الأربعاء , 18 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة والدوران في حلقة مفرغة… بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

مخطئ على ما يبدو من يعتقد انه يمكن التوصل الى اتفاق في المفاوضات الدائرة “لوقف إطلاق النار” في قطاع غزة والسبب يعود انه في حالة الاتفاق على “وقف إطلاق النار” سيعد انتصارا للمقاومة في غزة وهزيمة سياسية وعسكرية للكيان الصهيوني وبغض النظر عن محدودية الاتفاق. وليس هذا وحسب، بل انه يعتبر هزيمة للولايات المتحدة على وجه الخصوص وكل الدول الغربية التي لم تبخل على الكيان الصهيوني من تقديم كل المساعدة العسكرية واللوجستية من تجسس عبر طائراتها التي تحوم على قطاع غزة 24 ساعة يوميا في محاولة لتحديد مكان القيادة العسكرية للمقاومة وعلى راسها قياديي حماس الى جانب الانفاق. فقد بات من المعروف ان المقاومة الفلسطينية في غزة لا تحارب فقط جيش الكيان الصهيوني، بل إنها تحارب مرتزقة جندوا من العديد من الدول الغربية الى جانب قوات نخبة أمريكية وبريطانية وغيرها أيضا.

والذي يبدو ان هنالك توزيع أدوار بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وخاصة نتنياهو الذي ما زال يقدم مطالب وشروط جديدة بعد أن يعلن البيت الأبيض عن الوصول الى إنفاق أو قرب الوصول الى اتفاق لوقف إطلاق النار وكان آخرها المطالب الجديدة التي قدمت “للوسطاء” في الاجتماع في روما. والذي يبدو أيضا ان كل التصريحات الغربية العلنية مقصورة على وقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن دون شروط مسبقة متناسين ان هنالك تبادل الاسرى. ومن الواضح أيضا ان المماطلة وإضافة شروط جديدة من قبل نتنياهو كلما وافقت المقاومة على صيغة معينة ما هي الا لكسب مزيد من الوقت على أمل ان يحقق الجيش المنهك “نصرا” يستطيع نتنياهو بيعه للجمهور الصهيوني في الكيان على أمل بقاءه في سدة الحكم وتهربه من المحاكمة بتهم الفساد والسجن وانتهاء حياته السياسية. هذا بالرغم من أن الأجهزة الأمنية والجيش بمجموعها الى جانب العديد من الشخصيات الوازنة داخل الكيان تدعو الى القبول بالصفقة حتى يتم الافراج عن كل الرهائن المحتجزين. ومن الضروري التأكيد على آن المناداة بالقبول بالصفقة من قبل هذه الأطراف لا يعني موافقتهم على إنهاء الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وهو ما تصر عليه المقاومة. وبالإضافة الى ذلك فإنه يريد ان يعيد الدور الوظيفي لهذا الكيان المؤقت ويطمئن مشغليه من الدول الغربية أنه ما زال قادرا بالدفاع عن مصالحهم في منطقة الشرق الأوسط. هذا الدور الذي فقده كلية في حربه على غزة التي لم يحقق حتى بعد ما يقرب من عشرة أشهر أي من أهدافه المعلنة منذ بداية حرب الإبادة هذا الى جانب خسائره البشرية وفي معداته العسكرية والتي بحسب المعلومات ان ما يقرب من نصف الياته ودباباته قد دمرت او أصبحت غير قابلة للاستخدام.

وأخيرا نقول إن من باستطاعته وقف الإبادة الجماعية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة هي الولايات المتحدة التي ما زالت تفتج جسرا بريا وجويا وبحري لإمداد الجيش الإسرائيلي بكل ما يلزمه من صواريخ وقنابل واسلحة محرمة دوليا للمضي في حربه الهمجية في قطاع غزة، ولكنها لن تفعل ذلك لان الكيان الصهيوني هو جزء لا يتجزأ من النظام الامبريالي العالمي الذي ترعاه الولايات المتحدة. وفي ظل وجود نخب سياسية حاكمة في الدول الأوروبية ليس لديها الجرأة أو النية على الخروج من تحت المظلة الامريكية والعبودية لإرادة وإملاءات البيت الأبيض الامر السائد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي ازدادت منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وفي ظل موقف عربي رسمي خانع ومتآمر وشريك في الحرب على غزة بشكل مباشر أو غير مباشر ستبقى الأمور على ما هي وسيبقى الرهان على الميدان في قطاع غزة وجميع الجبهات المساندة للمقاومة الفلسطينية من محور المقاومة. ويجب ان لا ننسى أن ما يدور في الضفة الغربية وخاصة في المنطقة الشمالية والاجتياحات للمخيمات الفلسطينية من قبل جيش الكيان وهجمات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية تحت اعين الجيش ليس أقل خطورة مما يحدث غي غزة الذي يهدف الى عمليات تهجير قصري للشعب الفلسطيني وإنهاء القضية الفلسطينية وتحقيق حلم “إسرائيل الكبرى” تحت مرأى ومسمع ما يسمى “بالمجتمع الدولي” الذي أوجد هذا الكيان الغاصب.

كاتب وباحث اكاديمي

 

 

شاهد أيضاً

هدنة لبنان…ليست نهاية المعركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024