الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

العهر الأمريكي وخطاب بايدن في الجمعية العامة للأمم المتحدة…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

كان الكثيرون يعتقدون أن بخروج ترامب من البيت الأبيض سيشكل طفرة نوعية في الاوضاع في أمريكا سواء على المستوى الداخل او السياسة الخارجية للولايات المتحدة وخاصة فيما يخص العلاقة مع الحلفاء أو في تصعيد المجابهة مع المارد الصيني وروسيا الاتحادية وتبين للجميع الا القلة القليلة من ولأسباب متعددة أن كل هذه “الآمال” والتوقعات سرعان ما تبخرت أو اختفت في الهواء على حد قول شكسبير.

وترامب كان شهيرا بإطلاق الأكاذيب وأذكر ان إحدى الصحف الامريكية سجلت له عدد هائل من الأكاذيب التي أطلقها وفي جميع المجالات السياسية والصحية والقانونية …الخ. وكان الكثيرين أيضا يعتقدون بأنه اكبر رئيس كذاب علني في تاريخ الولايات المتحدة وربما كان هذا صحيحا الا ان استمعنا الى خطاب الرئيس بايدن فلم يأتي على ذكر حقيقة واحدة في خطابه المليء بالأكاذيب العلنية.

تحدث من “دعم النظم الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الانسان” ما شاء الله وأمريكا كانت وما زالت تدعم وتقيم علاقات مع كل الدول في منطقتنا وفي العالم القمعية والتي لا تعير أي اهتمام بحقوق الانسان وهذا بإعتراف منظمات حقوقية معنية بحقوق الانسان ومن ضمن المنظمات التي تعمل تحت سقف الأمم المتحدة هل السعودية أو البحرين أو نظام السيسي في مصر أنظمة ديمقراطية وماذا عن اعداء السجناء ووسائل التعذيب لسجناء حرية الكلمة في هذه البلدا على سبيل المثال؟ وهل الكيان الصهيوني وبما يقوم به من تعذيب وضرب والقتل الميداني للنشطاء والمقاومين للاحتلال وإغلاق المعابر على غزة بشكل يبقى فقط اهاليه شبه أحياء يدخل ضمن الحقوق الإنسانية بالمقاسات الامريكية؟

وفي فقرة أخرى يقول ان الولايات المتحدة “تعارض محاولات الدول الأقوى للهيمنة على الأضعف سواء من خلال تغيير الأراضي بالقوة أو الاكراه الاقتصادي أو …” طبعا المقصود هنا هي الصين الذي تشن ضدها حملة أمريكية وعلى جميع الأصعدة, وليس الكيان الصهيوني الذي غير معالم كل الأراضي الفلسطينية التاريخية وليس فقط المحتلة عام 1967 بزرع المستوطنات اليهودية السرطانية وليس بما تقوم به السلطات الصهيونية من عملية تهجير عنصري وقسري لسكان الشيخ جراح وسلوان ومنطقة الاغوار …الخ. أضف الى ذلك عملية تغيير الأراضي السورية في الشمال السوري ديمغرافيا وإداريا وسياسيا وبالقوة من خلال تواجد البساطير الامريكية, وبناء مطار عسكري وفرض سيطرة ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية مطية أمريكا في محاولة لتقسيم الوطن السوري بالقوة ومن خلال نهب وسرقة البترول من الأراضي السورية وحرمان الشعب السوري من عصب اقتصادي ودخل رئيسي. هذا الى جانب حرق المحاصيل الزراعية في منطقة تعتبر السلة الغذائية للشعب السوري. والحديث يطول هنا حول ما قامت وتقوم به الولايات المتحدة والذي يتعارض مع كل ما قاله الكذاب بايدن. وماذا عن تجويع الشعب اليمني وتغيير أراضيه بالقوة واقتسام أراضيه الجنوبية بين الامارات والسعوديةوالتي شاركت وما زالت الولايات المتحدة بهذا عن طريق دعم العدوان الفاشي السعودي والاماراتي منذ آذار 2015 . هذا المارق والكاذب يريد إقناع العالم بأسره بغير ذلك وكأن بقية العالم يحيا على أكل البرسيم!!!!

“نحن لا نسعى الى حرب باردة جديدة” هكذا يخبرنا السيد بايدن . إذا كان هذا الكلام صحيحا فماذا يعني عسكرة الحدود الأوكرانية مع روسيا الاتحادية وجلب قوات الناتو على هذه الحدود؟ وماذا يعني نشر منظومات صاروخية جديدة في الدول الأوروبية والموجهة الى روسيا الاتحادية؟ وماذا يعني الوقوف ضد خط انابيب الذي يوصل الغاز من الأراضي الروسية الى المانيا؟ وماذا يعني ارسال بوارج حربية ومن جميع الأنواع الى المحيط الهندي والهادي لمحاصرة الصين والسيطرة على خطوط النقل البحرية؟ وماذا يعني فرض العقوبات التي لا اول لها ولا آخر هنا وهناك؟ حتى في مجال اللقاحات والتي ذكر في خطابه ان على الزعماء التعاون لمكافحة كورونا تحارب الولايات المتحدة اللقاحات الصينية والروسية على الساحة الدولية وتصل الوقاحة الى تهديد الدول إذا ما قامت بشراء هذه اللقاحات كما فعلت مع البرازيل على سبيل المثال.

هذا مجرد بعض مما جاء في خطاب بايدن والذي يمكن ان يطلق عليه “خطاب الأكاذيب” بإمتياز.

كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني

شاهد أيضاً

الحروب اللا أخلاقية .. بايدن شرطي العالم ونتنياهو وكيله المعتمد…بقلم م. ميشال كلاغاصي 

من جديد تُثبت يوميات الحرب والعدوان والصراعات والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط حجم العار الأخلاقي …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024