فشلت الولايات المتحدة كما كان متوقعا، في تمرير مشروعها في مجلس الأمن لتمديد حظر الأسلحة على إيران المقرر أن ينتهي في أكتوبر المقبل.
فرغم محاولات حشد الدعم للقرار غير القانوني، وادخال تعديلات عليه لتمريره، لم تنجح واشنطن في الحصول على تسعة اصوات مؤيدة لاقرار مشروعها، فلم يصوت لصالح المشروع سوى اميركا وجمهورية الدومينكان فقط، مقابل معارضة روسيا والصين وامتناع بريطانيا وفرنسا والمانيا وثمانية أعضاء آخرين عن التصويت، لتنتفي بذلك حاجة موسكو وبكين الى استخدام الفيتو الذي لوحتا به.
نتيجة التصويت كشفت حجم العزلة التي تعيشها أمريكا وتعتبر إنتصاراً آخراً للدبلوماسية إيران الناشطة أمام أميركا الى جانب القوة القانونية للإتفاق النووي.
وقال تشانغ جون سفير الصين لدى الأمم المتحدة: “تظهر النتيجة مرة أخرى أن الأحادية لا تحظى بأي دعم وأن البلطجة ستفشل. أي محاولة لوضع المصلحة الخاصة فوق المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي هي طريق مسدود”.
الولايات المتحدة لم تستطع ان تخفي انزعاجها الشديد من هزيمتها امام ايران وتخلي حلفائها الكبار جميعا عنها، الا انه لحفظ ماء وجهها جددت تهديداتها بالسعي لاعادة فرض جميع اجراءات حظر الامم المتحدة على ايران، وهو امر لا يحق لها المطالبة به بعد انسحابها من الاتفاق النووي.
وعلق مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” يوم الجمعة، إن رفض فرنسا وألمانيا وبريطانيا دعم جهود الولايات المتحدة لتمديد حظر السلاح على إيران في الأمم المتحدة، مخيب للآمال.
واستطرد قائلا: “لكنه ليس مفاجئا… خسرنا اليوم لكن الأمر لم ينته بعد”.
فيما هدد مايك بومبيو وزير الخارجية الاميركي قائلاً: ان “فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم لمحاسبة إيران. فان أمريكا ستواصل العمل لتصحيح هذا الخطأ”.
تهديد، رد عليه سفير ايران لدى الامم المتحدة مجيد تخت روانجي بتحذير الولايات المتحدة من ان اي عودة لاجراءات الحظر الدولية ستواجه بحزم، لان خيارات ايران غير محدودة.
وقال مجيد تخت روانجي سفير ايران لدى الامم المتحدة: “تظهر نتيجة التصويت على حظر الأسلحة ضد إيران، مرة أخرى، عزلة الولايات المتحدة. رسالة المجلس لا للأحادية. يجب أن تتعلم الولايات المتحدة من هذه الهزيمة ومحاولتها إعادة الحظر غير قانونية، والتي رفضها المجتمع الدولي كما ظهر اليوم”.
ولتفادي حدوث مواجهة وتصعيد اكبر في الامم المتحدة، اقترح الرئيس الروسي عقد قمة ملحة عبر الانترنت مع اميركا وباقي الدول المشاركة في الاتفاق النووي، وهو ما اعلنت فرنسا استعدادها للمشاركة فيه.