الجمعة , 29 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

المأزق السعودي في المزاد الأمريكي…بقلم هبا علي أحمد

لم تهز صور الأطفال اليمنيين ضحايا العدوان السعودي العالم-مع وجود استثناءات- بل وحدها المُسَيّرات اليمنية أعادت توجيه البوصلة وإلى اليمن تحولت الأنظار مجدداً بعدما هز اليمنيون رأس حربة العدوان عليهم «الرياض»، وجروحها اقتصادياً كجرح سيبقى أثره طويلاً، إذا لم تفقه السعودية ومن خلفها كيفية العلاج والمتمثل بإيقاف العدوان على اليمن.
ضرب المسيرات اليمنية لعملاق النفط السعودي «آرامكو» والتأثير على عصب الاقتصاد السعودي-يشكل النفط 95% من الدخل القومي للسعودية- رسالة بعنوان عريض مفاده بأن هذه الضربة كما سابقتها ليست إلا جزءاً يسيراً من القدرة اليمنية على انتقاء أهدافها، وهي رسالة توضح مدى حساسية وأهمية واستراتيجية بنك الأهداف الموضوع في العين اليمنية بالنسبة للسعودية، كما هي رسالة تمهيدية ربما لـ«توزان الردع الثالثة والرابعة» وأكثر من ذلك حتى الإقرار بالأمر الواقع وإنهاء العدوان.
الضربات الأخيرة التي طالت السعودية وهزت أسواق النفط، تدعو للتساؤل عن جدوى «الحماية» الأمريكية لحليفتها؟ الواضح أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد إنقاذ الرياض فعلاً لما تم الوصول إلى مكان توضع فيه خطوط وحقول النفط السعودية في مرمى النيران اليمنية «الأعداء» من الوجهة السعودية – الأمريكية، إذاً هذا يُثبت ما هو مثبت حول كذبة «الحماية» الأمريكية.
..وهذه الكذبة تدعمها التصريحات الأمريكية ما بعد الضربة وهي في الحقيقة قائمة على استغلال الضربة لخدمة أهدافها، فقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «لم أَعد بحماية السعودية.. ومساعدتنا إياهم ستكلف أموالاً..ولم نعد بحاجة لنفط الخليج»، ابتزاز علني وصريح من ترامب، فالمساعدة مرهونة بدفع ثمنها وعقود أسلحة بمليارات الدولارات، وإلا لتواجه السعودية وغيرها من الحلفاء المصير بمعزل عن المساعدة الأمريكية.
..ترامب الذي يدرك مدى تأصل مصطلح «إيرانوفوبيا» لدى بعض دول الخليج، يذهب بابتزازه لأبعد من ذلك, فبعد كيل الاتهامات الكاذبة لإيران بـ«الوقوف خلف العملية» تغيرت اللهجة وخفتت وانتقلت إلى «نحن نريد أن نحدد بشكل مؤكد من قام بذلك»! ملقياً العاتق على «دور سعودي كبير باتخاذ القرار»!.
لكل الأطراف خيارات إلا السعودي الذي يغرق أكثر، فلدى اليمنيين بنك أهداف استراتيجي يكبر، بينما الابتزاز أداة الأمريكي لنهب ما تبقى من الثروات، أما فكرة إنقاذ الحلفاء ساقطة بل الغاية هي الزج بهم في مستنقع الحروب والصراعات.

 

شاهد أيضاً

تقاطعات «بريكس- شنغهاي».. إعادة هيكلة عالمية وفق ركائز اقتصادية سياسية أمنية

بقلم:  هبا علي أحمد l يكثر الحديث راهناً عن التحوّلات العالمية واختلاف موازين القوى الدولية …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024