من المهم والضروري والمفيد أن نمعن النظر، وندقق كثيراً، وأن يتم إجراء مقاربات بشأن الانتصار الذي تحقق قبل ثلاثة عشر عاماً، حين انتصرت المقاومة في حرب تموز عام 2006، وهو الانتصار الذي جاء عقب انتصار تحرير الجنوب وإلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال الصهيوني في الخامس والعشرين من شهر أيار عام 2000.
إننا ونحن نحتفل بانتصار تموز 2006 في ذكراه الثالثة عشرة لا يفوتنا أبداً أن المعارك والمواجهات والتحديات التي امتلكت المقاومة زمام المبادرة فيها جاءت لتعزز الإيمان بالقدرة والجاهزية والإرادة على التصدي بكل بطولة للعدو الصهيوني، ولتؤكد أن لدى المقاومة كمحور مشروعها المتكامل والشامل في مواجهة هذا العدو وتحديه من خلال تحويل الفرصة إلى مكسب وانتصار، من أجل أن يبقى العدو الصهيوني عاجزاً عن الرد أو ما يعرف بمعادلة الردع ومن أجل أن يسقط في فشله من جراء عدوانه والذي يعتقد أنه بهذا العدوان المستمر قادر عن تحقيق أطماعه التوسعية في قضم الأراضي وفي تنكره للحقوق وفي فرض مشروعاته الاستسلامية لتصفية القضية الفلسطينية.
لقد جاءت المقابلة التلفزيونية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لتكشف بوضوح وجلاء أن مشروع المقاومة قد أُكمل وبإنضاج برنامجه النضالي التحريري، بما تأسس على أرضية وقاعدة الانتصار في حرب تموز 2006، وهذا المشروع ينظر للقضية الفلسطينية على أنها القضية المركزية وجوهر الصراع العربي- الصهيوني، وأن القدس هي محور قضية الشعب الفلسطيني في حقوقه وحاضره ومستقبله، وأن موازين القوى ومعادلات الصراع لم تعد بأي حال في مصلحة العدوانية الصهيونية بل هي مختلة لغير مصلحته أو ما كان يشاع عن «التفوق» العسكري والاستراتيجي للعدو، وإطلاق يده في استباحة الأرض والجو معاً.
ويعترف الإسرائيليون على لسان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق الجنرال غادي ايزنكوت أن إطلاق آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية أثناء حرب 2006 أثار صدمة في الشارع الإسرائيلي وطرح تساؤلات جدية حول مستوى استعداد جيش الاحتلال عند اندلاع الحرب، لأن حزب الله زاد من ترسانته الصاروخية منذ عام 2006، ومن هنا نجد أن الصراخ الهستيري لنتنياهو في التهديد والوعيد يكشف عن عملية خداع لقدرة هذه الجبهة على التحمل أو للهروب من المساءلة بشأن هذا العجز.