مثلما وعد سيد المقاومة من قبل، ووفى بوعده تماما، خرج علينا منذ أيام بخطاب هام، بمناسبة الذكرى الثانية لاجلاء الارهاب عن الجرود اللبنانية والقلمون, وانهاء وجودهم وهناك 27/8/2017 متزامنا مع العدوان الغادر، الذي شنه العدو على موقع للمقاومة في عقربا بريف دمشق، واسفر عن استشهاد عنصرين من عناصره، ليتوعد الكيان الصهيوني، ويوجه له تحذيرا بلهجة واثقة، واعتداد بالنفس دلت عليه كلماته، التي وجهها لساسته، وأطلقها على جنوده بسخرية: ” وقفوا على رجل ونصف وانتظرونا يوم يومين ثلاثة اربعة انتظرونا . ”
وجاء موعد تنفيذ الرد، فكان دقيقا في اختيار موقعه، وناجحا في تنفيذه، وموجعا في حصيلته، ردا أثلج صدور قوم مؤمنين، واغاظ قلوبا صدأتها الانحرافات عن جادة، الحق فاعلنت استنكارها للعملية، وعبرت عن مواساة حقيقية للعدو الصهيوني، مثال على ذلك وزير الخارجية البحريني، الذي كتب يوم امس 1/9/2019 في تغريدة له على تويتر:
: “اعتداء دولة على أخرى، شيء يحرمه القانون الدولي، ووقوف دولة متفرجة، على معارك تدور على حدودها، و تعرض شعبها للخطر، هو تهاون كبير في تحمل تلك الدولة لمسؤولياتها”.
وان كان مقرفا، نقل مثل هذه الغثيانات العفنة، في مقال أردته ثناء على المقاومة، وتثمينا لعملية جهادية نوعية، جاءت ردا على اغتيال الشهيدين السعيدين، حسن زبيب، وياسر ضاهر، فانه من الضروري التذكير، بالتحول الجذري للنظام الرسمي العربي، في الخليج ودول أخرى، لا تزال تخفي تطبيعها وعلاقاتها السرية مع الكيان الصهيوني، ليظهر عند افتضاحه عميقا، الى درجة لم نكن نتوقعها، فبضاعة السياسيين العرب اليوم، تهافت تهافت الذباب على القمامة، تعبير دقيق على موافقتهم على التطبيع مع الكيان الصهيوني، من إجل أن يكون لهم نصيب من السلطة في بلدانهم، وهذا طريق كل خائن لامته وقضاياها وحقوقها، متسلق متملق لأمريكا والغرب، وقد عرفوا بعلاقاتهم المريبة، مع دوائر عالمية مشبوهة، من اين تؤكل الكتف، بيع للمبادئ والقيم، والموافقة على ما يرتضيه عمهم سام ويجازيكم عليه.
شبه جزيرة البحرين، ذلك البلد الذي لا يرى في الخارطة بالعين المجردة، فهو كمحاق الشهر القمري المنقضي، وولادة الشهر الجديد، اصبح وزير خارجيته، وطبعا باذن ولي امره حمد بن خليفة، يخرج علينا بتصريحات مستهجنة، هي بنظر اهل الدراية بالسياسة العالمية، اكبر بكثير من حجم البحرين الميكروسكوبي، غير ملتفت اليها من الغرب، لا بعين الرضا، ومسكوت عنها من حيث انه لا وزن لها، ولا تمثل شيئا في مجال السياسة الخارجية العالمية، منتهى نظرتهم إليها، أنها تعبير عن خنوع تافه لا مثيل له، في عالم عبيد امريكا، وجدير بالكيان ان يمنحه جنسية صهيونية ووسام عمالة، يكونا خاتمة حياته السياسية التي بدأت تقترب من نهايتها.
من جانب آخر، وبخصوص قسم من الامة، متوتور طائفيا، ومعاق فكريا، وكسيح أيديولوجيا، ظهرت ردات أفعالهم، معبرة عن استفاقة مريض مودع بالعناية المركزة، بعد سنوات من دخوله في غيبوبة، لا يدري فيها ما حصل، مشككا ان كان طوال تلك المدة غائبا عن وعيه، وهذا الوصف، أراه من ألطف ما يمكنني التعذر لهم به، في مواقفهم المتخاذلة من المقاومة الإسلامية، وفي عقليتهم المريضة، ان الإسلام ينتهي عندهم، ولا احد غيرهم مخول له الإنتساب إليه في ذلك الإطار.
هؤلاء تحديدا، من لازموا الوقوف مع الإرهاب، منذ أن حل بسوريا والعراق، واعتبروه اسلاما غاضبا، وثورة ضد الاستبداد والظلم، وذهبوا إلى حد الدعاء لداعش بالنصر والتمكن على أرض الشام والرافدين، والخلافة في نظرهم استقواء ونمكن بالقوة والارهاب، قد أصابهم ذهول مما حصل من كسر شوكته هناك، فانثنوا على إيران الإسلامية ومحور المقاومة، تشكيكا في صدق نواهاهم وحقيقة اهدافهم، فكل ما يأتي من جانب هؤلاء الاحرار، مجرد اتفاقات مسبقة تتم بالتعاون مع الكيان، ذرا الرماد في العيون.
العملية النوعية الاخيرة، التي نفذتها مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر، تعتبر في ميزان نكافئ القوى مع العدو الصهيوني، راجعة بكفة المقاومة، ومثبتة مدى جدارتها وجهوزيتها في الرد على اي عدوان صهيوني، سواء في لبنان أو في سوريا، ومن يدري، لعل الحشد الشعبي في العراق، يرد على العدوان الصهيوني الذي تعرض له.
مرحلة جديدة دخلتها عناصر المقاومة، تقطع في اتجاه المعركة الحاسمة المرتقبة، التي يبدو أن تسخينها قد بدأ، وان لم تظهر اشاراتها في العلن، فكل من المقاومة والعدو الصهيوني لهما أوراق مخفية، لا تظهر إلا في وقتها المناسب.
الوسومحزب الله محمد الرصافي المقداد
شاهد أيضاً
هدنة لبنان…ليست نهاية المعركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي
التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة …