نشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ عدم رضاهما من معلومات سرية قدمها البيت الأبيض للكونغرس تتعلق بمبررها قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وقال الأعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ إن المسؤولين في إدارة دونالد ترامب فشلوا بتقديم أدلة تؤكد وجود خطر محتوم، وتجاهلها للدور الذي يجب على الكونغرس لعبه في تقرير العمل العسكري. وجاء النقد الحاد للمعلومات من أهم حليفين لدونالد ترامب وهما السيناتور الجمهوري عن ولاية أوتا مايك لي وراند بول عن ولاية كينتاكي.
وفي مقابلة مع وولف بليتزر وبرنامج “غرفة الأزمة” على “سي إن إن” قال بول إن المعلومات هي “إهانة للدستور” مضيفا:”في التقرير المقدم والتصريحات العامة قالت إن القرار الصادر للإطاحة بصدام حسين عام 2002 ينطبق على العمل العسكري في العراق”. وأضاف “لا أحد في كامل عقله وبوجه حقيقي وبذرة من الصدق يمكنه القول إن القرار الذي أصدره الكونغرس لتشريع الذهاب إلى الحرب عام 2002 يمكن استخدامه بعد 18 عاما ضد إيران”.
وأضاف “لم تقدم معلومات محددة حول هجوم محتوم، بل عموميات، وكلام جرائد، ولم أتعلم اي شيئا جديدا لم أقرأه في الصحف”. ووصف لي التقرير المقدم للكونغرس بأنه “لم يكن أمريكيا” و”غير مقبول تماما”، و “في ضوء دعوة البيت الأبيض ألا يكون للكونغرس أي دور في تبرير العمل العسكري، قال إن الإدارة لن تلتزم بقانون صلاحية للحرب جديد أو ستطلب من الكونغرس الصلاحية قبل الحرب”. وفي مرة قال أحد المسؤولين لأعضاء الكونغرس “لا تقلقوا سنستشيركم”.
وأضاف “الاستشارة ليست كإعلان الحرب. والعمل من خلال الإعلام أو بعد تقديم معلومات عقيمة كالذين حصلنا عليه ليس دقيقا”. وقال بول ولي إنهما سيدعمان القرار الذي تقدم به الديمقراطي تيم كين عن ولاية فرجينيا لتحديد صلاحيات الحرب وقدرة الرئيس على استخدام القوة ضد إيران. وأصبح ستة من أعضاء مجلس الشيوخ أثناء النقاش في حالة توتر وخاضوا نقاشا ساخنا وسط أسئلة متكررة من أعضاء مجلس الشيوخ حول المعلومات الأمنية التي تحدثت عن عملية محتومة وقانونية ضرب إيران. ومن المقرر أن يصادق مجلس النواب على مشروع قرار صلاحيات الحرب ضد إيران اليوم الخميس. وقرر ممثلو الإدارة المغادرة قبل أن يتمكن أعضاء مجلس الشيوخ توجيه أسئلة لهم. وخرجوا قبل نهاية 90 دقيقة المحددة للقاء. وقال عدد من أعضاء مجلس الشيوخ بمن فيهم لي إن المقابلة لم تستغرق سوى 75 دقيقة.
وكان وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مايك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايك ميلي ومديرة المخابرات المركزية جينا هاسبل والقائم بأعمال مستشار الأمن القومي جوزيف ماغوير قد قدموا تقريرا للكونغرس حول مقتل سليماني يوم الأربعاء.
ودفع إسبر هجمات المشرعين ضد التقرير قائلا إن “معظم أعضاء الكونغرس لا يعرفون عن المعلومات الأمنية التي اعتقد انها قاطعة”. وكان إسبر قد قال يوم الثلاثاء إن “المعلومات الامنية الرائعة” التي تتحدث عن التهديد الذي كان يمثله سليماني وأدى لاستهدافه وقتله لم يتم تداولها إلا بين “عصابة الثمانية”، المكونة من ثمانية مشرعين من الحزبين بمن فيهم رؤساء اللجان الاستخباراتية و “لن يطلع عليها بقية أعضاء المجلس”. وطالب أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لمعلومات محددة عن أهداف بعينها وجدول زمني مع أن الجدول الزمني الذي وصفه تقرير الإدارة بـ “الأيام” لا يدعم التهديد حسب الديمقراطيين. وفي نقطة طالبت السيناتورة أمي كلوباتشر عن مينسوتا والمرشحة لانتخابات الديمقراطيين عام 2020 المسؤولين بالحديث عن “هجمات بعينها”. وقال عدد من المشرعين إنهم خرجوا بانطباع أن أسئلتها لم يتم الإجابة عليها. وسأل بعضهم إن كان سليماني سينفذ هجمات لم يوافق عليها المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.
وقال السيناتور عن ولاية نيوجرسي روبرت ميننديز ” لقد خرجت غير راض عن أسئلة دخلت اللقاء للحصول على أجوبة عليها”.
وأضاف ميننديز وهو عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ “هذا يجعلني قلقا من عدم الوضوح فيما يتعلق بهذه الأسئلة مثل الهدف والحتمية وكل هذه الأشياء”. وعبر الديمقراطيون في مجلس النواب عن عدم رضاها من تبرير الإدارة واعلنت رئيسة المجلس نانسي بيلوسي عن التصويت حول قرار صلاحية الحرب اليوم الخميس. وأعلنت إدارة ترامب أن قرارها قتل سليماني قام بناء على قانون صلاحيات الحرب الصادر عام 2002. وهو القرار الذي منح الضوء الأخضر للإطاحة بنظام صدام حسين إلا أن المشرعين يناقشون أن القرار لا يدعم أي عمل عسكري ضد إيران. وعبر عدد من الجمهوريين عن إحباطهم من موقف الديمقراطيين خلال عملية الإعلام التي قدمها المسؤولون للكونغرس. وقال ليندزي غراهام أنهم “فقدوا عقلهم” فيما يتعلق بالهجوم. وقال “لم يكونوا يريدون معلومات محددة وخاب أملي من تصرفهم هناك لأنه كان واضحا لي أن هذا الرجل لم يكن ينوي على خير”.
القدس العربي