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، وقد تؤدي لإنهيار الاتفاق النووي”.
في وقت سارع الوزير محمد جواد ظريف للإتصال مع دمشق ولتأكيد الوقوف معها، فيما دعت بكين جميع الأطراف المعنية إلى احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها.
في حين انبرت وزارة الخارجية السورية لإدانة العدوان الأمريكي بشدة ووصفه بالجبان، وبدعوة “إدارة بايدن إلى الالتزام بالشرعية الدولية لا بشريعة الغاب كما الإدارة السابقة”، وأكدت على تناقض العدوان مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وحذرت من عواقب العدوان والتي من شأنها تصعيد الوضع في المنطقة، في إشارة منها إلى تصاعد المقاومة في وجه الإحتلال الأمريكي في سوريا والعراق وغير مكان .
يبدو أن سنوات الحرب على سوريا، وصمودها وشجاعة قائدها وبسالة أبطال جيشها وشدة بأس شعبها، قد فعلت فعلها، وجعلت الرؤوس الأمريكية الحامية، تقرأ الهزيمة الحتمية القادمة، وما بين خشيتها و رغبتها بالبقاء والمضي بمخططاتها، بدأت تتوجس تصاعد المقاومة الشعبية المدعومة من الدولة والشعب والجيش العربي السوري وحلفائه، ومع عجزها عن حماية حياة جنودها والميليشيات الإنفصالية والمجاميع الإرهابية، لجأت إلى لغة التهويل الإستباقي عساها تدب الرعب في قلوب السوريين…
ويحكم لن يطول زمن عربدتكم في سوريا، واّن لكم أن تستعدوا لمواجهة المقاومة السورية.